كيف تحولت وجهة إقامة دولة لليهود من القرم إلى فلسطين؟

الأحد 30 مايو 2021 10:31 م

كشف كتاب للصحفي المصري المخضرم، والخبير في الشؤون الروسية "سامي عمارة"، معلومات جديدة حول دور الاتحاد السوفيتي وزعيمه السابق "جوزيف ستالين"، في قيام (دولة إسرائيل) في فلسطين بدلا من شبه جزيرة القرم، الواقعة في البحر الأسود.

واستند الكتاب الذي جاء تحت عنوان "موسكو- تل أبيب: وثائق وأسرار"، إلى وثائق وزارة الخارجية الروسية، وشهادات شخصيات سوفيتية بارزة، في توثيق دور الاتحاد السوفيتي، في قيام إسرائيل ودعمها.

ووفق الكتاب، كان الدعم الروسي لإسرائيل العامل الرئيسي في تثبيت أقدام دولتها، وذلك على النقيض من الشائع عن أن الوعد البريطاني الصادر في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 1917، كان هو أهم عوامل قيام الدولة.

وأشار الكتاب، الذي استند أيضا إلى ملفات جهاز أمن الدولة السوفيتي "كي جي بي"، إلى أن "ستالين" كان يسعى أن تكون إقامة دولة إسرائيل مقدمة لبناء أول دولة اشتراكية في الشرق الأوسط، ودعمها بالمال والبشر والسلاح، بعد أن تحول موقفه من إقامتها في جزيرة القرم.

وذكر الكتاب أن هذا التحول جاء كي ينقذ "ستالين" شبه جزيرة القرم الاستراتيجية، جنوبي الاتحاد السوفيتي، من ما اعتبرها "خطة يهودية أمريكية" رمت إلى إقامة هذا الوطن في القرم، ولهذا ألقى بثقله وراء مساعي تنفيذ وعد بلفور لليهود بإقامة وطن لهم في فلسطين.

وأشار الكتاب إلى أن الوطن الذي كان متفق عليه لليهود هو جمهورية ذاتية الحكم في القرم، وكان ذلك ثمنا لتسوية مالية رهن بمقتضاها "ستالين" الجزيرة لضمان سداد ديون لليهود بقيمة 20 مليون دولار مستحقة على نظامه.

لكن "ستالين" غير رأيه عندما انتفض تتار القرم متحدين السلطة السوفيتية وهاجموا القطارات التي كانت تصل محملة باليهود إلى عاصمة الإقليم سيمفروبول، وأرغموها على العودة دون نزول أي من ركابها إلى أراضي القرم.

وتقول الوثائق إنه في هذه اللحظة "أدرك ستالين خطورة الموقف.. وقرر التراجع عن تنفيذ فكرة إنشاء الوطن القومي لليهود في القرم".

وأكد "ستالين" في حينها -وفقا للوثائق الروسية- أن الاستمرار في ذلك يمكن أن ينسف الاستقرار الذي تحقق على صعيد تعايش مختلف القوميات في الاتحاد السوفيتي، ولا سيما بعد الانتفاضات المتواصلة من جانب سكان القرم.

ومع استمرار الضغوط المالية الأمريكية اليهودية واستغلالا لحاجة روسيا لقروض لإعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية، "تحولت وجهة السوفيت إلى فلسطين".

وتؤكد الوثائق أن "ستالين كان يدرك أن ضغط الأمريكيين لم يكن يستهدف مصالح اليهود السوفيت ممن كانوا يحاولون توطينهم في القرم، بقدر ما كان يستهدف خدمة مصالح أمريكية جيوسياسية، الأمر الذي تطلب من ستالين أكبر قدر من الدهاء والمناورة".

وقال الصحفي المصري المخضرم: "ما كاد الأمريكيون يبدؤون في مطالبة ستالين بسداد قيمة الصكوك المالية حتى صارحهم باستعداده لتنفيذ التزاماته تجاه إنشاء وطن قومي لليهود.. لكن في فلسطين، وليس في شبه جزيرة القرم".

وأعلن كذلك "موافقته على ترحيل أكبر عدد من اليهود إلى هناك وتسليحهم بكل ما غَنمه من أسلحة ألمانية، جرى تقديمها إلى يهود فلسطين خصما من ديون الاتحاد السوفيتي المستحقة للوكالة اليهودية الأمريكية".

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

جوزيف ستالين الاتحاد السوفيتي شبه جزيرة القرم إسرائيل فلسطين قيام دولة إسرائيل