مجلة فرنسية: اجتماع كينشاسا آخر فرصة قبل تفجر الأوضاع بين مصر وإثيوبيا

الجمعة 2 أبريل 2021 09:47 ص

اعتبر تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية أن الاجتماع الذي سيبدأ السبت المقبل بين وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا في عاصمة الكونجو الديمقراطية كينشاسا يعد "الفرصة الأخيرة" قبل تفجر الأوضاع بسبب "سد النهضة" الذي تشيده أديس أبابا على النيل الأزرق.

وقال التقرير إنه "بعد عشر سنوات من المواعيد المهدورة وإعادة إطلاق المفاوضات ثم تأجيلها والزيارات الرسمية التي تلتها تهديدات مبطنة، تبدو مصر وإثيوبيا أبعد عن التوصل إلى اتفاق؛ ما يجعل اجتماع كينشاسا تحت رعاية رئيس الاتحاد الأفريقي فيليكس تشيسكيدي لقاء الفرصة الأخيرة".

وحذر من أن "التصعيد العسكري بين اثنتين من أكثر دول القارة سكانا (مصر وإثيوبيا) سيكون له انعكاسات سلبية" على المنطقة.

وأضاف التقرير: "من جهة هناك 110 ملايين إثيوبي يأملون في توليد ما يكفي من الكهرباء لتطوير صناعتهم المحلية وتصدير الطاقة، وفي الجهة الأخرى هناك 100 مليون مصري يعتمد إنتاجهم الزراعي، وبالتالي أمنهم الغذائي، على مياه النيل بنسبة 90%.. هذا أصل الخلاف".

وتابع أنه "على الرغم من التهديدات بقصف موقع البناء التي لوح بها المسؤولون المصريون ونقلها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم تتخل أديس أبابا عما تعتبره الآن رمزا وطنيا".

وأشار إلى أن "الوساطة التي قادتها إدارة ترامب كانت على وشك النجاح في فبراير (شباط) 2020، لكن انتهى الأمر بأديس أبابا إلى إغلاق باب المحادثات قبل البدء في ملء السد في يوليو (الملء الأول)، وكانت النتيجة أن أعلنت الولايات المتحدة، في سبتمبر/أيلول، تعليق جزء من مساعدتها المالية السنوية لإثيوبيا؛ حيث تشهد البلاد أيضا فترة من التوتر القومي قد لا يفضي إلى التهدئة بعد إطلاق حرب في إقليم تيجراي، في نوفمبر/تشرين الثاني".

وحسب التقرير، "لا توجد مؤشرات على عودة العملاقين الأفريقيين إلى طاولة المفاوضات اليوم؛ فقد ندد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال زيارة للخرطوم في 6 مارس/آذار المنصرم، بسياسة فرض الأمر الواقع الإثيوبية، وبسط السيطرة على النيل الأزرق عبر إجراءات أحادية الجانب دون مراعاة لمصالح السودان ومصر".

وتحاول القاهرة الآن إحياء مبادرة حوض النيل التي تجمع الدول المطلة على النهر، بما في ذلك جمهورية الكونجو الديمقراطية، التي ترأس الاتحاد الأفريقي منذ فبراير الماضي.

وخلال مكالمة هاتفية استمرت ساعة في 11 مارس/آذار الماضي، أطلع "السيسي" نظيره الكونجولي "فيليكس تشيسكيدي" على الموقف المصري.

وفي الأول من أبريل/نيسان الجاري، أعلنت الخارجية الإثيوبية رسميا عن اكتمال بناء 79% من "سد النهضة"، وذلك بعد ساعات من تهديدات أطلقها الرئيس المصري، والتي أكد فيها أن القاهرة لن تسمح بالانتقاص من حقوقها المائية، وأن تداعيات المساس بهذا الحق ستشكل حالة عدم استقرار "لا يتخيلها أحد" في المنطقة.

فيما أعلن السفير الإثيوبي في القاهرة "ماركوس تيكلي ريكي"، الأربعاء، أن بلاده وافقت على ملء سد النهضة خلال مدة تتراوح بين 5 و7 سنوات نزولا عند رغبة دول المصب، وفقا لما أوردته قناة "العربية".

ومنذ عام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق بشأن ملء سد "النهضة"، الذي تخشى القاهرة والخرطوم من آثاره عليهما.

ورغم مطالبة مصر والسودان إثيوبيا بتأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، فإن أديس أبابا أعلنت في 21 يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4.9 مليارات متر مكعب، والتي تسمح باختبار أول مضختين في السد.

كما أكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في يوليو المقبل.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سد النهضة توتر العلاقات المصرسة الإثيوبية كينشاسا الكونجو نهر النيل