استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

انتفاضة القدس فرصة لإنهاء الانقسام

الثلاثاء 27 أبريل 2021 09:29 ص

انتفاضة القدس فرصة لإنهاء الانقسام

هبة القدس فرصة تاريخية مهمة للخروج من الأزمة الفلسطينية شريطة أن يُحسن الفلسطينيون استغلالها.

القدس دوما هي البوصلة القادرة وحدها على إعادة قضية فلسطين إلى نصابها وإعادة الفصائل إلى صوابها.

ليس معقولاً انشغال الفلسطينيين بالضفة والقطاع بانتخابات سلطة تحت الاحتلال بينما ينتفض المقدسيون يوميا دفاعا عن مدينة يهدد الاستيطان بابتلاعها.

حركت القدس الشارع الفلسطيني ووحدت فصائله وأطيافه في انتفاضة الأقصى عام 2000 واليوم نقف على أعتاب فرصة جديدة لتوحيد الصف الفلسطيني خلف القدس.

يتوجب إلغاء الانتخابات فورا فلا معنى لفلسطين بدون القدس ولا معنى لانتخابات بدون مصالحة وأن يسبق إنهاء الانقسام أي انتخاب لئلا يتعمق ونفقد الأمل بالمصالحة.

*     *     *

انتفاضة القدس الحالية ليست حدثا عابرا، إنما هي محطة جديدة في تاريخ النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، وهذه المحطة يجب أن تُحدثَ تحولاً ملموسا في المشهد السياسي الفلسطيني الراهن.

إذ ليس معقولاً أن ينشغل الفلسطينيون في الضفة والقطاع بانتخابات يتنافسون فيها على سلطة تحت الاحتلال، بينما ينتفض المقدسيون بشكل يومي دفاعاً عن المدينة التي يريد المستوطنون التهامها.

المشهد في القدس أصبح واضحاً، فثمة انتفاضة عربية فلسطينية، تهدف للدفاع عن المسجد الأقصى وما تبقى معه من أحياء عربية، وتاريخيا كانت القدس هي البوصلة وهي المحرك دوما للشعب الفلسطيني.

بينما تأتي هذه الهبة الجديدة لتعيد إلى الذاكرة «انتفاضة الأقصى» التي اندلعت أواخر عام 2000، وكانت قد انطلقت شرارتها باقتحام السفاح المتطرف أرييل شارون للحرم القدسي الشريف.

انتفاضة القدس الحالية تشكل رداً مهماً على الجدل بشأن الانتخابات في المدينة، وما إذا كان الاحتلال سيسمح لسكانها بالمشاركة، حيث إن الرد الشعبي العفوي من سكان المدينة، لم يكن باتجاه المطالبة بالمشاركة في انتخابات السلطة، ولا الطلب من الاحتلال أن يسمح لصناديق الاقتراع بأن تنعقد في المدينة.

بل اتفق المقدسيون في الشارع على الهتاف للبندقية، أي الانحياز لمقاومة الاحتلال المشروعة، بكل ما أمكن من وسائل، والانتخابات بطبيعة الحال وبكل تأكيد ليست من بين هذه الوسائل.

ما يجري في القدس المحتلة من هبة شعبية لم تشهد لها المدينة مثيلا منذ سنوات يشكل فرصة تاريخية مهمة للخروج من الأزمة الفلسطينية، شريطة أن يُحسن الفلسطينيون استغلالها.

إذ أن هذه الانتفاضة يمكن أن تكون القاسم المشترك الذي يُنهي الانقسام الداخلي، ويؤدي إلى تحقيق المصالحة ويعيد الفصائل الفلسطينية إلى حضن الشارع الذي هو الرصيد الحقيقي لها.

القدس تتصدر المشهد الفلسطيني حالياً، والاحتلال يرفض السماح لسكانها بالمشاركة الحرة في انتخابات السلطة، لأنه لا يريد الاعتراف بأن أي جزء من هذه المدينة هو العاصمة للدولة الفلسطينية المقبلة، وعليه فإن الرد الفلسطيني الطبيعي والمنطقي، يجب أن لا يكون أقل من إلغاء الانتخابات وتقديم الدعم اللازم لحراك المقدسيين.

ومن ثم العودة الى محادثات المصالحة الداخلية الفلسطينية، التي يجب أن تقوم على قاعدة تجاوز السلطة ومؤسساتها، والذهاب مباشرة الى فكرة إعادة بناء منظمة التحرير وإصلاحها، وتفعيل دورها كممثل حقيقي وشرعي لكل الفلسطينيين.

وفي كل الأحوال فليس معقولاً ولا مقبولاً أن يكتفي الفلسطينيون في الضفة والقطاع ببيانات التضامن، وخطابات المديح لصمود المقدسيين، وأن يواصلوا انشغالهم بالانتخابات، التي ستؤدي إلى مزيد من التفتيت والانقسام، وهي انتخابات سيخرج منها الجميع خاسرين بكل تأكيد.

المطلوب فلسطينياً هو الالتفاف حول الهبة الشعبية في القدس، وتقديم الدعم اللازم لصمود المقدسيين، بما في ذلك التحرك الفوري أمام المحكمة الجنائية الدولية، لمنع تهجير السكان من منازلهم، ووقف التوحش الاستيطاني في الأحياء العربية.

كما يتوجب إلغاء انتخابات السلطة الفلسطينية فورا، حيث لا معنى لفلسطين بدون القدس، ولا معنى للانتخابات بدون المصالحة، ويجب أن يكون إنهاء الانقسام سابقا لأي عملية انتخابية حتى لا يتعمق الانقسام ونفقد الأمل بإجراء المصالحة.

القدس كانت دوما هي البوصلة وهي وحدها القادرة على إعادة قضية فلسطين إلى نصابها، كما أنها الوحيدة القادرة على إعادة الفصائل إلى صوابها، وهي التي سبق أن حركت الشارع الفلسطيني ووحدته بكل فصائله وأطيافه في انتفاضة الأقصى عام 2000، وها نحن اليوم نقف على أعتاب فرصة جديدة لتوحيد الصف الفلسطيني خلف القدس.

* محمد عايش كاتب فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

فلسطين، إلغاء، الانتخابات، الانتفاضة، الانقسام، القدس، الفصائل، السلطة الفلسطينية، الانقسام،

القدس على وشك الانفجار.. وملامح انتفاضة فريدة تلوح في الأفق

إصابة 3 مستوطنين في عملية إطلاق نار بالضفة الغربية