مجلة أمريكية: هل سيختلف مصير السيسي عن مبارك وعبدالناصر؟

الجمعة 30 أبريل 2021 04:26 م

توقع "روبرت كابلان" من معهد أبحاث السياسة الخارجية، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" ألا يختلف مصير الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" كثيرا عن مصير سابقيه، وأبرزهم "حسني مبارك".

وقدم "كابلان" خلاصة حوار له مع المعارض المصري البارز والأكاديمي بالجامعة الأمريكية "سعد الدين إبراهيم"، والذي تعرض للسجن إبان عهد "مبارك"، بعد ما وصف، في مقال، نظام حكمه بأنه ليس "جمهوريا" ولكن "جملوكيا"، في إشارة لاعتزام "مبارك" توريث حكم مصر إلى نجله "جمال".

وفي مقاله الذي كتبه منتصف عام 2000، تكهن "إبراهيم" بأن "مبارك" يحضّر سرا ابنه "جمال" لخلافته بعدما تولى المنصب في سوريا "بشار الأسد" بعد وفاة والده "حافظ".

وبعد عقدين، يقدم "إبراهيم" تقييمه لحكم "مبارك" في تضمينات للرئيس الحالي: "مبارك قدّم خدمات عظيمة للبلد في العقد الأول من حكمه، ونشر الهدوء في وطن كان على حافة النزاع بعد اغتيال أنور السادات، وأعاد الاقتصاد إلى مساره. وكانت سنوات عقده الثاني حافلة بالوعود بدون إنجازات، أما العشرية الأخيرة من حكمه فقد كانت كارثة، حيث أهين المصريون بسبب الكساد السياسي والاقتصادي".

وهي قصة معروفة عن الديكتاتور الذي يفكر بتحرير بلاده، ففي السنوات الأولى، أرسل "مبارك"، "سعد الدين إبراهيم" إلى المكسيك لدراسة عمليات التحول هناك، ولكنه تراجع إلى موقفه الديكتاتوري بسبب المخاوف والمخاطر الناجمة عن الإصلاح. وعندما كبر في العمر، بدأ يفكر بطرق لحماية أسرته والثروة التي جمعها وإنشاء عائلة شبه ملكية.

وكما يقول "إبراهيم": "أي رئيس مصري يكون جيدا في البداية، وعندما يمنح وقتا لا يعمل جيدا".

وكان الربيع العربي الذي أطاح بـ"مبارك" بمثابة خيبة وخيانة، حيث تم اختطافه، كما يقول "سعد الدين إبراهيم"، مؤكدا أنه عندما عاد من المنفى إلى ميدان التحرير عقب ثورة 2011 ونظر إليه شعر بالقلق، قائلا: "لم يكن هناك قادة، والحماس ليس بديلا عن الحكم".

ويرى "إبراهيم" أن "السيسي" يعيش على ذكرى الفوضى التي سببها انقلابه على الرئيس السابق المنتخب "محمد مرسي"، ويستمد شعبيته من ذكريات تلك الفوضى.

ويعود "كابلان" للحديث، حيث يرى أن "السيسي على خلاف مبارك، حريص على ألّا يصل إليه الشارع الذي أطاح بمبارك وبمحمد مرسي".

وأضاف: "إنه يحاول تقليد لي كوان كيو في سنغافورة، وبارك تشانج في كوريا الجنوبية، من خلال بناء المشاريع مثل العاصمة الجديدة في الصحراء بمساعدة من الصين، ومئات المشاريع في الصيد وإدارة المياه العادمة والتخلص من العشوائيات بمساعدة من اليابان وأوروبا".

لكن الاقتصاد المصري لا يزال تحت سيطرة الجيش، أما المخابرات فتسيطر على الإعلام.

ولدى "السيسي" سجل في مجال حقوق الإنسان ،وهناك تقارير عن اعتقال الناشطين وتعذيبهم وتغييبهم. ونظرا لعدم السماح بالنقد من خارج النظام، فهناك مخاطر من تقويضه لغياب مناخ التفكير النقدي.

وفي الحقيقة، والكلام لـ"كابلان"، كان غياب النقاش في ظل نظام "جمال عبدالناصر" وأيديولوجيته الصارمة سببا في كارثة لمصر في اليمن أثناء فترة الستينات، قبل الهزيمة أمام إسرائيل عام 1967.

وكان العقد الأول لـ"السيسي"، كما في عهد "مبارك"، مليئا بالوعود. لكن "كابلان" توقع أن يتعرض "السيسي" لنفس قوى التراجع التي أصابت سابقيه من الحكام العسكريين.

ويستدعي "كابلان" في ختام مقاله رسالة من "سعد الدين إبراهيم" مفادها أنه "بدون حقنة حيوية من الحرية وحقوق الإنسان لن تحدث الحداثة الحقيقية".

ويضيف الكاتب: "كانت هذه هي مأساة عبدالناصر ومبارك، فهل سيكون السيسي قادرا على كسر الدائرة؟".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

عبدالفتاح السيسي سعد الدين إبراهيم حسني مبارك جمال عبدالناصر استبداد انقلاب الجيش المصري

تقرير: مصر شيدت 35 سجنا منذ ثورة يناير نصفها بعهد السيسي

إيكونوميست: السيسي يشبه عبدالناصر في الحكم العسكري لمصر لكنه يفتقد كاريزمته

11 عاما على تنحي مبارك.. السيسي على خطى "الفرعون" ومصر نحو الأسوأ