باجتماع أوبك+ الأخير.. لماذا تجاوب أمير النفط السعودي مع مطالب المنتجين؟

السبت 3 أبريل 2021 05:43 م

على مدى أشهر، حث وزير النفط السعودي، الأمير "عبدالعزيز بن سلمان"، الذي يمكن القول إنه أقوى شخصية في عالم النفط، الدول المنتجة للخام على فرض قيود صارمة على الإنتاج؛ خوفا من أن يغرق الخام الإضافي الأسواق العالمية، ويتسبب ذلك في انخفاض الأسعار.

في الوقت نفسه، كان بعض المنتجين، ولا سيما روسيا، يسعون للمضي قدما في زيادة المعروض النفطي قليلا.

والخميس الماضي، بدا الأمير وكأنه يلين (لمطالب الراغبين في زيادة الإنتاج)؛ حيث اتفق تحالف "أوبك+" -الذي يضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من خارجها مثل روسيا- على زيادات متواضعة في الإنتاج خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

وقال محللون إن الأمير، الذي يرأس "أوبك+"، بدا وكأنه يحسب أنه من خلال استرضاء المنتجين الآخرين الذين يرغبون في إنتاج المزيد من النفط، يمكن أن يظل مسيطرا على المدى الطويل.

وكرر الأمير رسالته القائمة على التباطؤ في الإنتاج، قائلا إن التعافي الاقتصادي العالمي من الوباء لا يزال هشا؛ وبالتالي فإن استعداده للتوقيع على زيادة جاء بمثابة مفاجأة.

لكن القرار بدا وكأنه اعتراف بتنوع الآراء داخل "أوبك+"، وأنه يجب أن يأخذ آراء المنتجين الرئيسيين الآخرين مثل روسيا والإمارات في الاعتبار للحفاظ على القيادة ومنعهم من السير على طريقتهم الخاصة.

وقال "بن سلمان"، في مؤتمر صحفي عقب اجتماع "أوبك+" الخميس: "هذا ليس قراري بل قرار الجميع".

حتى الآن أبدى التجار إشارات على موافقتهم على خطوة "أوبك+" عبر رفع الأسعار للأعلى في سوق كان ضعيفا.

إذ صعد مزيج خام برنت القياسي العالمي، الجمعة، بنحو 3.4% إلى 64.86 دولارا للبرميل.

وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه الخميس، سترفع "أوبك+" إنتاجها النفطي تدريجيا بنحو 350 ألف برميل يوميا في مايو/أيار، ثم 350 ألف برميل يوميا أخرى في يونيو/حزيران، على أن يعقب ذلك زيادة 441 ألف برميل يوميا في يوليو/تموز.

خلال نفس الفترة، سيتراجع السعوديون تدريجيا أيضا عن خفض طوعي في إنتاج النفط قدرة مليون برميل يوميا. وبذلك، يصل إجمالي الزيادة في إنتاج الخام إلى حوالي 2.1 مليون برميل يوميا بحلول يوليو/تموز.

وكتب المحللون في بنك "جولدمان ساكس"، في مذكرة للعملاء الخميس، إن الخطة "تشير إلى زيادة حذرة ومنظمة من "أوبك+" لا تزال تسمح "بسوق نفطية ضيقة"، بدلا من فيضان من الإنتاج.

كما تحتفظ "أوبك+" بخيار تعديل الإنتاج خلال الاجتماعات الشهرية. ويمكن للسعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أن تتخذ قرارات أحادية الجانب لتقليص الإمدادات من الخام.

وكتبت "هيليما كروفت"، الخبيرة الإستراتيجية في "آر بي سي كابيتال ماركتس"، في مذكرة للعملاء، إن هذه القدرة على التراجع بسرعة "توفر للأمير الراحة؛ لأنه يمارس خيارا منخفض المخاطر إلى حد ما".

المصدر | نيويورك تايمز | ستانلي ريد - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية أوبك بلس عبدالعزيز بن سلمان اتفاق خفض الإنتاج

السعودية ترفع سعر نفطها لآسيا وتخفضه لأوروبا وأمريكا

أسعار النفط تتراجع بعد مكاسب مدعومة بقرار أوبك+