استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل نشهد عودة للعواصم العربية الكبرى؟

الاثنين 31 مايو 2021 11:58 ص

هل نشهد عودة للعواصم العربية الكبرى؟

مع شديد الأسف أصبح مبلغ الآمال اليوم هو دقائق من الاستقرار قبل ساعات الفوضى.

من حيث الجغرافيا السياسية تمثل هذه الدول الكتل الكبرى العربية ومعظمها إذا لم تكن جميعها فقدت مكانتها في قيادة القرار العربي.

استمرار المواجهة مع غياب أفق الحل يفاقم الانهيار فالعالم العربي اليوم بحاجة لالتقاط أنفاسه ريثما يستعد للتغييرات الدولية الكبرى وللأزمات القادمة لا محالة.

تفككت بنيةً النظام السياسي العربي الهشة أساسا فمنذ احتلال العراق ثم ثورات الربيع العربي وأخيراً الموجة الثانية منه فقدت معظم العواصم العربية الكبرى توازنها.

استقرار الدولة في العالم العربي مطلب بحد ذاته مطلب مع أن المطلب الأسمى تحقيق الحكم الرشيد وكرامة المواطن وازدهاره ودعم قضايا الأمة لكن الاستقرار طريق وحيد للإصلاح.

*     *     *

خلال العقدين الماضيين تفككت بنيةً النظام السياسي العربي الهشة أساسا بشكل كبير، فمنذ احتلال العراق ومروراً بثورات الربيع العربي، وأخيراً الموجة الثانية منه، فقدت معظم العواصم العربية الكبرى توازنها.

بغداد لم تتمكن حتى اليوم من استعادة سيادتها الداخلية والخارجية بالكامل، دمشق ما زالت تعيش وهم السلطة بعد أن أحرق نظامها البلاد وسلمها للقوى الأجنبية.

وقس على ذلك الوضع السياسي في مصر والسودان وليبيا والجزائر، من حيث الجغرافيا السياسية، تمثل هذه الدول الكتل الكبرى العربية، ومعظمها إذا لم تكن جميعها فقدت مكانتها في قيادة القرار العربي.

لا يعني الكلام أعلاه أننا قبل عام 2003 كنا نشهد نظاماً عربياً مستقراً وقادراً على اتخاذ قراره بشكل مستقل، على العكس، فالعديد من الأزمات التي سبقت هذا التاريخ مثل غزو الكويت أثبتت أنه لا توجد منظومة عربية يعول عليها!

لكن الدول المحورية كانت لها أدوار تقليدية مهمة سواء فيما يتعلق بقضية فلسطين أو في إطار الخلافات العربية، أو في التعامل مع الخصوم التقليديين في المنطقة أو الحلفاء الإستراتيجيين خارجها.

ورغم أن هذا التبعثر العربي مستمر، إلا أن الشهور الأخيرة وخاصة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير أبدت لنا أن هناك محاولات لاستعادة بعض هذه الأدوار وربما شيء من التوازن في التأثير الخارجي لبعض هذه الدول المحورية الغائبة.

في العراق مثلاً ورغم استمرار ضعف الدولة المركزية هناك إلا أن حكومة الكاظمي استطاعت انتزاع بعض السيادة والقيام ببعض الأدوار الخارجية، مثل استضافة الحوار بين الرياض وطهران.

مصر ورغم عدم إعلان تغيير في الموقف من حركة حماس وغزة إلا أنها لعبت دوراً مختلفاً خلال هذه الأزمة تضمن فتح المعبر والوعد بتقديم مساعدات بل والدخول في وساطة علنية بين الطرفين.

السودان ينشط خارجياً في أزمة سد النهضة ووزيرة خارجيته تخوض رحلات مكوكية لإعادة السودان إلى موقعه في السياسة الدولية بعد التحلل من قيد العقوبات الأمريكية.

ليبيا اليوم فيها حكومة وحدة وطنية لأول مرة منذ سنوات، وحتى سوريا بدأ يتلمس النظام فيها قبولاً لدى بعض الدول للتعامل معه بشكل لم يكن حاضراً منذ بدأت الثورة السورية.

إذا صح أن نسمي هذه التغيرات إعادة اتزان، فهي ليست بالضرورة إيجابية، بعض الأنظمة التي تستعيد اتزانها تمثل في جوهرها أساس المشكلة العربية.

فلا يمكن النظر مثلاً لاستعادة نظام الأسد المتهالك أي أدوار أو حتى مجرد القبول الإقليمي به باعتباره تطوراً إيجابياً، وربما تكون هذه التغيرات مؤقتة ولكنها جديرة بالمتابعة.

فقد نشهد خلال الفترة القادمة شكلاً جديداً للمنطقة بسببها، عودة بعض هؤلاء اللاعبين لأدوارهم التقليدية ولشغل المساحات التي تركوها منذ سنوات عدة ستعني تغير لعبة التوازن الإقليمي.

سيمكن ذلك بعض الدول داخل المنطقة وخارجها من تنويع تحالفاتها وتعديل اصطفافها حسب تنامي قدرات هذه العاصمة أو تلك، وعلى كل حال يبقى هذا التقييم أولياً وبحاجة لدلالات أكثر على صدقيته خلال الفترة القادمة.

استقرار الدولة في العالم العربي هو بحد ذاته مطلب، صحيح أن المطلب الأسمى هو تحقيق الحكم الرشيد وكرامة المواطن وازدهاره ودعم قضايا الأمة الكبرى، إلا أن الاستقرار هو الطريق الوحيد إلى الإصلاح.

فالاستمرار في المواجهة مع غياب أفق الحل لن يثمر إلا مزيداً من الانهيار، العالم العربي اليوم بحاجة إلى مساحة لالتقاط أنفاسه ريثما يستعد للتغييرات الدولية الكبرى وللأزمات التي هي قادمة لا محالة، ومع شديد الأسف أصبح مبلغ الآمال اليوم هو دقائق من الاستقرار قبل ساعات الفوضى.

* د. ماجد محمد الأنصاري أستاذ الاجتماع السياسي المساعد بجامعة قطر.

المصدر | الشرق

  كلمات مفتاحية

العراق، مصر، حماس، الدولة، الحكم الرشيد، قضايا، الأمة، فلسطين، التوازن الإقليمي، العواصم العربية الكبرى،