أعرب مصدر دبلوماسي تركي، الخميس، عن استعداد بلاده لبيع طائراتها المسيرة، محلية الصنع، إلى روسيا، إذا رغبت بذلك.

جاء ذلك، في إطار الرد على وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، الذي اتهم تركيا بتحريض أوكرانيا على الحرب عن طريق بيعها المسيرات التركية، وفقا لما أوردته صحيفة"تركي جازيت".

وأشارت الصحيفة التركية إلى أن الطائرة المسيرة "بيرقدار تي بي2"، التي حققت نجاحات في مناطق الصراع مثل سوريا وليبيا وقره باغ، برزت كعنصر لتغيير التوازنات، جذبت انتباه العديد من البلدان، وأصبحت نظاما يريده الجميع وبذات الوقت يخشاه.

وأعربت موسكو مؤخرا، عن تحفظها بشأن بيع "المسيرات التركية" إلى أوكرانيا، وقال وزير خارجيتها: "نحذر تركيا والدول الأخرى من تحريض أوكرانيا".

فيما قال المصدر التركي إن بلاده لا تميز بين الدول أو الشركات الخاصة التي ترغب في شراء منتجات صناعات الدفاع التركية المحلية، مضيفا: "نجلس ونتحدث، إذا تمكنا من الاتفاق على الشروط، نبيع".

وشدد الدبلوماسي التركي على أن بلاده ليست مثل الدول الأخرى التي تضع "الشروط المسبقة"، مؤكدا أن "المسيرات التركية ليست ضد روسيا أو أي دولة، ومن يريد شراءها نبيعها له".

وأشارت "تركي جازيت" إلى أن أوكرانيا اشترت عام 2019 ست مسيرات تركية، بعضها حلق في منطقة دونباس المتنازع عليها مع روسيا.

وفي السياق، أكد وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، أن بلاده لا تدعم أي جانب في الأزمة الأوكرانية، وقال في لقاء على قناة "NTV" التركية، إن بلاده لديها علاقات جيدة مع أوكرانيا وروسيا، مؤكدا أن موقف تركيا هو حل النزاع عبر الحوار والطرق الدبلوماسية.

وأضاف: "يجب ألا تؤثر علاقاتنا مع كل دولة على العلاقات مع الدول الأخرى، ونحن لا ندعم أي طرف".

وأكد أن بلاده تطبق اتفاقية "مونترو" بحذافيرها، في إشارة إلى مسألة السماح للسفن الحربية الأمريكية بعبور البحر الأسود عبر مضيق البوسفور.

واستقبل الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" نظيره الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" مؤخرا وأعرب عن أمله بانتهاء التصعيد شرقي أوكرانيا "في أقرب وقت"، وحل النزاع عبر الحوار على أساس اتفاقية "مينسك"، مؤكدا أن بلاده مستعدة لتقديم أي دعم ضروري لذلك.

ونوه "أردوغان" إلى أن تركيا دافعت بقوة عن سيادة أوكرانيا ووحدة ترابها، مشددا على ضرورة حل الأزمة شرقي أوكرانيا بالطرق السلمية والدبلوماسية على أساس القانون الدولي ووحدة تراب البلاد.

وأضاف: "نأمل انتهاء التصعيد شرقي أوكرانيا في أقرب وقت وحل النزاع عبر الحوار على أساس اتفاقية مينسك".

وأوضح أن هدف تركيا الأساسي يتمثل في أن يظل البحر الأسود واحة للسلام والاستقرار والتعاون.

وأشار الرئيس التركي إلى أن تعاون تركيا مع أوكرانيا "ليس خطوة ضد طرف ثالث بأي شكل من الأشكال"، مشددا في الوقت ذاته على أن الصناعات الدفاعية تشكل بعدا مهما في علاقات بلاده الثنائية مع أوكرانيا.