بتنسيق مع أمريكا.. فرنسا تتزعم معارضة استيراد لقاح سبوتنيك الروسي

الثلاثاء 20 أبريل 2021 01:26 م

يتزعم الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" معارضة استيراد لقاح كورونا الروسي سبوتنيك-V.

ولا يأتي ذلك لأسباب علمية بل لأسباب جيوسياسية محضة بعدم منح موسكو فرصة لإظهار فضلها على أوروبا في وقت يستعد الغرب لمواجهة السياسة الروسية.

وجاءت تصريحات "ماكرون" واضحة، الأحد الماضي، في حوار مع القناة الأمريكية "سي بي سي" بقوله بصعوبة منح اللقاح الروسي الترخيص من طرف الاتحاد الأوروبي في الآجال المعقولة.

وتنقل صحيفة "لوموند" في عدد الثلاثاء، أن الأمر يتعلق بتقديرات جيوسياسية من طرف "ماكرون" الذي يفضل منح الأسبقية للقاحات الغربية وعلى رأسها الأوروبية، علما أن الاتحاد الأوروبي فشل في إنتاج اللقاحات.

وتأتي هذه التصريحات لتتوافق مع تصريحات سابقة للرئيس الفرنسي الذي قال بوجود حرب عالمية جديدة وقودها اللقاح الذي يستعمل كسلاح.

وكان وزير خارجيته "جان إيف لودريان" قال إن "الصين وروسيا تشنان سياسة نفوذ عبر اللقاحات، ولن نتنازل لهما نهائيا".

وتعرقل باريس المصادقة على اللقاح الروسي عبر المفوض المسؤول عن الصناعة في الاتحاد الأوروبي "تييري بريتون" وهو فرنسي، وقد صرح سابقا أن "الاتحاد الأوروبي لا يحتاج إلى تصنيع سبوتنيك-V، فهو ليس في حاجة لهذا اللقاح".

وكانت قناة التلفزيون الفرنسية إل سي إي قد تساءلت: "هل تعرقل فرنسا الرهان على سبوتنيك-V؟"

خطوط حمراء

ويتماشى الموقف الفرنسي مع الخطة الأمريكية للرئيس الجديد "جو بايدن" الذي يطالب بسياسة صارمة مع روسيا ومحاصرتها بدءا من التقليل من صادراتها الغازية إلى اللقاح.

وتتزعم فرنسا هذه السياسة وسط الاتحاد الأوروبي، حيث أكد "ماكرون" في حواره مع القناة الأمريكية بضرورة فرض خطوط حمراء واضحة لا تتجاوزها روسيا في السياسة الدولية ومنها في أوروبا.

وتتحفظ بعض الدول الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا على الموقف الفرنسي، فمن جهة، فشلت أوروبا في إنتاج لقاح خاص بها وعلى رأسها الشركات والمعاهد الفرنسية مثل معهد باستور، ومن جهة أخرى تحول دون تنوع مصادر اللقاح في وقت لم يتوصل الاتحاد الأوروبي للكميات من اللقاح التي كان يفترض توصله لها في هذا الوقت.

ويعود قلق الأوروبيين من سياسة فرنسا إلى تقدم الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين وبريطانيا في تلقيح جزء كبير من مواطنيها والرهان على استئناف الحياة الاقتصادية والاجتماعية بشكل واسع مع بداية الصيف المقبل، في حين يبقى الاتحاد الأوروبي متأخرا.

ويدفع الموقف الأوروبي بعض الدول ومنها ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا إلى الرهان بشكل أحادي على لقاح سبوتنيك إذا لم تتوصل بكميات كافية من لقاحات مودرنا وفايزر وجونسون أند جونسون.

وكانت دول أوروبية مثل هنغاريا قد استوردت اللقاح الروسي دون ترخيص من الاتحاد الأوروبي.

وبفضل اللقاح الروسي مع لقاحات أخرى تتصدر دول الاتحاد الأوروبي في نسبة المواطنين الملقحين بأكثر من 33%، وتتجاوزها فقط بريطانيا بـ48%، علما أن هذا البلد غادر الاتحاد ضمن ما يعرف "البريكست".

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

فرنسا سبوتنيك لقاح كورونا إيمانويل ماكرون

روسيا: سعر لقاح سبوتنيك V  أرخص من اللقاحات الأمريكية