استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الاعتراف باسرائيل = الاعتراف بيهودية القدس المزعومة!

الأربعاء 12 مايو 2021 04:26 م

الاعتراف باسرائيل = الاعتراف بيهودية القدس المزعومة

إذا كانت (إسرائيل) دولة مشروعة وهى ليست كذلك فان القدس هى عاصمتها بالفعل وهى بالطبع ليست كذلك.

الدعم الوحيد الحقيقى والصادق لفلسطين وشعبها وللقدس والمسجد الأقصى يجب أن يبدأ وينطلق من سحب واسقاط أى اعتراف بدولة الاحتلال.

من يعترف بشرعية (إسرائيل) وحقها ان تعيش آمنةً داخل حدود أرض فلسطين التاريخية فإنه يعترف بالرواية الصهيونية المزعومة وتتبناها!

إذا قبلنا التنازل عن اجزاء من اوطاننا مرة نظرا لاختلال موازين القوى فإننا سنجبر على فعلها مرات ومرات كلما ازددنا ضعفا وازدادت الموازين اختلالا.

*     *     *

فالرواية الصهيونية المزعومة تنطلق من ان إله اليهود قد وهبهم فلسطين، التى تعيش تحت الاحتلال العربى الاسلامى منذ 1400 سنة. ونجحت الصهيونية كحركة تحرر وطنى فى تحرير جزء من ارضها المحتلة عام 1948، بعد انتصارها على جيوش الاستعمار العربى مجتمعة، وتحتفل (اسرائيل) بهذا التحرير فى عيد تسميه عيد الاستقلال فى الرابع عشر من شهر مايو كل عام.

وأنها ستستكمل نضالها لتحرير باقى ارضها المحتلة فى يهودا والسامرة (الضفة الغربية) فى بعض الروايات، أو الأرض المحتلة من النيل الى الفرات فى روايات صهيونية اخرى.

التحرير والاستقلال عمن؟

عن الاستعمار العربى الفلسطينى!

*     *     *

وبالتالى حين تأتى أطراف عربية مثل مصر فى كامب ديفيد 1978 والسلطة الفلسطينية فى اتفاقية اوسلو 1993، والأردن في وادى عربة 1994، ثم الامارات والبحرين والمغرب والسودان مؤخرا، وتعترف بشرعية دولة (اسرائيل)، وبحقها ان تعيش آمنةً داخل حدود ارض فلسطين التاريخية، فإنها إنما تعترف بالرواية الصهيونية المزعومة وتتبناها، ومن ثم لا يتبقى لها اى منطق او مبدأ يفيد بان ارض 1967 هى أرض فلسطينية او أن القدس عربية أو إسلامية، لأن إله اليهود حين وهبهم هذه الارض منذ آلاف السنين، لم يفرق بين أراضى 1948 واراضي 1967، ولا بين القدس الغربية والقدس الشرقية، التى لم تكن موجودة حينذاك!

ولذا فانه لو ضاعت القدس لا قدر الله، فان اول من أضاعها فى الحقيقة، هم أولئك الذين فرطوا وتنازلوا عن الارض العربية للكيان الصهيونى واعترفوا بشرعية الكيان الصهيونى المسمى بـ(إسرائيل).

*     *     *

وقد يرد علينا بعضهم، بان المرجعية ليست هى الروايات الصهيونية والاسرائيلية وإنما المرجعية هى القرارات الدولية مثل القرار 242 واتفاقيات اوسلو التى تنص على حدود 1967.

والرد علي هؤلاء هو ان القرارات الدولية والاتفاقيات الثنائية تعكس موازين القوى التى صدرت فى ظلها. فاذا قبلنا ان نقدم التنازلات عن اجزاء من اوطاننا مرة نظرا لاختلال موازين القوى، فاننا سنجبر على فعلها مرات ومرات كلما ازددنا ضعفا وازدادت الموازين اختلالا.

وهذا بالتحديد ما يحدث الان.

كما أن الذى يتنازل عن 78% من ارض فلسطين، سيتنازل عن الـ 22% الباقية مع بعض الضغوط.

*     *     *

من يخشى على ضياع القدس والمقدسات ويريد الدفاع عنها ويرغب فى تحريرها، يجب عليه اولا ان يسحب اعترافه بشرعية الكيان الصهيونى المسمى بـ (اسرائيل).

* محمد سيف الدولة كاتب وناشط مصري في الشأن الصهيوني، مستشار رئاسي سابق.

المصدر | ذاكرة الأمة

  كلمات مفتاحية

فلسطين، الكيان الصهيوني، الاعتراف بإسرائيل، يهودية القدس، الرواية الصهيونية، التطبيع،