تركيا وأمريكا.. حراك دبلوماسي لتسوية خلافات وتمهيد أرضية مشتركة

الجمعة 2 أبريل 2021 06:33 م

حراك دبلوماسي متسارع، بين تركيا والولايات المتحدة، لوضع أرضية مشتركة وتسوية الخلافات القائمة، بهدف ترتيب لقاء بين الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، ونظيره التركي "رجب طيب أردوغان".

مصادر تحدثت لصحيفة "القدس العربي" عن مساعٍ لإنهاء كل الملفات العالقة، قبل عقد اللقاء على هامش قمة المناخ المقررة نهاية أبريل/نيسان الجاري، عبر الاتصال المرئي، أو في لقاء خاص في وقت آخر تحدده الاتصالات التمهيدية، التي يظهر أنها تتقدم في بعض الملفات وتتعثر في أخرى.

لقاءات متتالية

ونهاية الشهر الماضي، التقى وزيرا خارجية البلدين، لأول مرة، على هامش مشاركتهما في اجتماعات وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي "ناتو" في بروكسل.

وحسب بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، حض الوزير الأمريكي "أنتوني بلينكن"، أنقرة على "عدم الاحتفاظ" بمنظومة (إس-400)، كما انتقد انسحاب تركيا من "معاهدة إسطنبول"؛ الاتفاقية التي تكافح العنف ضد المرأة، مثيراً ملف حقوق الإنسان في تركيا.

ونقل عن الوزير الأمريكي قوله: "ليس سرا أن لدينا خلافات مع تركيا، كما أنه ليس سراً أن تركيا حليف طويل الأمد وقيِّم وأعتقد أن لدينا مصلحة قوية في الحفاظ على ارتباطه بحلف شمال الأطلسي".

فيما أكد وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، أن "صفقة شراء المنظومة الدفاعية الروسية (إس-400) تمت وانتهى الأمر"، لافتاً إلى إمكانية تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين البلدين بهذا الخصوص.

واعتبر أن تركيا لديها موقف إيجابي لتأمين حاجتها من المنظومات الجوية، مستقبلاً، من حلفائها.

ووصف "جاويش أوغلو" لقاءه مع "بلينكن" بـ"البناء"، كاشفاً عن اتفاقه معه على عقد اجتماع شامل بين البلدين، دون تحديد مستواه أو موعده.

تلى هذا اللقاء، اتصال هاتفي بين وزير الدفاع التركي "خلوصي أكار"، مع نظيره الأمريكي "لويد أوستن"، والذي بحث ملفات أمنية إقليمية والتعاون الثنائي في المجال الدفاعي.

وأوضحت وزارة الدفاع التركية، الخميس، أن الوزيرين أكدا أهمية العلاقات الاستراتيجية، وتطوير وجهة نظر مشتركة حيال الأمن الإقليمي والعالمي، وشددا على ضرورة "حل المشاكل بما يتوافق مع روح الشراكة الاستراتيجية والتحالف بين البلدين".

كما جددا إلزام بلديهما "التعاون والتنسيق الوثيق في إطار تعزيز العلاقات الثنائية العسكرية".

وقبيل ذلك بيوم واحد، بحثت وزيرة التجارة التركية "روهصار بكجان"، مع ممثلة التجارة الأمريكية "كاثرين تاي"، الخطوات الجديدة التي سيتم اتخاذها لتسهيل التجارة وزيادة حجمها بين أنقرة وواشنطن.

ووصفت الوزيرة التركية اللقاء الذي جرى عبر الفيديو كونفرانس بـ"المثمر"، مشيرة إلى أنهما تبادلتا خلاله وجهات النظر حول القضايا العالمية والثنائية.

وقالت: "قيمنا علاقاتنا الاقتصادية الراهنة وأظهرنا إرادة قوية لتعزيز التجارة بين تركيا والولايات المتحدة".

هدف اللقاءات

وتقول مصادر دبلوماسية تركية، إن هذه الاتصالات تهدف بدرجة أساسية إلى بناء أرضية مشتركة تمهد لعقد لقاء بين "أردوغان" و"بايدن"، معتبرة أن لقاء بدون تنسيق وبدون ملفات تفاهم يمكن الإعلان عنها، سيكون مجرد لقاء شكلي.

وأضافت: "بينما اللقاءات الوزارية الحالية تعمل على تبادل وجهات النظر، والبحث في إمكانية إنهاء بعض الخلافات والتوصل لبعض التفاهمات التي يمكن أن يعلن عنها أردوغان وبايدن في حال لقائهما".

ومنذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض، بدأت إدارته في توجيه انتقادات مختلفة إلى تركيا في ملفات مختلفة أبرزها ملف منظومة "إس-400" الدفاعية الروسية، والصراع في شرق المتوسط، إلى جانب ملف حقوق الإنسان وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي وحقوق المثليين وغيرها الكثير من الملفات.

بينما ردت الخارجية التركية بلغة حادة على العديد من تصريحات وبيانات الإدارة الأمريكية التي وجهت فيها انتقادات لتركيا.

لكن بعض التطورات الإقليمية يمكن أن تدفع الجانبين الأمريكي والتركي لوضع بعض الخلافات جانباً للتنسيق في التحديات التي يمكن أن تستجد في الأسابيع المقبلة، وفق مراقبين، لا سيما التطورات الجارية في شرق أوكرانيا والتهديدات الروسية بالتدخل عسكرياً في حال اقترب "ناتو" من مناطق الاشتباكات بين الحكومة الأوكرانية والمتمردين المدعومين من روسيا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات التركية الأمريكية بايدن أردوغان جاويش أوغلو بلينكين

تدريبات عسكرية ضخمة بين البحرية التركية والأمريكية شرقي المتوسط

تركيا ترفض التخلي عن إس-400 مقابل وقف الدعم الأمريكي للأكراد

السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة يدعو للتحالف مع تركيا

مبعوث أمريكي سابق بسوريا: لم نقدم وعودا لبي كا كا وستتحسن علاقتنا بتركيا

دبلوماسي تركي: كورونا ستخلف توازنات إقليمية جديدة ودور أنقرة سيزداد أهمية

تركيا: إذا قبلت واشنطن بحاجتنا إلى إس 400 يمكننا تحقيق تفاهم أفضل