"نؤكد أن قناة العربية كانت ولا تزال تمارس دورا مشبوها، وتعمل وفق أجندة تتقاطع مع أجندة الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة مخابراته في استهداف شعبنا ومقاومته"..
كانت هذه أوضح إشارة لرؤية المقاومة الفلسطينية في غزة تجاه القناة السعودية التي تبث من الإمارات.
جاء ذلك في بيان رسمي الأربعاء، ردا على ترويج القناة لشائعات حول المقاومة وقيادتها.
دور القناة في نظر المقاومة، يهدف إلى محو أثر فلسطين، وأنسنة إسرائيل وإزالة سياسيتها الدموية، حتى وإن كانت هذه السياسة هو ما تعاني منه غزة والضفة حاليا، من تصعيد أدانه العالم أجمع.
وتتابع قناة "العربية"، أحداث فلسطين وكأنها حدث عادي، ولا تفرد له مساحة من الوقت والتغطية مثلما أفردت للصاروخ الصيني التائه، على سبيل المثال والذي تصدر الحديث عنه قبل أسبوعين.
"تغطية مشبوهة ومنحازة لـ #إسرائيل".. انتقادات لقنوات عربية بسبب طريقة تغطيتها لجرائم الاحتلال في #غزة #غزة_تحت_القصف#فلسطين_تقاوم pic.twitter.com/a8z0JQ4QIR
— TRT عربي (@TRTArabi) May 20, 2021
قناة "العربية"، ذات التاريخ الطويل من تخوين المقاومة ومهاجمتها، عبر تغطيتها خلال الأيام الماضية للعدوان الإسرائيلي على غزة، رجحت فيه كفّة صوب إسرائيل، معتبرة أنّ ما يحصل من عدوان ليس إلا "قتالاً" بين المقاومة وإسرائيل.
تأمّل كيف استهلّت #العربية، قبل قليل، أخبارها. ترتيب الأولويات إسرائيلي، الشخصيات الواردة في الأخبار إسرائيلية أو مؤيّدة للكيان الإسرائيلي. إعادة إنتاج للرواية الإسرائيلية بشأن العدوان على #غزة من غير نأيٍ عنها، وكأن القناة ناطقة باسم نتنياهو.#العربية_في_خندق_العدوان #غزة_تنتصر pic.twitter.com/bNyeNfOZ7C
— أحمد بن راشد بن سعيّد (@LoveLiberty_2) May 19, 2021
فالقناة وصفت ما يحصل بـ"التصعيد"، بدلا من تسميته بـ"العدوان"، ووضعت حماس وإسرائيل على قدم المساواة في إطلاق الصواريخ، من دون أي اعتبار لمحتلّ أو حتى لقدرات جيش مقابل فصيل فلسطيني.
وبدلا من أن تطلق القناة السعودية على إسرائيل اسم "جيش الاحتلال"، تطلق عليه "الجيش الإسرائيلي"، كما وصفت الضحايا بـ"القتلى" الفلسطينيين بدلا من "الشهداء".
تعيد #العربية إنتاج الدعاية الصهيونية بشأن العدوان على #غزة: "نجتهد في منع قتلى مدنيين" (هل يمكن أن تنقل تصريحاً مماثلاً لو صدر عن #الحوثي بشأن #السعودية)؟ "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، من غير أن تنأى عن العبارة حتى بأضعف الإيمان وهو وضعها بين مزدوجين.#العربية_في_خندق_العدوان pic.twitter.com/Bvjab9B1yu
— أحمد بن راشد بن سعيّد (@LoveLiberty_2) May 15, 2021
وكما غطت "العربية"، الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة، عرضت لقطات من البلدات الإسرائيلية حيث فر مدنيون للاحتماء من صواريخ "حماس" وصفارات الإنذار.
المحطة السعودية التي لم تعر الحدث الفلسطيني اهتماماً في الأيام الأولى للعدوان، ركّزت لاحقاً على تنفيذ أجندة سياسية، تتهم بإيران، بدعم حركتي "حماس" و"الجهاد"، ومدهما بتكنولوجيا الصواريخ.
وتباهت الشبكة في أحد تقاريها، بتدمير قوات الاحتلال منازل قياديين من الفصائل الفلسطينية، وتغنّت بإشراف وزير الدفاع الإسرائيلي "بيني جانتس" على العملية، وتدميرها أنفاق المقاومة الفلسطينية.
لكن المعركة ليست محصورة في #حماس ولا #كتائب_القسّام، ولا #سرايا_القدس. فصائل المقاومة تشارك كلها في ردّ العدوان، وثمّة وحدة فلسطينية غير مسبوقة انتظمت حتى فلسطين المحتلة عام 1948. التركيز على "حماس"، وربطها بأجندة #إيران، ذريعة يراد منها تبرير نأي #السعودية عن دعم #غزة ومقاومتها. https://t.co/rnyJ5GiGEn
— أحمد بن راشد بن سعيّد (@LoveLiberty_2) May 17, 2021
أضف إلى ذلك أنّ المحطة أعادت نشر صور 30 قيادياً ادّعت إسرائيل بأنها قامت باغتيالهم من فصائل المقاومة الفلسطينية، ونشرتهم على منصات إعلامها.
