استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ظريف وسليماني… بين تنظير الدبلوماسية وواقع الميدان العسكري

السبت 1 مايو 2021 08:13 ص

ظريف وسليماني… بين تنظير الدبلوماسية وواقع الميدان العسكري

التحشيد الديني والمذهبي الذي ربط قوى ومراجع شيعية عراقية بإيران أداة قوة قد تتجاوز مفعول القوة العسكرية.

يقول ظريف إن الولايات المتحدة وعبرَ اغتيال سليماني وجهت ضربة إلينا أكبر مما لو كانت استهدفت مدينة من مدننا بشكل كامل

ما الوصفة المثالية لخسارة صراع محلي وانتظار نجدة قد لا تأتي دائما في نزاع سيشكل مستقبل المشرق العربي لعقود مقبلة؟

الحرب لها لغتها وأفضل ما يعبر عنها الأداء العسكري والتنظيمي المسلح والعقيدة القتالية التي تحشد من خلال التعبئة الفكرية من دينية وغيرها.

المقارنة بين أدوار الميدان العسكري والاقتصاد والدبلوماسية لا تستوي بكل الظروف والمراحل فأدوات القوة في الحرب قد لا تصلح في وقت السلم!

من اقتصر على قوة مالية وعلاقات دبلوماسية جيدة مع قوى دولية خسر الصراع لأنه لم يستخدم القوة العسكرية والنفوذ الاجتماعي لتنظيمات مسلحة عقائدية تخوض حرب كسر عظم.

*     *     *

ما زال الحديث المسرّب لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يثير ردود أفعال متفاوتة، بين وصفه بـ«الحقير» من قبل صحيفة إيرانية محافظة، إلى الاتهام لخصوم النظام الإيراني بتضخيم الخلافات، واقتطاع أجزاء من الشريط.

فموقع «جادة إيران» المتخصص في الشؤون الإيرانية، أعاد نشر نص التسجيل متضمنا الفقرات التي يمتدح فيها ظريف قاسم سليماني، ويكشف أنه بكى عندما علم بخبر «استشهاده» ويقول «لقد بكيتُ عند سماع خبر استشهاد سليماني، كنت أعانقه كلما رأيته.

أعتقد أن بلادنا تلقت ضربة غير مسبوقة عند استشهاد سليماني، وأعتقد أن الولايات المتحدة وعبرَ اغتيال سليماني وجهت إلينا ضربة أكبر مما لو كانت استهدفت مدينة من مدننا بشكل كامل».

ويفسر ظريف سبب إعجاب الإيرانيين بسليماني بالقول «الحقيقة هي أن شعبنا معجب بالبطل في المنطقة، ونحن خدمٌ للشعب وسنعجب بما يعجبون به» ويتحدث عن ارتفاع شعبية سليماني في إيران على شعبيته بالقول:

«قبل أن يستشهد وفي معظم الإحصائيات، واستطلاعات الرأي التي كانت لدينا منذ عام 2017 حتى عام 2020 قد تراجعت شعبيتي من 90% إلى 60% وفي المقابل ازدادت شعبية الشهيد سليماني لدى الناس حتى وصلت إلى 90%».

لكن الفقرة الأهم التي انتقد فيها ظريف سياسات سليماني كانت تتعلق بإهمال الدبلوماسية والتركيز على الميدان العسكري، فيقول:

«فهمنا للعلاقات الدولية هو الفهم نفسه الذي كان سائدا في فترة الحرب الباردة، حتى الآن لا نصدق أن الاقتصاد له صلة قوية بالقوة، حتى الآن لا نصدق أن الدبلوماسية تعلب دورا أساسيا في القوة، حتى الآن لا نصدق أن الوحدة الوطنية لها دور أساسي في القوة، نحن نرى القوة على أنها منحصرة في جانب واحد».

يبدو حديث ظريف هنا نظريا وعاما، فمقارنة ظريف بين أدوار الميدان العسكري والاقتصاد والدبلوماسية، لا يمكن أن تستوي في كل الظروف والمراحل، فأدوات القوة في الحرب قد لا تصلح في وقت السلم.

فإذا تحدثنا عن نزاع محدد، كالذي يدور في العراق وسوريا، يمكننا أن نقول إن هناك عاملا آخر قد يوازي العامل العسكري، وهو التحشيد الديني والمذهبي، الذي ربط قوى ومراجع شيعية عراقية بإيران.

