أشاد وزير خارجية إيران "محمد جواد ظريف" بما وصفها بـ"الرؤية الثاقبة" للمرشد الأعلى "علي خامنئي" فيما يتعلق بالسياسية الخارجية للبلاد، معتذرا عن التصريحات التي تم تسريبها له مؤخرا.
جاء ذلك بعد خطاب متلفز لـ"خامنئي" أعرب فيه عن أسفه واستغرابه لتلك التصريحات، التي قال إنها تكرار لما يردده الأعداء.
وقال "ظريف"، عبر "انستجرام"، إن "ملاحظات خامنئي هي دائما غاية المقصد بالنسبة لي وزملائي في وزارة الخارجية".
ونشرت وسائل إعلام خارج إيران، الأحد الماضي، تسجيلا مسربا مدته 3 ساعات، ويتحدث فيه "ظريف" عن دور أداه الجنرال الراحل "قاسم سليماني"، الذي اغتيل بضربة جوية أمريكية في بغداد العام الماضي، في السياسة الخارجية لبلاده، وأن الميدان العسكري يحتل الأولوية على حساب الدبلوماسية في الجمهورية الإسلامية.
وأثار التسجيل، الذي يأتي نشره قبل أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية وفي ظل مباحثات مع القوى الدولية الكبرى لإحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي، انتقادات من المحافظين المعارضين لحكومة الرئيس المعتدل "حسن روحاني".
وردا على ذلك، قال "خامنئي"، في كلمته اليوم، إنه "لا ينبغي للمسؤولين الإيرانيين ارتكاب أخطاء كبرى"، محذرا من أنه "لا ينبغي إطلاق تصريحات يكررون فيها كلام الأمريكيين؛ فتصريحات بعض المسؤولين هي تكرار لتصريحات العدو العدائية".
وأضاف أن وزارة الخارجية لا تتولى بمفردها تحديد السياسة الخارجية للبلاد.
وأوضح أن "السياسة الخارجية في كل مكان تحددها المؤسسات الأعلى من وزارة الخارجية. المسؤولون البارزون هم من يحددون السياسة الخارجية، بالطبع وزارة الخارجية تشارك أيضا، وهي المنفذة لهذه السياسات".
وعقب "ظريف" على خطاب "خامنئي"، قائلا عبر "إنستجرام": "بصفتي مسؤول وباحث في العلاقات الخارجية كنت أؤمن دائما أن السياسة الخارجية يجب أن تكون موضوعا للوئام والتوحد الوطني؛ وبالتالي اتباع وجهات النظر وقرارات القيادة ضرورة لا يمكن تجاهلها في السياسة الخارجية لإيران".
واعتذر "ظريف" عن ما جاء في التسريب المنشور لها، قائلا: "آسف بشدة لأن بعض الآراء الشخصية التي تم التعبير عنها فقط من أجل النقل الصادق للتجارب وبدون أي نيه للنشر، تم تسريبها ونشرها واستغلالها بشكل انتقائي".
وتابع: "آمل أن أتمكن وزملائي من العمل لخدمة الأخرين والتنفيذ الكامل لتوصيات وتوجيهات المرشد الأعلى من أجل تقدم إيران".