استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

القدس تنتفض.. استراتيجية الدعم المختلف

السبت 22 مايو 2021 07:48 م

القدس تنتفض.. استراتيجية الدعم المختلف

إحدى الآثار الجيدة جداً لارتدادات الكفاح الفلسطيني الراهن هي نسائم هذه الهبة في الضمير العربي وعودة التماسك والتضامن مع القدس.

لا نزال نواجه نتائج عملية تجريف قضية فلسطين وعروبتها وحقها الإسلامي والإنساني والذي شهد أكبر تطور له في ترويج الفكرة الصهيونية ذاتها مؤخرا!

راهنت الثورة المضادة للربيع العربي على أن حضور فلسطين بوجدان العرب بات من الماضي وأن المشروع الصهيوني تجاوز ما سماه نتانياهو مركزية فلسطين في ضمير العرب.

*     *     *

بنية هذا المقال وفكرته قائمة أياً كانت نتيجة، حركة البعث الجديد في الأرض المحتلة في كل أرجاء فلسطين، وبالذات في رباط المقدسيين وكفاحهم وارتداداته الملهمة في أرض 1948.

وأياً كانت حصيلة المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وبين العدو الصهيوني، والذي نرجو بقوة أن تتحول في نهاية المعركة، إلى مدافعة مهمة لصالح بيت المقدس والأحياء المرابطة، وإلى دعم غزة المحاصرة.

فاليوم وغداً، وطوال هذه الحقبة القادمة، لا نزال نواجه نتائج عملية التجريف ضد القضية الفلسطينية وعروبتها، وحقها الإسلامي والإنساني والذي شهد أكبر تطور له، في ترويج الفكرة الصهيونية ذاتها، وليس فقط العلاقات مع الكيان الغاصب!

إحدى الآثار الجيدة جداً لارتدادات الكفاح الفلسطيني الراهن هي نسائم هذه الهبة في الضمير العربي وعودة التماسك والتضامن مع القدس.

نعم الوضع اختلف والزخم قل، لكن ما راهنت عليه الثورة المضادة للربيع العربي، ومشروع العلاقات الضخم، الذي كان يراهن بالفعل على أن حضور فلسطين في الوجدان العربي، بات من الماضي وأن المشروع الصهيوني قد تجاوز العقبة التي سماها نتانياهو بنفسه، وهي مركزية فلسطين وكفاح شعبها في الضمير العربي.

إن سرعة تفاعل الإنسان العربي مع شعبنا في الأرض المحتلة، وروح النصر النسبي المرحلي، التي عكسها وصول قصف المقاومة إلى تل أبيب، بغض النظر عن تقييمنا لحاجة المقاومة لتقدير حراكها في المعركة، مع حجم الضحايا والدماء وبالذات في غزة.

غير أن هذه الروح في قدرات الشعب المحاصر، وخاصة حركة التمرد الميداني في مناطق 1948 والجهاد المدني في القدس، كان لها أثر قوي في روح الشاب العربي، وحتى لو تحدثنا عن مجموعات وكتل شعبية في الوطن العربي وفي حاضر العالم الإسلامي، وفي المهجر الغربي، وليس حشود واسعة من الشعوب، فهذا التضامن المتعدد المتواصل فعلاً، هو كتلة عقبات في مواجهة الكيان الصهيوني.

وهي قاعدة تحتاج لما بعدها، ومهمة للتأسيس عليها، فهنا ندخل في دور التطوير الضروري لحركة الدعم للكفاح الفلسطيني، وبالذات الجهاد المدني، الذي مثّل نقلة مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية ولم تكن هبة رمضان هي الأولى، وإنما دورات خاضها الشعب الفلسطيني لعقود وكان من ثمارها الانتفاضة الأولى والثانية، وكل هذه الدورات، كان النضال الفلسطيني يُعيد عبرها الكيان الصهيوني إلى مربعات سابقة، ظن أنهُ قد تجاوزها. 

إن هذا الدعم المتطور وفقاً لظروف الحصار، والشيطنة والتحفز الغربي الجديد المعزّز بالإسلاموفوبيا، يحتاج لمشاريع تتخطى هذه الحواجز، على مستوى الدعم الإغاثي الإنساني المعتاد، والبحث العاجل لتأسيس جمعيات مرخصة ذات صبغة دولية، ودعم القائم منها، وفتح الجسور عبر اتفاقات مع المنظمات الدولية بما فيها الأونروا.

بحيث يصل الدعم لكل بقعة من القدس، ومن الأحياء المحاصرة، وبحيث يعوّض شعب الرباط عن خسائره المادية، وتثبيته في أكناف بيت المقدس، أما الشهداء فلا يعوضون إلا عند الله عز وجل.

وفي مسار التوعية الإعلامية والدعم الدولي الإنساني، فإن مساحة الفراغ التي لا تزال قائمة في المهجر الغربي، لصالح القضية الفلسطينية يجب أن تُفعّل في أميركا الشمالية وأوروبا على نطاق واسع، فالصوت الغربي المنصف موجود، والحس الإنساني الرافض للعدوان الصهيوني في الغرب له حضور.

ولكن الحراك العربي المتحد ولو نسبياً مفقود، نعم هناك مشاريع متعددة وجيدة لكنها ليست كافية، كما أن فكرة تعزيز بيت المقدس بمشاريع يُنظمها العرب في المهجر الغربي بحكم مواطنتهم الجديدة في دول الغرب، ممكن أن تتوسع مع دخول العرب والمسلمين من غير أبناء فلسطين على هذا الخط، والتواصل مع المقدسيين والتنسيق معهم.

ومن الوسائط المهمة لإحياء الكفاح الفلسطيني اليوم في العالم، هو إعادة ربطنا للقضية مع حاضر العالم الإسلامي وعالم الجنوب، وهذا العالم الإسلامي رغم مآسيه في آسيا وأفريقيا، إلا أن له جذوة تاريخية إيمانية سريعة التفاعل مع فلسطين المحتلة حيث قبلة المسلمين الأولى، ومحل النص المحدد عن فلسطين في الذكر الحكيم، ونُضيف إلى ذلك العالم الجنوبي بنزعته اليسارية المتفقة مع قضايانا العربية، فنحن وإياهم لانزال تحت حرب إبادة شنها الغرب الحداثي بإمبرياليته وبجنينه الصهيوني.

* مهنا الحبيل باحث عربي مستقل، مدير المركز الكندي للاستشارات الفكرية

المصدر | الوطن

  كلمات مفتاحية

الكيان الصهيوني، القدس، فلسطين، الثورة المضادة، الربيع العربي، مركزية فلسطين، نتنياهو،