إنه أداة قوة، قد تتجاوز مفعول القوة العسكرية في كثير من الأحيان، ففتوى واحدة من مرجع شيعي قد يهيمن على قرار مدينة بساعة، بينما تحتاج قوة عسكرية لأسابيع للسيطرة عليها.

أما في ما يتعلق بالقوة العسكرية، وتنظيماتها المسلحة، فمن الواضح أن التحالفات العسكرية مع فصائل الشيعة في سوريا ولبنان، حصدت لإيران نتائج أفضل من دول تملك علاقات دبلوماسية متميزة، بل تحالفية مع أقوى دول العالم، وتملك واحدا من أكبر الاقتصادات تخمة مالية مثل السعودية.

فالحرب لها لغتها، وأفضل ما تعبر عنه هو الأداء العسكري والتنظيمي المسلح، والعقيدة القتالية التي تحشد من خلال التعبئة الفكرية من دينية وغيرها .

وهذا ما كان يعنيه ربما نائب ظريف، عباس عراقجي الدبلوماسي المخضرم، الذي كتب مذكرة حول ما سماه «الأثر الإيجابي للمقاومة على الدبلوماسية» قال فيها «ليس الأمر أن التفاوض سينتج المنافع للبلد من «لا شيء» ولكن القدرات الوطنية هي التي تنتج وتعيد الإنتاج وتحمي المصالح الوطنية؛ القدرات التي قد تكون مختلفة في كل بلد.

دولة لديها قوة عسكرية، ودولة أخرى لديها قوة اقتصادية، ودولة لديها قوة ثقافية أو إعلامية جيدة، وقد يكون لدولة أخرى قوة خطابية عالية». ويشرح عرقجي السياسة التي يبدو أن إيران طبقتها مع حليفها الاسد في سوريا، بالاعتماد على الخيار العسكري الميداني، فيقول:

«إذا تم خلق فكرة أنه يمكن من خلال الحرب تحقيق المزيد من المكاسب، بشكل أسهل من التفاوض، فسيحل الخيار العسكري مكان التفاوض وستحل معادلة الربح والخسارة (صفر ومئة) مكان معادلة الفوز- الفوز».

وفي جزء آخر من المذكرة، يعتبر عراقتشي أن الوضع الحالي للجهاز الدبلوماسي للبلاد مرتبط، ويعتمد على جوانب القوة التي تم اكتسابها من خلال تيار «المقاومة» لدرجة أنه يسميه «محور المقاومة الدبلوماسية».

من جانبه علق الباحث الإيراني الأمريكي المختص ولي نصر، مؤلف كتاب «صعود الشيعة» بالقول إن شكاوى ظريف من سليماني وسيطرته على السياسة الخارجية، ذكّرته بانتقادات وجهت من السياسيين في الخارجية إلى الجنرال بترايوس (قائد القوات الأمريكية في العراق) «منذ متى أصبح الدبلوماسيون رجالا عند الجنرالات؟» وهو ما فعله بترايوس بالفعل عندما كان يحدد السياسات في العراق أكثر من وزارة الخارجية.

إن نتائج النزاع الذي دار منذ 2003 في العراق ومنذ 2011 في سوريا، تبين بشكل جلي، أن القوة المالية والعلاقات الدبلوماسية الجيدة مع القوى الدولية، لا تمنح وحدها النصر في صراع، بل إن من اقتصر عليها خسر، لأنه لم يحسن استخدام عوامل القوة العسكرية والنفوذ الاجتماعي الذي ينعكس في تنظيمات مسلحة عقائدية مستعدة لخوض غمار حرب كسر عظم.

إن البحث عن تحالفات عبر المحيطات، ودعم دولي عبر المساعدات، في وقت لا تستطيع فيه توحيد ثلاث مجموعات مسلحة في قريتك، أو تشكيل إدارة مركزية واحدة لقواك السياسية، أو بناء تحالفات محلية من حولك في الإقليم الاقرب، هو الوصفة المثالية لخسارة صراع محلي وانتظار النجدة التي قد لا تأتي دائما، في نزاع سيشكل مستقبل المشرق العربي لعقود مقبلة.

* وائل عصام كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

إيران، التسجيل المسرب، الدبلوماسية، العسكر، سليماني، ظريف، القوة، الاقتصاد، العراق، سوريا، السعودية،

تداعيات التسريب مستمرة.. ظريف يطلب المسامحة من عائلة سليماني