استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الشبح المراوغ للحرب الباردة

الأربعاء 28 أبريل 2021 02:04 م

الشبح المراوغ للحرب الباردة

أدى تغلغل فكرة الهيمنة وقيادة العالم في الفكر السياسي الأمريكي لاتخاذ سياسات متناقضة من رئيس لآخر.

انعكاسًا للتناقض بين رغبة أمريكا في التهدئة مع روسيا وبين التصعيد يطل شبح الحرب الباردة على العالم من جديد.

تعود مشكلة السياسة الخارجية الأمريكية لتحولات هائلة في النظام الدولي لا يتيح انفراد أية قوة دولية بقيادة العالم.

الساحة العالمية في حالة تغير متصل مثل حدوث قفزات هائلة بدول في آسيا وأمريكا اللاتينية، دفعت بها إلى ساحة المنافسة نظرا للتنمية الاقتصادية.

*     *     *

من جديد خيمت سحابات حرب باردة على العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا، وإن ظل هذا الاحتمال محكوماً بحسابات لدى الدولتين، بعدم تركه ينفلت.

الحرب الباردة بدأت عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، ثم توقفت عندما تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991. وأسفر انتهاؤها عن تغييرات في الفكر السياسي الأمريكي، نتيجة ما ترتب على ذلك من تحولات في السياسات الدولية، وما شغلت به مراكز الفكر السياسي في الولايات المتحدة من بحث عن تصورات لشكل النظام الدولي الجديد.

وشملت المناقشات، تحديداً أولويات السياسة الخارجية، في تعاملها مع القضايا المستجدة. لكن ظلت أمريكا في حيرة بشأن الأخذ بشكل جديد لسياستها الخارجية، إلا أن كبار مسؤوليها اعترفوا بأن أوضاع العالم لا تزال في حالة سيولة.

وكانت قد جرت محاولات من جانب بوش الأب، ثم بيل كلينتون، لصياغة مفهوم جديد للسياسة الخارجية، لكن جهودهما لم تكلل بالنجاح.

إن الحرب الباردة كانت قد زودت أمريكا بوضوح الهدف، استجابة للحاجة لاحتواء الاتحاد السوفييتي. ثم ظهر عقب نهاية الحرب الباردة تراجع نسبي في حالة التوافق التقليدية بين النخبة والرأي العام تجاه السياسة الخارجية.

وإن ظلت الهيمنة الأمريكية مسألة مهمة من وجهة نظرهم، لأنهم ينظرون إليها باعتبارها شرطاً للاستقرار العالمي، وأدى تغلغل فكرة الهيمنة وقيادة العالم في الفكر السياسي الأمريكي، إلى اتخاذ سياسات بدت متناقضة من رئيس لآخر.

وانعكاساً لهذا التناقض ما بين الرغبة في التهدئة مع روسيا، وبين التصعيد، كان شبح الحرب الباردة يطل على العالم من جديد، ولو من بعيد وظل هناك من يتوقعون عودتها، وأيضاً من يستبعدونها. وانعكس التناقض في المواقف الأمريكية، على قرارات الرئيس بايدن، الذي أعلن مؤخراً عن نهج متشدد يتجه إلى توقيع عقوبات على روسيا.

وردت موسكو على الاتجاه لمعاقبها، بفرض حظر على دخول عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين إلى موسكو بينهم وزيري العدل، والأمن الداخلي. ثم عاد بايدن يقول إنه لا يتطلع إلى حالة من التصعيد في الصراع مع روسيا، بل إنه ينشد علاقة مستقرة ثم ما جرى مؤخراً من اتصال بايدن، ببوتين مقترحاً عقد قمة أمريكية روسية، لبحث العلاقات الثنائية، وعدد من القضايا الدولية.

إن مما وسع من دائرة التوتر بينهما، كان صعود روسيا في عهد بوتين، وسعيه لاستعادة الوضع العالمي القديم للاتحاد السوفييتي كقوة دولية، ولها دور في العالم. وإن كانت أمريكا والغرب عموماً، قد اعتقدوا بعد زوال الاتحاد السوفييتى، بأن النظام العالمي صار ميراثاً للغرب وحده. ثم توالى ظهور شواهد على تهاوي هذا المنطق، ليس نتيجة سياسات بوتين وحدها، بل كذلك بناء على صعود الصين وتأثيراتها على ميزان القوى في العالم.

على ضوء هذه الأحداث، أخذت تظهر في إطار مناقشات في الغرب عموماً، نظريات ترى أن أمريكا تحتاج إلى استراتيجية طويلة المدى تسمح لها بالتعاون مع روسيا، وليس بالدخول في صراعات معها.

والمشكلة إن الولايات المتحدة فشلت أكثر من مرة في قراءة روسيا. وتصورت عقب زوال الاتحاد السوفييتي أن في مقدورها دمج روسيا في نظام عالمي، تتولى أمريكا قيادته.

لكن التحولات الجارية في روسيا، وفي العالم عموماً، كشفت عن تعقيد رؤية الغرب لطبيعة العلاقة مع روسيا.

المشكلة التي تواجه مؤسسات السياسة الخارجية في الولايات المتحدة، ترجع أساساً إلى تحولات هائلة في النظام الدولي، لا ينتج بالضرورة انفراد أية قوة دولية، بقيادة العالم.

لأن الساحة العالمية في حالة تغير متصل، منها مثلاً حدوث قفزات هائلة في دول في آسيا وأمريكا اللاتينية، دفعت بها إلى ساحة المنافسة حتى مع الولايات المتحدة ذاتها.

وذلك نتيجة ما أثبتته من قدرات جديدة على تحقيق التنمية الاقتصادية، وابتداع تطورات هائلة في الإنتاج التنافسي في عالم التكنولوجيا الحديثة، ثم تجاوز هذا النجاح محيطها الإقليمي، إلى المجال العالمي.

وهذا ما جعل مؤسسات استراتيجية أمريكية قبل سنوات قليلة، تقرر أن هذه الدول ستكون شريكاً في إدارة النظام الدولي الجديد، وإنّ تشبث أمريكا بالانفراد بقيادة العالم، أمر مشكوك فيه.

* عاطف الغمري كاتب صحفي مصري

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

الحرب الباردة، النظام الدولي، الولايات المتحدة، الصين، روسيا، استراتيجية، السوفييت، الاقتصاد،