استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تغيّرات جديدة في تركيا والشرق الأوسط

الخميس 6 مايو 2021 08:27 ص

تغيّرات جديدة في تركيا والشرق الأوسط

تغير التوازنات والتهديدات الجديدة في المنطقة، جعلت تركيا تشعر بالحاجة إلى اتباع سياسة أكثر براغماتية.

تخفيف التوترات مع إيران، يبدو سهلا على دول الخليج، أمّا إسرائيل فإنها مضطرة لإيجاد دعم جديد ضد الجانب الإيراني.

بينما تبدأ اليونان في التفاوض مع تركيا تحت ضغط من الاتحاد الأوروبي تسعى إسرائيل لتطوير تعاون جديد مع مصر والسعودية ضد تركيا.

يستمر الفراغ الجيوسياسي الناجم عن انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط بفترة بايدن ما يزيد اهتمام قوى عالمية كالصين وروسيا بالمنطقة.

أصبح تحسين العلاقات مع تركيا أولوية لدول الخليج وإسرائيل! فدول الخليج تحتاج فاعلين مثل تركيا وإسرائيل لئلا تبقى ضعيفة إزاء النفوذ الإيراني.

يُتوقع إعطاء أمريكا أولوية للتوصل لاتفاق نووي مع إيران وحل قضية الميليشيات الشيعية والصواريخ الباليستية وستكون إسرائيل الأكثر انزعاجا من هذا.

*     *     *

تشهد منطقة الشرق الأوسط تغيرا سياسيا صامتا في الآونة الأخيرة. فالسياسة التي كانت متعبة ومرهقة بالنسبة إلى جميع البلدان في السنوات القليلة الماضية، يتم استبدالها من جديد بِسياسة براغماتية.

وتراقب دول شرق البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأسود والشرق الأوسط عن كثب العلاقات في ما بينها، وتتخذ قرارات جديدة، بناء على التوازنات المتغيرة. والظاهر أن هذا الأمر ينبئ بحدوث تغييرات جديدة في سياسة المنطقة.

يبدو أن الفراغ الجيوسياسي الناجم عن انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، سيستمر في فترة بايدن أيضا، ما يزيد من اهتمام القوى العالمية مثل الصين وروسيا في المنطقة، حيث تحاول بكين حماية شبكاتها التجارية بشكل استراتيجي، من خلال الاستثمارات الاقتصادية.

في حين تتخذ موسكو خطوات لتحقيق مزيد من التقارب مع الدول العربية بعد إيران. وفي السياق ذاته، يستعد الاتحاد الأوروبي أيضا للتقارب مع تركيا من جديد.

وفي الوقت الذي يتعرض فيه المعسكر المناهض لإيران في الشرق الأوسط للضعف، يجبر الوضع الجديد دول الخليج وإسرائيل على تطوير علاقات جديدة. في خضم ذلك، يقود رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وساطة بين السعودية وإيران.

ولا شك بأن تخفيف التوترات مع إيران، يبدو سهلا على دول الخليج، أمّا إسرائيل فإنها مضطرة لإيجاد دعم جديد ضد الجانب الإيراني.

ومن المتوقع أن تعطي الولايات المتحدة الأولوية للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وحل قضية الميليشيات الشيعية والصواريخ الباليستية بمرور الوقت. وستكون إسرائيل الدولة الأكثر انزعاجا من هذا الوضع.

ويصبح تحسين العلاقات مع تركيا، في هذا السياق، أولوية لكل من دول الخليج وإسرائيل. فدول الخليج تشعر بالحاجة إلى فاعلين مثل تركيا وإسرائيل حتى لا تبقى ضعيفة في مواجهة النفوذ الإيراني.

ويمكننا هنا الإشارة إلى فشل مساعي دول الخليج بقيادة السعودية والإمارات لفرض وضع إقليمي جديد في عهد ترامب.

وبينما تبدأ اليونان في التفاوض مع تركيا تحت ضغط من الاتحاد الأوروبي، تسعى إسرائيل إلى تطوير تعاون جديد مع مصر والسعودية ضد تركيا.

هذه الأحداث المهمة وتغير التوازنات والتهديدات الجديدة في المنطقة، جعلت تركيا تشعر بالحاجة إلى اتباع سياسة أكثر براغماتية، تأخذ في الاعتبار مصالحها واحتياجاتها قبل كل شيء. لقد حددت الدبلوماسية التركية خريطة طريق جديدة في ضوء هذه العوامل.

وبناء على ذلك، ستتصرف تركيا من الآن فصاعدا «بشكل براغماتي» مع التحلي بالمرونة التي تتطلبها مصالحها، بجانب حفاظها على موقفها «المبدئي» تجاه بعض القضايا مثل الانقلابات العسكرية.

وكانت تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، خلال مقابلة شاملة مع قناة «خبر تورك» الشهر المنصرم، قد تضمنت رسائل مهمة وإيجابية في هذا الصدد.

تحدث الوزير تشاووش أوغلو عن الطابع «المبدئي والبراغماتي» الذي لا يزال قائما في السياسة الخارجية التركية التقليدية، وأشار إلى أهمية اتباع مثل هذه الاستراتيجية في منطقتنا.

وكما قال الوزير، فإن تركيا التي تنتهج سياسة متوازنة، قادرة على مواصلة علاقاتها وتعاونها الجيد مع بعض الدول رغم الخلافات القائمة. وأحدث مثال على ذلك، هو دخول العلاقات مع كل من مصر والسعودية إلى مسار التحسن وفقا لهذا النهج.

خلاصة الكلام، ينبغي أن لا نتوقع من الديناميكية الجديدة متعددة الفاعلين والقائمة على قضية معينة بذاتها في الشرق الأوسط، أن تخلق معادلة دائمة خلال وقت قصير. ومن الواضح أيضا أنه ستكون هناك دائما توترات ساخنة في منطقتنا، رغم التركيز على الدبلوماسية بالدرجة الأولى.

ومن المؤكد أن أنقرة أحسنت استخدام قوتها الصلبة في مناطق الأزمات، خلال السنوات الخمس الماضية، وهي قادرة على تبني أدوار حاسمة في هذه اللعبة الإقليمية الجديدة. لقد حان الوقت بالنسبة إلى تركيا لانتهاج الدبلوماسية النشيطة والمرنة.

* توران قشلاقجي كاتب وباحث تركي

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

تركيا، البراغماتية، التغيرات، الشرق الأوسط، إيران، دول الخليج، إسرائيل، مصر، الفراغ الجيوسياسي، انسحاب، الولايات المتحدة، بايدن، المبدئية،