كشفت مصادر أن رئيس المخابرات المصرية "عباس كامل" قدم ضمانات لرئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتنياهو" بعدم وصول أموال إعادة الإعمار المحتمل لقطاع غزة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وذلك بعد أن تسببت الحرب بين الحركة وجيش الاحتلال في تدمير أجزاء من القطاع.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن مسؤول مصري مطلع على المفاوضات الجارية، قوله إن "مصر قدمت ضمانات بأن أموال إعادة إعمار غزة لن تجد طريقها إلى حماس، وربما تمر من خلال لجنة دولية بقيادة مصر أو الأمم المتحدة تشرف على الإنفاق".

وذكر المسؤول المصري، الذي تحدث للوكالة شريطة عدم كشف هويته، أن "كامل" أبلغ "نتنياهو" (خلال اجتماعهما الأحد في تل أبيب) أن "دور السلطة الفلسطينية مركزي في المحادثات، وأن مصر تسعى إلى إشراكها بعمق في عملية إعادة الإعمار المحتملة لغزة.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" أكد لمدير المخابرات العامة المصرية، الأحد، إن أي خطة لإعادة إعمار قطاع غزة يجب أن يتم تنفيذها بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.

وذكرت الصحيفة أن "كامل" أكد في المقابل أن الرئيس "عباس" الزعيم الشرعي للفلسطينيين وستنسق أي تحركات تتعلق بالفلسطينيين مع قيادة السلطة الفلسطينية، بما في ذلك إعادة إعمار غزة.

في المقابل، نقلت الصحيفة أن بعض مسؤولي حماس أعربوا عن تحفظات بشأن السماح للسلطة الفلسطينية بلعب دور في جهود إعادة إعمار غزة.

وعلى صعيد آخر، قال المسؤول المصري في حديثه لـ"أسوشيتد برس"، إن مناقشات مدير المخابرات المصري مع المسؤولين الإسرائيليين تطرقت أيضا إلى مجموعة من الإجراءات التي من شأنها السماح بدخول المواد والكهرباء والوقود إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى التوسيع المحتمل للمساحة البحرية المسموح بها للصيادين في غزة.

كما ناقش "كامل" مع المسؤولين الإسرائيليين الوضع في القدس وسبل تخفيف التوترات في المدينة المقدسة.

وقال المصدر المصري للوكالة إن "تخفيف التوترات في القدس سوف تشمل تفاهمات في المسجد الأقصى، حيث اشتبكت الشرطة الإسرائيلية بشكل متكرر مع المتظاهرين الفلسطينيين، وكيفية منع الإخلاء المخطط لعائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية".

وفي المقابل، أعلن "نتنياهو" أنه طالب، خلال لقائه رئيس المخابرات المصرية في تل أبيب، الأحد، باستعادة الجنود والمدنيين المحتجزين في غزة في أقرب وقت.

وأضاف "نتنياهو" أنه بحث مع "كامل" الآليات لمنع حركة "حماس" من تعزيز قدراتها العسكرية، واستخدام الموارد التي ستوجه مستقبلا لدعم سكان غزة.

ووفق تقارير عبرية، فقد تركزت المباحثات بين الجانبين الإسرائيلي والمصري على تثبيت وقف للنار طويل الأمد، ووضع آلية لإعادة الإعمار في قطاع غزة، وشارك فيها وزير المخابرات الإسرائيلي "إيلي كوهين" ومستشار الأمن القومي "مائير بن شبات" الذي عقد في وقت سابق من هذا اليوم لقاءا مطولا مع رئيس المخابرات المصرية بشأن هذه القضايا بالذات.

ويسعى الجانب الإسرائيلي لربط إعادة الإعمار في قطاع غزة وتمرير المساعدات الإنسانية بالإفراج عن جنوده الأسرى، لكن مصادر تؤكد أن حركة حماس تفصل بين هذه الملفات.

وكجزء من جهود وقف إطلاق النار، وصل وزير الخارجية الإسرائيلي "جابي أشكنازي" إلى القاهرة في زيارة لمصر تستغرق بضع ساعات، هي الأولى لوزير خارجية إسرائيلي للقاهرة منذ 13 عاما، والتقى "أشكنازي" نظيره المصري "سامح شكري" وعددا من كبار المسؤولين.

ولدى وصوله إلى القاهرة، قال الوزير الإسرائيلي إنه سيبحث آليات التهدئة وإعادة إعمار غزة بإشراف دولي.

وأضاف أنه سيركز في محادثاته على التزام إسرائيل أولوية إعادة الجنود الإسرائيليين الموجودين في قبضة حماس، حسب تعبيره.