استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

خالد الفاضلي يكتب: التفريط السعودي في الآثار

الأربعاء 13 أغسطس 2014 09:08 ص

خالد الفاضلي، الحياة السعودية

تضمن تطبيقات البحث والاقتصاد السياحي ثراء وظيفياً معرفياً لملايين المهتمين السعوديين، إضافة إلى قدرة السياحة الأثرية على تمتين الوازع الديني، وتحقيق فهم أوسع لآيات قرآنية، وكما كانت سابقاً ستكون باباً عريضاً لدخول مسلمين جدد.

تمنيت أخذ الآثار على المحمل ذاته الذي انحاز له القرآن كحجة للمنافحة عن صدقيته، وتليين الشك إلى حد اليقين، والانتقال من الحيرة إلى البصيرة، فقصص القرآن كانت قادرة على إخراج أقوام من أديانهم إلى رحمة الإسلام، وهي أقدر على رفع مستويات الإيمان عند المسلمين حالما يتم السعي إلى تجليس تاريخ القصة على جغرافيا الواقع.

أقترب إلى اعتبار البحث الأثري منهجاً دعوياً، يسهم في الإجابة عن أسئلة حائرة في جماجم مؤسسات علمية تمتلك قدرة كبيرة على إشهار نتائج بحوث أثرية بحيادية، ولن يترددوا في تضمين ذلك إشارات إلى أن آيات قرآنية كانت مفاتيح لفك رموز ألغاز آثار تم إخضاعها إلى بحث علمي أكاديمي.

تتحمل جامعاتنا مسؤولية خلق توأمة بين النص القرآني والبحث الأكاديمي لمصلحة اكتشاف أثر، بينما مؤسسات الإنتاج التلفزيوني في مربع الأمانة تجاه الدين والوطن من خلال تصميم برامج تلفزيونية ذات صبغة توثيقية تشويقية.

تحقق البرامج الوثائقية مكاسب مالية عالية، لكن قيمتها العلمية، وقدرتها على التأثير في وجدان المتلقي أكبر، وتتحول في حالات كثيرة إلى باب أسئلة جديدة، وهذه متعة الباحث الأثري، والمشاهد معاً، فالتورط في أسئلة جديدة يعني مسارات إضافية بغية الوصول إلى يقين أكبر كان ولا يزال البحث الأثري وتجليس الفرضيات على كراسي النظريات سلوكاً فردياً يتحول في معظم الأحيان إلى جهد جماعي لفريق عمل مشترك، بتمويل من مراكز أبحاث متخصصة أو هيئات مدنية، بينما تستمر الإدارات الحكومية بدور الداعم المراقب، وحامل ختم التوثيق العلمي الأخير.

تنتابني - في أوقات كثيرة - رغبة جامحة بأن أترك وظيفتي وأسرتي وكل أسباب الخوف، ثم افترش صحراء، وألتحف سماء من أجل حل أحد ألغازنا الأثرية، مع توثيقه تلفزيونياً، لكن يتم تأجيل ذلك إلى حين اليقين بأن تلك رسالتي الأولى في الحياة.

تم وضع بقايا الأمم - على جغرافيا السعودية - ضمن المحرم نبشه، وكأن احتمال ظهور أحد الملوك القدماء وجيشه وارد، أو العثور على ألواح موسى أمر محتمل، وربما سافر هيكل سليمان عبر نفق تحت الأرض إلى خيبر أو تيماء، فانحنت رقبة علم الآثار في دياري حتى باتت أقصر من عنق نملة.

كانت أرض السعودية قلب العالم القديم، مات العالم القديم واستودعنا قلباً يحتاج إلى إنعاش، لا نملك ما يكفي من الخبرات العلمية والموارد المالية مما يستوجب الاستعانة بالقدرات الأجنبية، شريطة ألا نسرقهم حقوقهم العلمية والمعنوية، وندعي أن الاكتشاف تم على يد عالم سعودي، إذ يوجد سعوديون يمتهنون سرقة أدلة مادية على حكايات تاريخية كثيرة، تفقد قيمتها العلمية نتيجة عدم رصد وتوثيق مكان العثور عليها، ويعيثون في المواقع الأثرية فساداً، ولأن منعهم أو محاكمتهم غير متاح فمن الأجدر استدرار عطفهم على التاريخ من خلال وضع تشريعات تساندها مظلة حاضنة وآمنة تتودد لهم بالمال والمقال إلى حين تجميعها وتوثيقها، وفقاً لمبدأ «اليد اللي ما تقدر عليها بوسها».

  كلمات مفتاحية

ضبط خريطة تاريخية لفلسطين مع مصري قادم من الولايات المتحدة