وبثت القناة تصريحات إسرائيلية، حول استهداف قادة كبار في "حماس".
وكان آخر فصول القناة ضد المقاومة، هو ترويج شائعات عن خروج عدد من قادة فصائل المقاومة وعائلاتهم إلى مصر في ظل العدوان الإسرائيلي على القطاع، وهو ما دفع وزارة الداخلية في غزة، لإصدر بيان يكذب هذه الإدعاءات.
في هذه المقتطفات من مقابلة أجرتها #العربية #الحدث مع أكاديمي فلسطيني في #غزة، وصفت المذيعة العدوان الصهيوني بـ "الأزمة"، وتناولت سلاح المقاومة (سمّته "سلاح #حماس، فاسم #كتائب_القسام يلقي الرعب في قلوب الصهاينة ومؤيديهم)، بوصفه مشكلة أو "عقَبة"! #أنا_عقبة#العربية_في_خندق_العدوان pic.twitter.com/RE0NMOLRoN
— أحمد بن راشد بن سعيّد (@LoveLiberty_2) May 18, 2021
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يأتي الهجوم على القناة، وقرينتها "سكاي نيوز" التي تبث من الإمارات.
ويتهم ناشطون قناة "العربية" بأنها "غير محايدة" في تغطيتها للأحداث، وأنها لا تنحاز إلى القضية الفلسطينية، مؤكدين أنها تقصي الآخر الذي لا يتماشى مع سياسة السعودية في التطبيع مع الاحتلال.
الأكاديمي "أحمد بن راشد"، عرض عبر حسابه بموقع "تويتر"، بعضا مما أسماه "انحياز قناة العربية إلى العدوان الصهيوني على أهلنا في فلسطين".
إلى شعبنا في #السعودية، وإلى كل شعوبنا العربية والمسلمة، أقدّم هذه السلسلة التي أرصد فيها مظاهر انحياز قناة #العربية إلى العدوان الصهيوني على أهلنا في #فلسطين.
— أحمد بن راشد بن سعيّد (@LoveLiberty_2) May 15, 2021
لاحظ هنا كيف توحي القناة أن #حماس أنقذت نتنياهو من السجن من خلال السماح له بشن عدوان على #غزة!#العربية_في_خندق_العدوان pic.twitter.com/G7putkD06V
فيما كتب "عبدالله الشايجي": "نشكر تغطية قناة الجزيرة المفتوحة لحرب الصهاينة الوحشي ضد المعتكفين في المسجد الأقصى منذ أيام، مقارنة أتابع العربية (أن تعرف أكثر) وابنتها الحدث بعد نصف ساعة من النشرة تغطية دقيقة عن إجرام الصهاينة".
🚨نشكر تغطية قناة #الجزيرة المفتوحة لحرب الصهاينة الوحشي ضد المعتكفين في #المسجد_الأقصى منذ أيام-
— عبدالله الشايجي (@docshayji) May 10, 2021
🚨مقارنة-اتابع العربية أن تعرف أكثر-وابنتها الحدث بعد نصف ساعة من النشرة تغطية دقيقة عن إجرام الصهاينة
🚨أحد يبلغ العربية عن المجزرة على الهواء مباشرة-وإصابة المئات!
للمصداقية ثمن🧐 pic.twitter.com/B2s3496ZUQ
وأضاف الداعية السعودي "سعيد بن ناصر الغامدي": "كنا نعد الصمت عما يحدث في فلسطين خيانة.. أما اليوم فإن قناة العربية والإخبارية والذباب السلماني تجاوزوا الصمت الى تأييد المحتل المعتدي.. بأساليب ملتوية أو صريحة فماذا نسمي ذلك".
كنا نعد الصمت عما يحدث في #فلسطين خيانة.
— سعيد بن ناصر الغامدي (@saiedibnnasser) May 9, 2021
أما اليوم فإن قناة العربية والإخبارية والذباب السلماني تجاوزوا الصمت الى تأييد المحتل المعتدي..بأساليب ملتوية أو صريحة
فماذا نسمي ذلك ؟
(إِذۡ يقول المنافقون والذين فِی قلوبهم مرض غَرَّ هولاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم )
يشار إلى أنه في يونيو/حزيران الماضي، قررت وزارة الداخلية بغزة، منع قناتي، "العربية" و"الحدث" من العمل في القطاع، إثر بثهما تقارير حول اعتقال خلية بتهمة التعاون مع إسرائيل وصفتها الحركة بأنها "أخبار مفبركة".
وشمل قرار المنع "تقديم أي شخص أو شركة من القطاع أي خدمات للقناتين".
وكانت "حماس" أغلقت في عام 2013 وبقرار من النائب العام مكاتب "العربية" في غزة، واتهمت الحركة حينها القناة ببث "أخبار غير صحيحة".
لكنها سمحت لمحللين سياسيين وصحفيين متعاونين بالظهور على شاشة القناة خلال حرب عام 2014 التي خاضتها المقاومة مع جيش الاحتلال.