بوليتيكو: الولايات المتحدة نجحت في تجنب غزو بري إسرائيلي لغزة

الأربعاء 19 مايو 2021 11:27 ص

تأمل إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بشكل متزايد في أن يكون الصراع الدامي بين إسرائيل والفلسطينيين في مراحله الأخيرة، حيث ساعد تدخل المسؤولين الأمريكيين وراء الكواليس في تجنب غزو بري إسرائيلي مبكر لقطاع غزة.

وحث المسؤولون الأمريكيون بشكل خاص رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ومساعديه على إنهاء العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، والتي تضمنت غارات جوية قتلت أكثر من 200 فلسطيني، حسبما قال شخص مطلع على الوضع لـ"بوليتيكو"، الثلاثاء.

وقال "نتنياهو" مؤخرًا إن القتال أمامه "أيام قليلة"، مما يزيد من الآمال بقرب النهاية.

وساعدت الولايات المتحدة أيضًا في تسهيل المناقشات بين المسؤولين المصريين وطرفي الصراع، بما في ذلك "حماس" التي قتلت ما لا يقل عن 10 إسرائيليين من خلال إطلاق الصواريخ، الأسبوع الماضي.

وقال المصدر المطلع إن هناك مؤشرات على أن "حماس" تبحث عن مخرج من هذا الصراع.

ولا يزال الوضع غير متوقع، وإذا قرر أي من الجانبين تكثيف نشاطه، فإن أي جهد لوضع وقف دائم لإطلاق النار يمكن أن ينهار.

ومع ذلك، فإن إدارة "بايدن" وآخرين يبحثون بالفعل عن طرق لإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة.

وقال المصدر إن "النهاية" قد تأتي على مراحل، مع توقف مبدئي لتبادل الصواريخ والغارات للسماح بالمساعدات الإنسانية قبل إنهاء العنف بشكل نهائي.

وحذر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال "مارك ميلي" الإثنين الماضي، من أنه كلما طال الصراع، زاد خطر زعزعة استقرار المنطقة، مشيرا إلى أنه "ليس من مصلحة أحد أن يواصل القتال".

وفي اتصال هاتفي مع "نتنياهو"، أعرب "بايدن" عن "دعمه" لوقف إطلاق النار، على الرغم من أنه لم يكن طلبًا، إلا أن القراءة العامة للمكالمة تشير إلى نفاد صبر الولايات المتحدة المتزايد.

وفي حسابات الولايات المتحدة منذ البداية إبقاء الصراع قصيرًا قدر الإمكان.

لكن وسط محادثات مع نظرائهم في المنطقة، قرر كبار مسؤولي إدارة "بايدن" أن أفضل طريقة لتشديد الإطار الزمني هي دفع إسرائيل من وراء الكواليس، وليس المطالبة علنًا بوقف إطلاق النار أو دعم قرار من مجلس الأمن الدولي بفعل ذلك.

ويرى المسؤولون الأمريكيون أن إسرائيل، مثل أي دولة أخرى، عليها الرد على إطلاق الصواريخ من "حماس" الذي استهدف مدنا مثل القدس وتل أبيب.

وقال المصدر "بدت إسرائيل على وشك المضي قدمًا في غزو بري، وهي خطوة كان من الممكن أن تؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء وربما صراع أطول، لكن نفوذ الولايات المتحدة كان مهما في منع عملية برية".

وتريد الولايات المتحدة تجنب تكرار حرب 2014 ، عندما قاتلت حماس وإسرائيل لنحو 50 يومًا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 2000 فلسطيني و70 إسرائيليًا.

واستمر قتال عام 2012 بين الجانبين 8 أيام، وأسفر عن مقتل أكثر من 160 فلسطينيًا وستة إسرائيليين على الأقل.

أحد العوامل المعقدة في محاولة إنهاء الصراع الحالي هو أن حماس، في مناقشاتها مع الأطراف التي تحاول إنهاء القتال، كانت تطالب بمطالب تتعلق بالقدس، المدينة المتنازع عليها.

ولم يذكر المصدر المطلع على الوضع هذه المطالب بالتفصيل لكنه قال إن إسرائيل لن تقبلها أبدًا.

وتعتبر "حماس" ليست الجماعة المسلحة الوحيدة العاملة في قطاع غزة. وهناك مخاوف من أن مسلحين آخرين قد يرغبون في تمديد القتال الأخير.

كما يبدو أن لدى "حماس" العديد من الصواريخ طويلة المدى، مما يشير إلى أنها عززت صواريخها. 

ووفق الصحيفة؛ "حماس" لا تزال ليست وكيلًا رئيسيًا لإيران، وأنها وطهران ما زالا حذرين من بعضهما البعض، "حماس" من أصول سنية وتركز بشكل كبير على السياسة الداخلية الفلسطينية.

بينما إيران التي تعتبر حكومتها عدوًا صريحًا للولايات المتحدة، دولة ذات أغلبية شيعية لها مصالح ووكلاء في جميع أنحاء المنطقة.

وتجري الولايات المتحدة حاليًا محادثات نووية غير مباشرة مع إيران، دعا بعض الجمهوريين بايدن إلى التخلي عن تلك المحادثات بسبب القتال بين إسرائيل و"حماس"، لكن لا توجد علامة على انسحاب الولايات المتحدة من تلك المناقشات في فيينا.

وحتى صباح الأربعاء، بلغت حصيلة العدوان الاسرائيلي المتواصل على القطاع، منذ 10 مايو/أيار الجاري، 219 شهيدا، من بينهم 63 طفلاً و37 سيدة و16 مسنا، إضافة  إلى 1508 إصابات بجراح مختلفة، من بينهم 450 طفلا و295 سيدة.

المصدر | بوليتيكو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

غزة إسرائيل حماس بايدن أمريكا إيران فلسطين بنيامين نتنياهو

بايدن يدعو لوقف إطلاق النار.. ونتنياهو متمسك باستمرار الحرب

إسرائيل تدرس ما إذا كانت شروط وقف إطلاق النار مستوفاة