إندبندنت: اتفاقيات التطبيع أضحت لا تستحق الورق الذي كُتبت عليه

الأربعاء 19 مايو 2021 09:00 م

قالت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، إن اتفاقيات التطبيع التي تم عقدها قبل أشهر بين دول عربية وإسرائيل، والتي تم الترحيب بها قبل بضعة أشهر باعتبارها اتفاقيات سلام رائدة في الشرق الأوسط، تبدو اليوم كأنها حاشية في التاريخ، ولا تستحق الورق الذي كُتبت عليه.

وأضافت أنه بعد أشهر قليلة من قيام مجموعة من الدول العربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وجدت هذه الدول نفسها في موقف حرج، وبدأت تتراجع عن ذلك مع تدهور سمعة إسرائيل في جميع أنحاء العالم؛ بسبب هجومها على قطاع غزة ومعاملتها للفلسطينيين.

وخلال الأشهر الأخيرة، أبرمت الإمارات والبحرين والسودان والمغرب اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، غير أن العدوان الإسرائيلي على غزة أحرج أنظمة هذه الدول أمام شعوبها، وأسفر عن بعض التراجعات حتى لو كانت شكلية.

وفي رصدها لوقائع تراجع هذه الدول، قالت الصحيفة إن اجتماعا افتراضيا كان مقررا انعقاده بين الاتحاد الرئيسي لرجال الأعمال المغربي واتحاد غرف التجارة الإسرائيلية، الإثنين المنصرم، لمناقشة فرص الأعمال والاستثمار في إسرائيل قد تم تأجيله.

كما ألغى المغرب زيارة مخططة لمسؤولين إسرائيليين هذا الشهر لمناقشة الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين. وشارك سياسيون مقربون من الحزب الحاكم "العدالة والتنمية" ذي الجذور الإسلامية في احتجاجات تطالب بإنهاء التطبيع مع إسرائيل.

وفي الإمارات، تم تعليق الرحلات الجوية التي تربط تل أبيب بالمدينتين الرئيستين في دولة الإمارات، والتي كانت حجر الزاوية في اتفاقيات التطبيع.

ومع ذلك تقول الصحيفة، وفق تقرير لها ترجمه موقع "الجزيرة نت" قد تكون الحسابات مختلفة بالنسبة للإمارات، التي لديها التزام أكبر بصفقة التطبيع كوسيلة لتعزيز علاقاتها مع الشخصيات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن، وتأمين الوصول إلى التقنيات العسكرية والأمنية المتطورة الحساسة.

كذلك في السودان، الذي تخضع السلطات فيه للمساءلة الديمقراطية، وفق قول الصحيفة، تتعرض الحكومة لضغوط شعبية، إذ اندلعت مسيرات مؤيدة لفلسطين.

وصرح الرئيس المؤقت للبلاد، "عبدالفتاح البرهان"، في موقف دفاعي لقناة "فرانس 24" (france24) الإخبارية "ما يحدث في غزة ضد المدنيين العزل مؤسف؛ لكن التطبيع لا علاقة له بحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم".

وأشار التقرير إلى أن المحللين لاحظوا تحولات في المواقف الحكومية بشأن الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل؛ ما قد يزيد الضغط الإسرائيلي لإنهاء العمليات في غزة، على الرغم من مقاومة ذلك حتى الآن.

ولفت إلى أن صفقات التطبيع "تحتاج أنيابا، ويمكن رفضها بسهولة إذا كانت باهظة الثمن من الناحية السياسية، وإذا اتضح أن هناك تحركا في الشارع، فلديهم حجة يمكن أن يصرحوا بها بأن هذه مجرد قطعة من الورق".

وفي السياق يرى مراقبون أن تصاعد الجرائم الإسرائيلية في غزة (أكثر من 200 شهيد) ضد سكان القطاع، وضع قادة وحكومات الدول التي أبرمت اتفاقيات تطبيع مؤخرا مع دولة الاحتلال في موقف محرج ومربك أمام مواطنيهم، وسط مؤشرات على حدوث تصادم بين الجانبين.

وحتى الأربعاء، بلغ عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة 227 شهيدا، بينهم 64 طفلا و38 سيدة، بجانب أكثر من 1620 جريحا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع.

فيما استشهد 28 فلسطينيا، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي يستخدم خلالها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الفلسطينيين.

بينما قُتل 12 إسرائيليا وأصيب أكثر من 600 آخرين، خلال رد الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ من غزة، بحسب "نجمة داود الحمراء" الإسرائيلية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

التطبيع اتفاقيات التطبيع الإمارات السودان إسرائيل غزة العدوان الإسرائيلي البحرين المغرب

رغم مجازر إسرائيل في غزة.. حمدوك: التطبيع في مصلحتنا ولن نتراجع عنه

نصرة لفلسطين.. البرلمان الكويتي يتجه لتغليظ عقوبات مناهضة التطبيع