طرد الدبلوماسيين الروس يضرب نفوذ موسكو في أوروبا الشرقية

الجمعة 30 أبريل 2021 06:23 م

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن توتر العلاقات بين روسيا وبلدان أوروبا الشرقية في الفترة الأخيرة، والذي زاد في ضوء تبادل قرارات طرد الدبلوماسيين، تسبب في تقويض نفوذ موسكو في هذه البلدان.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، الجمعة، إن أغلب هذه البلدان لديها بالفعل علاقات تاريخية مع روسيا، بداية من دول البلطيق حتى بلغاريا؛ ما يكشف الحالة المزرية التي وصلت لها العلاقات الروسية بجيرانها في المنطقة، وصعوبة مهمة إعادة بناء العلاقات مرة أخرى، والتي تقع على عاتق الدبلوماسيين الباقين.

وأشارت إلى أن القصة بدأت في منتصف شهر أبريل/نيسان الجاري، عندما طردت الحكومة التشيكية 18 دبلوماسياً روسياً قالت إنهم "ضباط في هيئة الاستخبارات الخارجية والإدارة العامة للاستخبارات الروسية".

ثم أكدت أن هذا الإجراء تم اتخاذه في ظل كشف ملابسات جديدة لحادث انفجار مستودع ذخيرة في مدينة فربيتيتسيه عام 2014.

وأوضحت أن التحقيقات الجارية منذ ذلك الوقت دلت على تورط عناصر من الاستخبارات الروسية في الحادثة التي أودت بحياة مواطنين اثنين.

ورداً على ذلك، طردت موسكو 20 شخصًا من السفارة التشيكية، ثم تلى هذا القرار قيام براج بطرد 63 روسيًا آخر، وطالبت بأن يكون عدد الأشخاص العاملين في بعثات البلدين متساويًا.

تضامناً مع التشيك، طردت دول أخرى مثل ليتوانيا وسلوفاكيا دبلوماسيين روس؛ مما أثار ردود فعل مماثلة من موسكو، بينما طردت بلغاريا أيضًا دبلوماسيًا روسيًا بعد اتهام موسكو بتورطها في انفجار مستودعات أسلحة لديها. وبشكل منفصل، تبادلت الولايات المتحدة وروسيا طرد 10 دبلوماسيين كجزء من حلقات جديدة من حلقات العقوبات التي يفرضونها ضد بعضهما البعض.

تعليقا على ذلك، نقلت "فاينانشيال تايمز" عن "مكسيم ساموروكوف"، الزميل بمركز كارنيجي في موسكو، قوله: "هذه ليست عاصفة في فنجان. فما نراه هنا يكتب نهاية حقبة الوجود الروسي في بلدان الاتحاد السوفيتي السابق".

وأضاف: "موسكو تمتعت لعقود طويلة، حتى بعد انتهاء الحرب الباردة، بحضور ونفوذ جيدين في هذه البلدان، بفضل إرث حلف وارسو. ولكن ما يحدث الآن يقوض بشدة علاقات روسيا هناك. الخسارة كبيرة".

كما اعتبرت الصحيفة البريطانية أن تأثير هذه القضية على روسيا سيكون أكبر وأعمق في بلدان وسط وشرق أوروبا. لاسيما وأن موسكو تعتبر الأعضاء السابقين في الاتحاد السوفيتي، مثل لاتفيا وإستونيا وليتوانيا وأوكرانيا، وحلفاء سابقين في حلف وارسو مثل بولندا وجمهورية التشيك وبلغاريا، شركاء أوروبيين مهمين جدا لها بعد عام 1991.

حتى منذ انضمام العديد من هذه الدول إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، فإن العلاقات القوية في مجال الطاقة؛ مثل خطوط أنابيب الغاز وعقود إمداد النفط والغاز طويلة الأجل والاستثمارات الصناعية عبر الحدود ووجود عدد كبير من المغتربين، تعني أن لروسيا وجودًا ضخمًا.

مع ذلك، بدأ نفوذ موسكو يتآكل بشكل مطرد منذ أن بدأت العلاقات مع بروكسل وواشنطن في التدهور في أعقاب حرب روسيا مع جورجيا في عام 2008 وضمها لشبه جزيرة القرم عام 2014.

كما أن عمليات الطرد الانتقامية هذا الشهر تشير إلى أن أيا من الجانبين لا يأمل في حدوث أي انعكاس إيجابي، على حد قول الصحيفة البريطانية.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

روسيا أوروبا الشرقية طرد الدبلوماسيين

وسط توترات متصاعدة.. أوكرانيا وروسيا تتبادلان طرد الدبلوماسيين

المفوضية الأوروبية: التعاون الاقتصادي مع روسيا يزداد صعوبة