استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الأمن القومي بعد الحرب الباردة

الأربعاء 26 مايو 2021 02:14 م

الأمن القومي بعد الحرب الباردة

انتهت الحرب الباردة عام 1991 فحدثت انعكاسات عديدة، لذلك على طبيعة الصراع، وعلى العالم بأكمله.

التحولات التي شهدها العالم بنهاية الحرب الباردة أدخلت ضمن مفهوم الأمن القومي وبدرجة رئيسية أبعاداً غير عسكرية.

الدولة بمؤسساتها تبني مفهومها للأمن القومي، كأساس لحماية كيانها، من أي تهديد قائم راهنا أو مستقبلاً وطبقاً لذلك يتم تحديد العدو.

ستظل منطقتنا مستهدفة كلما وجدت الدول الطامعة أمامها فراغا استراتيجيا يدفعها للزحف باتجاهه مع تقلص عمل استراتيجيات القوى العظمى السابقة.

استقر مفهوم  للأمن القومي يرى أن القوة العسكرية لم تعد أهم مكونات الأمن القومى للدولة بل قد تتجاوز قيمة القدرة الاقتصادية التنافسية البعد العسكري.

*     *     *

من الطبيعي أن ننظر إلى الأمن القومي لبلادنا – عربياً – من ثلاث زوايا تحمل المنظور الوطني، والإقليمي، ثم العالمي. لأننا جزء يتأثر ويؤثر في تلك المنظومة المتصلة ببعضها.

إن الدولة بمختلف مؤسساتها تبني مفهومها للأمن القومي، كأساس لحماية كيانها، من أي تهديد قائم في الظروف الراهنة، أو قد يكون متوقع الحدوث مستقبلاً، سواء بدرجة مؤكدة أو حتى محتملة. ويتم تجهيز قواعد وآليات التعامل مع هذه التهديدات.

وطبقاً لمفهوم الأمن القومي كما حددته، فيتم تحديد من هو العدو. وما إذا كان عدوّاً لديه قدرات تهديد بقاء الأمة، أم أن حدود القدرة لديه لا تصل إلى ذلك.

ولقد كان مفهوم الأمن القومى في سنوات الحرب الباردة، يقدم لطرفي الصراع، رؤية متكاملة لصورة العدو الذي يواجهه وبالتالي يسهل على كليهما تجهيز مؤسساتها بأدوات إدارة الصراع.

ثم انتهت الحرب الباردة عام 1991، فحدثت انعكاسات عديدة، لذلك على طبيعة الصراع، وعلى العالم بأكمله.

ولما كانت مهمة حماية الدولة ومواطنيها في فترة الحرب الباردة، تتركز في المقام الأول على الحماية ضد أي هجوم عسكري، فإن التحولات التي شهدها العالم بعد ذلك أدخلت ضمن مفهوم الأمن القومي وبدرجة رئيسية أبعاداً غير عسكرية.

يتصدرها الأمن الاقتصادي، ثم أمن البيئة، والأمن ضد الإرهاب، ومواجهة الجريمة المنظمة، وأمن الطاقة، وأمن الغذاء، والأمن السيبراني، وتغير المناخ، وتأثيرات الكوارث الطبيعية، ثم ما ظهر من تهافت قدرات الأمن الصحي لدى قوى كبرى، تأثراً بوباء كورونا.

كل ذلك دفع البعض لتوسيع النظرة إلى مفهوم الأمن القومي، ومد مساحته من الدائرة المحلية، إلى البعدين الإقليمي والدولي.

وفي كيفية التعامل مع هذه القضية تعتمد الدول على عدد متنوع من الإجراءات السياسية، والدبلوماسية والاقتصادية، مع استمرارية مبدأ القوة العسكرية، بالإضافة إلى الدعوة لأن يكون تعامل الأمن القومي مجهزاً لمواجهة تهديدات قد تكون عادية في حسابات بعض المؤسسات، وإن كانت تداعياتها لا تبقيها في دائرة المخاطر العادية.

هذه التطورات في معنى الأمن القومي ليست بعيدة عن دراسات علم السياسة، المختص بدراسة السياسات، والقوى الدولية، من زوايا داخلية، وعالمية، وبصورة شاملة.

وكان علم السياسة في السنوات العشر الأخيرة من القرن العشرين، وبعد سنوات قليلة من انتهاء الحرب الباردة، قد استقر على مفهوم للأمن القومي، يرى أن القوة العسكرية، لم تعد هي أهم مكونات الأمن القومى للدولة، بل صعدت إلى نفس درجة أهميتها القدرة الاقتصادية التنافسية، وربما تتجاوز قيمتها البعد العسكري في بعض الأحيان.

والآن يسعى علم السياسة إلى عدم الفصل بين مصادر التهديد داخلياً، وبين ما تتعرض له أمم أخرى من تهديدات مشابهة، تمس الجميع على السواء، ومنها جائحة كورونا.

أمام هذه المستجدات لم يعد يغيب عن هذه الدراسات أن تغير طبيعة المواجهة التي سبق أن ميزت استراتيجية الصراع بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، في فترة الحرب الباردة، قد أوجدت أطماعا لدول إقليمية لاستغلال، ما اعتبرته فراغاً استراتيجياً في مناطق جوارها، نتيجة تناقص الصراع بين هاتين القوتين، والتي كانت كل منهما تعمل على زيادة مناطق نفوذها. وهو ما تفعله إسرائيل ولها سجل في اغتصاب أراضي وحقوق شعب فلسطين.

وبالنظر إلى رؤية منتديات في الغرب للدائرة العربية للأمن القومي، جرت في السنوات الأولى من القرن العشرين، فقد وجدنا اتفاقاً فيما بينها على أن منطقتنا الإقليمية، ستظل مستهدفة، كلما وجدت الدول الطامعة، أمامها فراغا استراتيجيا، يدفعها للزحف في اتجاهه.

يعززه من وجهة نظرها تقلص عمل استراتيجيات القوى العظمى السابقة، والتي كان الصراع فيما بينها يدفع كل منهما لمد نفوذها إلى هذه المناطق.

وحسب ما اتفقت عليه هذه المنتديات في الغرب – أمريكا وأوروبا – فإن المسألة معلقة بإمكان دول الإقليم ملء الفراغ الاستراتيجي لديها، حماية لأمنها القومي، وليكون في ذلك ردع لكل الطامعين.

* عاطف الغمري كاتب صحفي مصري

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

الدولة، الأمن القومي، الحرب الباردة، فلسطين، إسرائيل، الفراغ الاستراتيجي، القوى العظمى،