لجأ موقع "ذا أونيون" الأمريكي الساخر إلى طريقة طريفة للتعبير عن سخريته من تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي لأبراج في غزة تضم مكاتب لمؤسسات إعلامية، بزعم أنها تؤوي عناصر وأنشطة لحركة "حماس".

وطلب الموقع، في بيان، من القوات الإسرائيلية قصف مكاتبه في القاهرة وريو دي جانيرو وباريس ولندن ونيويورك ولوس أنجلس وشيكاغو "في أقرب وقت"، لاحتمالية أن يكون هناك عناصر من حركة "حماس" أو عملاء لها يختبئون في تلك المقرات.

وقال البيان: "راقب طاقم ذي أونيون وملاك الشركة وشركاؤها في الإعلانات برعب الدمار وهو يتكشف أمام ناظريهم في الشرق الأوسط. ونعتقد مع استمرار دوامة العنف الجديدة التي لا تتوقف أن الوقت قد حان لأن نتحمل مسؤوليتنا كشركة إخبارية مهمة في العالم، وما تنشره من أخبار يؤخذ على أنه حقيقة قاطعة حول العالم".

وأضاف: "بناء على هذا العبء فنحن كأفضل مصدر أمريكي للأخبار قمنا باتخاذ القرار المهم، ونطلب من الجيش الإسرائيلي أن يقوم وحالا بضرب مكاتبنا فلربما كان هناك عملاء لحماس يختبئون هناك".

وتابع الموقع الساخر: "وفي الوقت الذي نريد فيه التأكد من أن قراء ذي أونيون يقومون بتفتيش مفصل لمكاتبنا والتأكد من سلامة طاقمنا، إلا أننا نعترف بالواقع وهو أننا لا نملك القوة التكنولوجية ولا النيران لكي نحدد كم من أفراد حماس تسللوا إلى بناياتنا.. ولهذا السبب وبعد اجتماع لمجلس المديرين قررنا وبالإجماع دعوة القوات الإسرائيلية، ولاقتلاع أي إرهابي ممكن، لدك مكاتبنا في القاهرة وريو دي جانيرو وباريس ولندن ونيويورك ولوس أنجلس وشيكاغو في أقرب وقت".

ومضى البيان بالقول: "نعلم هذه خطوة متطرفة، ولكنها الطريق الوحيد للتأكد من أن سلالم العمارات ومصاعدها وخزائن البواب في الأبراج العالية ليست مركزا لتفريخ الأشخاص الخطيرين المصممين على التدمير".

وأردف: "لمن سينتقدون هذا القرار فإننا نسأل: كيف سنعرف أن جيراننا مثل طبيب الأسنان في الطابق الخامس من مقرنا في لندن أو جيمبوري خارج مكاتبنا في لوس أنجلس ليسوا إلا واجهات لمنظمات إرهابية؟ وبالإضافة لهذا فهناك عدد من مديري العمارات كانوا وقحين معنا في عدد من المرات بشكل يقترح أنهم معادون للديمقراطية".

وتابع: "نعرف أن هذه الدعوة غير المسبوقة تمثل تضحية مهمة لميزانيتنا وتقاريرنا عن الشرق الأوسط، ولكن لو كان القصف السجادي لكل العمارات التي تعمل من خلالها مكاتبنا فهي تضحية تستحق. ولهذا نحث الحكومة الإسرائيلية وبأقوى العبارات على محو مقرات الشركة والتابعة لها، وكذا البنايات التي تحتوي على مساحات للإيجار والتخزين قمنا باستئجار أمكنة فيها".

واختتم البيان بالقول: "كاعتراف بأهمية هذا القرار الاستراتيجي نطلب من إسرائيل ألا تعطي تحذيرا مسبقا لكل المقيمين في البنايات، لأنه لا يوجد أي سبب مشروع للعمل وبشكل قريب مع الإرهابيين غير الرغبة بخدمتهم كدرع بشري. ونحن ننتظر بفارغ الصبر الهزات التي ستنتج عن القنابل ونصلي في الوقت نفسه لنهاية العنف".

وقبل أيام، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي برج "الجلاء" في غزة، وهو الذي يضم مكاتب وسائل إعلام دولية وإقليمية، أبرزها وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية وقناة "الجزيرة" القطرية، زاعما أنه كان يضم أفرادا وأصولا عسكرية واستخباراتية تابعة لحركة "حماس".

واستدعي القصف الإسرائيلي للبرج ردود أفعال غاضبة من الوكالة الأمريكية والقناة وغيرها من وسائل إعلام ومنظمات مدنية وحقوقية، حيث اعتبروا أن تل أبيب تعمدت تدمير تلك المقرات الإعلامية ذات الانتشار الواسع لمنع نقل حقيقة ما يحدث في غزة من عدوان ومجازر.

وتشن إسرائيل منذ 10 مايو/أيار الجاري عدوانا على قطاع غزة أسفر عن ارتقاء 213 شهيدا، من بينهم 61 طفل و 36 سيدة و 16 مسنا، إضافة إلى 1442 اصابة بجراح مختلفة، وفقا لآخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية بغزة، ظهر الثلاثاء.