المقاومة تفكك المنظومة الامنية وشبكة الامان الاقليمي للكيان
رهان كحد السيف يمكن ان ينقلب على قادة الكيان بشكل يصعب معالجة آثاره لسنوات طويلة قادمة.
المصالح الامريكية مهددة وتحتاج لتحرك واسع لاحتواء الاشتباك بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية أساسا.
ليس مفهوما سر تمسك الكيان بحالة اشتباك دون أفق عسكري أو أمني لتحقيق إنجاز مما يجعل الكيان عالقا في خيارات جربها اكثر من مرة دون جدوى.
الاشتباك المباشر مع المقاومة الفلسطينية قد يكشف مفاجات لم يتوقعها قادة الكيان تفاقم أزمته وثقة قادته بآلتهم العسكرية ويسقط ورقة طالما لوحوا بها لوقف القتال.
منظومة وشبكة في طور التفكك والتحلل والانهيار لتترافق مع انقلاب الراي العام العالمي وحلفاء غربيين يبدون قدرا من التعاطف سرعان يتبدد بتجاوز خطوط حمراء إنسانية.
* * *
هل ينجح بايدن في مساعية خلال الربع الساعة الاخيرة من اسبوع المواجهة الاول لوقف اطلاق النار؛ ام ان نتنياهو ومن معه يراهن على انجاز عسكري او سياسي غير ظاهر في الافق؟!
فلم يعد مفهوما سر تمسك الكيان بحالة الاشتباك دون توافر افق عسكري أو أمني لتحقيق انجاز سياسي او عسكري؛ ما يجعل الكيان عالقا في خياراته التي جربها اكثر من مرة دون جدوى.
فالمواجهة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الاسرائيلي توشك ان تدخل اسبوعها الثاني دون تغير جوهري؛ ذلك ان بنك الاهداف الاسرائيلي استنفذ ولم يعد امامه سوى المراهنة على تشديد الحصار و الاجتياح البري.
فالغارات لم تنجح في وقف صواريخ المقاومة الفلسطينية؛ ولم تمنع من توسع دائرة استهدافها للمصالح الحيوية للكيان بادخال صاروخ عياش الذي يصل مداه 250 كم مغلقا بذلك الاجواء امام الكيان الاسرائيلي.
الاجتياح البري لقطاع غزة يبقى خيارا لقادة الكيان يصعب اللجوء اليه او الرهان على نتائجه في ظل انتشار المواجهات في الضفة الغربية وأراضي 48 مع احتمال ان تتطور الوقفات الاحتجاجية على الحدود الاردنية واللبنانية.
والأهم من ذلك ان الاشتباك المباشر مع المقاومة الفلسطينية يمكن ان يكشف عن مفاجات لم يتوقعها قادة الكيان تفاقم من من ازمته وثقة قادته بآلتهم العسكرية التي يملكونها والاهم يسقط ورقة طالما كان التلويح بها وسيلة لوقف القتال.
امام هذه الخيارات التي باتت محدودة والتي تحوي في باطنها على سيناريوهات يصعب التنبوء بها نشطت الادارة الامريكية في الساعات الاخيرة بالاعلان عن اتصال هاتفي هو الثاني من نوعة للرئيس بايدن مع نتنياهو متزامن مع اتصال اجراه الرئيس الامريكي مع رئيس السلطة في رام الله محمود عباس.
فالإدارة الامريكية تتحرك على كافة المستويات في محاولة لاحتواء المواجهة العسكرية التي اتخذت طابع المواجهة الشعبية في المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة وأراضي 48 وانتقل اثرها الى الساحات و المدن والعواصم الاوروبية التي حاول بعضها منع الوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني دون جدوى تذكر لذلك.
الادارة الامريكية باتت اكثر ادراكا لصعوبة الاستمرار في المواجهة وضرورة كسر حلقة الاشتباك التي باتت تهدد دول الجوار في حال تواصل المواجهات.
فالمصالح الامريكية مهددة وتحتاج الى تحرك واسع لاحتواء الاشتباك بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية بشكل اساسي؛ اذ كشفت هيئة البث الإسرائيلية بأن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ضغط على نظيره الإسرائيلي بيني غانتس لوقف النار.
لياتي رد الاخير بالاتصال برؤساء السلطات المحلية في البلدات المتاخمة لقطاع غزة، وحثهم على ضرورة الاستعداد لعدة أيام من القتال في القطاع؛ اشارة الى عدم رغبته وقف القتال في وقت لا تبدي فيه المقاومة الفلسطينية ضعفا او نزوعا نحو التهدئة.
الرهان الاخير للكيان يكمن بالمخاطرة بحملة شرسة جوية وبرية على امل اقناع المقاومة ودفعها للقبول بوقف اطلاق نار غير مشروط؛ توجه يقود لمزيد من الضغط على المنظومه الامنية للكيان في الضفة الغربية واراضي 48 الى جانب الضغط على شبكة الامان السياسي في الاقليم التي نسجها عقب توقيع اتفاقات اوسلو ووادي عربة وكامب ديفيد وابرهام التطبيعي.
منظومة وشبكة باتت في طور التفكك والتحلل والانهيار؛ لتترافق مع انقلاب الراي العام العالمي وحلفائه الغربيين الذي يبدون قدرا من التعاطف سرعان ما سيتبدد لدى تجاوز الخطوط الحمراء الانسانية؛ رهان كحد السيف من الممكن ان ينقلب على قادة الكيان بشكل يصعب معالجة اثارة لسنوات طويلة قادمة.
* حازم عياد كاتب صحفي أردني
