استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الحوار الإيراني السعودي المفقود

الثلاثاء 6 أبريل 2021 10:09 ص

الحوار الإيراني السعودي المفقود

متى تحدد إيران والسعودية آلية التفاوض المستقبلية كما تفضل واشنطن على أمل خفض كلف الصراع في المنطقة.

"الاتفاق النووي اتفاق مغلق وننصح السعودية بالعودة إلى الحوار الإقليمي وستكون أيدينا ممدودة لها في ذلك الحين".

الولايات المتحدة والدول الاوروبية عقدت اتفاق "5+1" النووي مع إيران في 2015 دون مراعاة مصالح السعودية أو علمها ومشورتها.

هل يطلق الرفض الإيراني حوارا سعوديا إيرانيا، أم يطلق سباقا نوويا، أم يؤجج الصراع الإقليمي في جبهات مشتعلة من العراق الى سوريا واليمن؟

*     *     *

رداً على سؤال مذيعة CNN بيكي أندرسون حول إعادة التفاوض بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران ومشاركة بلاده في تلك المناقشات، قال وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان إنه "من المنطقي تمامًا أن نكون السعودية جزءًا من المحادثات وجزءًا من الحوار".

الامير فرحان يقصد بذلك طاولة المفاوضات التي ستعقد في فينا الاسبوع القادم وتضم مجموعة 4+1؛ اذ عبرت الرياض عن رغبتها الملحة في المشاركة في هذا الحوار، قابلته طهران بدعوة الرياض لحوار اقليمي منفصل يضم دول الخليج العربي للوصول لصيغة تحقق الأمن والاستقرار.

الفرحان في المقابلة التي أجراها الخميس الاول من شهر نيسان الحالي اعتبر المشروع النووي الايراني مصدر تهديد مباشر للمملكة، مبرراً بذلك الطلب السعودي؛ إذ ان من حق بلاده المشاركة في هذه المفاوضات لأنها جزء من الاقليم الذي تتشاركه مع طهران.

إيران ردت مساء الاثنين على الطلب السعودي بالرفض القطعي اخيرا على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الذي صرح بالقول: "نأسف لعدم قدرة الرياض على إجراء حوار من دون قوى من خارج المنطقة"!

واتهم الرياض بلعب دور تخريبي في مفاوضات 2015 المعروفة بـ 5+1، غير أن زاده عاد ورحب برغبة السعودية في التفاوض بالقول: "الاتفاق النووي اتفاق مغلق، وننصح السعودية بالعودة إلى الحوار الإقليمي، وستكون أيدينا ممدودة لها في ذلك الحين".

إغلاق الباب امام السعودية للمشاركة في مفاوضات 4+1 لإحياء الاتفاق النووي يعني ترقب وانتظار السعودية نتائج الحوار والمفاوضات دون ان يكون لها تأثير مباشر فيها.

خاصة أن الولايات المتحدة والدول الاوروبية عقدت الاتفاق 5+1 في العام 2015 دون مراعاة المصالح السعودية أو علمها ومشورتها؛ الامر الذي قاد إلى توتر في العلاقة بين ادارة اوباما والرياض في حينها.

تَوجهٌ ما زال قائمًا لدى واشنطن والدول الاوروبية، فمشاركة السعودية ستعيق قدرة الولايات المتحدة على المناورة والتوصل لصفقات إقليمية على حساب الحلفاء المقربين، ومن ضمنهم الرياض.

حيث الإشكال الاساسي حتى اللحظة لا يكمن في الرفض الايراني للطلب السعودي بقدر ما يكمن في انعدام الثقة بالحليف الامريكي الممثل بإدارة جديدة سارعت فور توليها مقاليد السلطة الى وقف تعاونها الاستخباري مع السعودية في اليمن.

وأوقفت مبيعات الاسلحة المرتبطة بالحرب اليمنية، والأخطر أنها ورغم الهجمات العنيفة التي تعرضت لها الرياض والمنشآت النفطية بادرت إلى سحب ثلاث من بطاريات الصواريخ "باتريوت" من منطقة الخليج، ومن ضمنها السعودية.

أزمة السعودية مع الحلفاء الغربيين تتفاقم والثقة تتراجع؛ ما يفسر رغبة الرياض الملحة في المشاركة في مفاوضات 4+1 حتى لو كان الامر من خلال توجيه الطلب لإيران عبر القنوات الدبلوماسية وعبر الاعلام.

فهل يقود الرفض الايراني الرياض بعد تصريحات الفرحان عبر شبكة CNN الى فتح الباب للحوار الاقليمي الذي تقترحه إيران، أم إنه سيفاقم أزمة الثقة بين الرياض من جهة، وواشنطن والعواصم الاوروبية من جهة أخرى؟ السعودية لم تحدد بعد خياراتها وبدائلها للتعامل مع طهران.

حتى اللحظة لم تظهر الولايات المتحدة قدرا كبيرا من الحزم مع إيران، ولا يُتوقع ذلك؛ ما يترك الكرة في ملعب إيران والسعودية لتحدد الدولتان آلية التفاوض المستقبلية، ولعل ذلك ما تفضله واشنطن على أمل خفض كلف الصراع في المنطقة.

فهل يطلق الرفض الإيراني حوارا سعوديا ايرانيا، أم يطلق سباقا نوويا، أم إنه ببساطة سيؤجج الصراع الإقليمي في الجبهات المشتعلة من العراق الى سوريا واليمن؟

إنها أسئلة تزداد إلحاحًا مع اقتراب المناورات التي تسبق لقاء فينا من نهايتها.

* حازم عياد كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

إيران، السعودي، آلية التفاوض، الصراع الإقليمي، الولايات المتحدة، حوار اقليمي، الخليج العربي، فيصل بن فرحان،