نتنياهو والملك عبدالله.. كيف وصل الشقاق بينهما إلى هذا الحد؟

السبت 3 أبريل 2021 08:54 م

تصاعدت التوترات بين ملك الأردن "عبدالله الثاني" ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، في الفترة الأخيرة؛ لتنحدر بالعلاقات بينها إلى أدنى مستوياتها، وفق تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

وقال الموقع إن العلاقات الإسرائيلية الأردنية انحدرت إلى مزيد من التدهور، الأسبوع الماضي، بعد أن ألغى "نتنياهو" قرار تزويد الأردن بالمياه على النحو المنصوص عليه في اتفاقية "وادي عربة" للسلام لعام 1994.

ولفت إلى أن قرار "نتنياهو" بوقف نقل المياه هو جزء من الخلاف المتبادل بين إسرائيل والمملكة الهاشمية المستمر منذ مارس/آذار الماضي، في أعقاب إلغاء زيارة ولي العهد الأردني الأمير "الحسين بن عبدالله" إلى القدس في العاشر من الشهر ذاته؛ حيث رد الأردن بعدها بمنع طائرة "نتنياهو" من استخدام الأجواء الأردنية لزيارة الإمارات.

وكان الأمير "الحسين" خطط لزيارة المسجد الأقصى لأداء الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج.

لكن الوفد الملكي عاد عند معبر حدودي تسيطر عليه إسرائيل مع ظهور خلاف حول عدد الحراس الشخصيين المسلحين الذين يسافرون مع الأمير، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وتابع موقع "ميدل إيست آي": "كان نتنياهو يتطلع إلى فرصة لالتقاط الصور مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، على أمل تعزيز فرصته وسط حملة انتخابية شرسة، على الرغم من أن عمان أعطت نتنياهو تصريحا بالتحليق عبر مجالها الجوي بعد عدة ساعات، لكنه قرر عدم السفر إلى الإمارات".

وأشار إلى وصف وسائل الإعلام الإسرائيلية "نتنياهو" بأنه شوكة في حلق الملك "عبدالله"، وعلى الرغم من أن التوتر الأخير يبدو بين زعيمين في منطقة متوترة، لكنهما يعكسان أيضا نهجين مختلفين للأمن والسياسة في الشرق الأوسط، كما يقول محللون.

ونقل الموقع عن "محمد المومني"، عضو مجلس الشيوخ الأردني والوزير السابق قوله إن أي رئيس وزراء إسرائيلي غير "نتنياهو" سيكون أفضل للأردن.

وأضاف "المومني" أن "نتنياهو" ليس له مصداقية في دوائر صنع القرار في الأردن، وخطوط الاتصال معه قُطعت.

وتابع: "يُنظر إليه (نتنياهو) على أنه انتهازي سيفعل أي شيء للبقاء على قيد الحياة سياسيا، حتى لو تسبب ذلك في أزمة وأضر بالعلاقات الثنائية مع الأردن".

من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الأردني السابق "ممدوح العبادي"، للموقع ذاته، إن الملك "عبدالله" لا يثق بـ"نتنياهو" ويخشى منه.

وأردف قائلا إن "نتنياهو يميني متطرف ولا يؤمن بحل الدولتين أو عملية السلام، وله نظرة توسعية تجاه الأردن، ولقد اصطدم بجدار من الطوب مع الأردن؛ بسبب رفضه الانضمام إلى صفقة القرن التي أعلنها الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب".

ويؤيد بعض حلفاء "نتنياهو"، مثل تحالف الصهيونية الدينية، فكرة إسرائيل الكبرى والسيطرة الكاملة على الجبال الشرقية في وادي الأردن، والتي يعتقدون أنها جزء من مملكتي التوراة "يهودا والسامرة" (الضفة الفلسطينية).

ولفت الموقع إلى أن "الصهيونية الدينية هي مفتاح محاولات نتنياهو لتشكيل حكومة بعد الانتخابات العامة التي أجريت الشهر الماضي".

ووفقا للمحلل الإسرائيلي "ميرون رابوبورت"، فإن قرار إسرائيل بمنع زيارة ولي العهد الأردني للمسجد الأقصى كان إشارة من "نتنياهو" لكتلته اليمينية المتطرفة بأن حكومته المستقبلية ستفرض السيادة الإسرائيلية على الحرم القدسي بالكامل.

ومع ذلك، فقد قال الموقع إن مواجهة "نتنياهو" مع الأردن تعود إلى عهد والد الملك الحالي الملك "حسين"، عندما أمر عملاء الموساد باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل" في عمان عام 1997، قبل الانصياع للضغط الأمريكي وإرسال ترياق للسم المستخدم ضد "مشعل".

وفي عام 2017، قتل حارس أمني إسرائيلي في السفارة الإسرائيلية في عمان مواطنين أردنيين اثنين.

وتم الإفراج عن الحارس في صفقة سرية، لكن "نتنياهو" رحب بعودته إلى إسرائيل بصفته "بطلا قوميا"، وهو ما اعتُبر إهانة للملك "عبدالله" في الأردن.

وختم "ميدل إيست آي" بالقول: "في مناسبات عديدة، نكث نتنياهو بالوعود التي قطعها للملك، مثل منع دخول المستوطنين اليهود إلى الأقصى، وتسليم لقطات كاميرات المراقبة لمقتل القاضي الأردني رائد زعيتر في عام 2014، وعدم الوفاء بوعده، خلقت انعدام ثقة تاما بين الطرفين".

المصدر | الخيلج الجديد + ميدل إيست آي

  كلمات مفتاحية

الأردن إسرائيل نتنياهو الملك عبدالله الثاني