عودة خالد مشعل قرار موفق فقادم الايام مسكون بتحديات وتوترات تحتاج لقيادة رصينة ومرونة الحركة ستكون سر قدرتها على النجاح.
عودة غير عشوائية بل استجابة لمتغيرات جارية بالمنطقة ووضع الحركة الحرج هنا نفهم ان عقل الحركة يستجيب بمرونة كبيرة للتحديات.
شخصية معتدلة، نمط تفكير متزن، قيادة تنسجم مع المتغيرات الإقليمية والدولية وشبكة علاقات واسعة بأطراف مهمة إقليميا ودوليا.
* * *
انتخبت حركة «حماس» رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل رئيساً لها في إقليم الخارج، ما يعني عودة أبوالوليد الى مطبخ صناعة القرار الحمساوي بعد استراحة دامت اربع سنوات.
هذه العودة ليست عشوائية، بل استجابة للمتغيرات الجارية في المنطقة، ووضع الحركة الحرج، هنا نفهم ان عقل الحركة ذكي ويستجيب بمرونة كبيرة للتحديات.
خالد مشعل، شخصية معتدلة، نمط تفكير متزن، منهج قيادة تنسجم مع المتغيرات الإقليمية والدولية، وشبكة علاقات واسعة مع أطراف مهمة على المستويين الإقليمي والدولي.
هذا فضلاً عما يمتلكه من كاريزما قيادية قادرة على حسم الكثير من القضايا التي تحتاج للمعالجة، لاسيما المصالحة، الذي وعد بالالتزام بها، وتجسيدها عملياً لإنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية.
هناك من يقول إن الاستاذ خالد مشعل لم يغادر قرار الحركة، وهنا أختلف مع اصحاب هذا الرأي، فحماس غارقة بالمؤسسية، ومن يغادر بالانتخابات فيها يغادر القرار ويتركه للآخرين.
عودة خالد مشعل تزامنت مع بقاء هنية في رئاسة المكتب السياسي، والسنوار قائدا لغزة، مما يعزز استقرار حركة حماس على موقفها الصلب مع تعزيز نهجا اكثر اعتدالا وبراغماتية في الايام القادمة.
حماس حركة لم تعرف الاختلاف الانشقاقي تاريخيا، ويسجل الامر في هذا الى كونها لا تعرف الكولسات، فجميع الاشياء مطروحة على الطاولة، كما انها تدرك بذكاء ان تنوع الادوات مهم، فالدكة اهم من الاساسيين.
عودة مشعل قرار موفق، فقادم الايام مسكون بالكثير من التحديات والتوترات، يحتاج الى قيادة رصينة بحجم خالد مشعل، وبتقديري ان مرونة الحركة ستكون سر قدرتها على النجاح.
* عمر عياصرة كاتب وإعلامي، عضو مجلس النواب الأردني