استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«فلسطينيو 48».. المراجعة مطلوبة

الثلاثاء 1 يونيو 2021 09:39 ص

«فلسطينيو 48».. المراجعة مطلوبة

نتائج هامة ترتبت على «انتفاضة الخط الأخضر» وطرحت أسئلة يتعين البحث عن إجابات حولها.

برهن الفلسطينيون داخل الخط الأخضر بتضحياتهم الجسيمة وشجاعتهم أنهم ليسوا جزءا من شعب فلسطين فحسب بل يقفون في طليعته كذلك.

سقطت «مبادلة» حقوق المواطنة بالحقوق الوطنية وانتكست نظرية «الحقوق الفردية مقابل الحقوق الجمعية» للمواطنيين أهل البلاد الأصليين.

الحاجة ملحة لحوار ومراجعات إلزامية على مستوى كل فريق وبين الأفرقاء أنفسهم وتوسيع دائرة الحوار ليشمل: الضفة، القدس، غزة والشتات.

ضرورة إدماج أكاديميين مرموقين غير منخرطين في العمل الحزبي بهذا الحوار فلهم نظرات وأفكار متحررة من قيود الحزبية والتزاماتها.

*     *     *

لسنا نعلم حتى الآن، كيف ستتداعى انتفاضة فلسطينيي 48 على أحزابهم وقواهم السياسية، لكن المؤكد أن «الزلزال» الذي ضرب المجتمع الفلسطيني برمته، ستتردد أصداؤه داخل ما كان يسمى «الخط الأخضر».

والمؤكد أن الجدل الدائر في أوساط نخب هذا المجتمع، سيغتني بالدروس المستفادة من انتفاضة مليوني فلسطيني يرزحون تحت نير «الاحتلال الأول»، احتلال 1948.

وأنه سيكون له ما بعده إن لجهة إعادة ترسيم توازنات القوى بين الأحزاب والتيارات المختلفة، أو لجهة الأثر الذي ستخلفه الانتفاضة على برامج الأحزاب وتوجهاتها.

الجدل الذي انصبّ خلال السنوات الأخيرة، حول «ثنائية» حقوق المواطنة والحقوق الوطنية، يبدو أن الانتفاضة قد حسمته، لا ندري إن كان نهائياً، وبالكامل، أم أن الأمر سيبقى في حدوده التكتيكية أو المؤقتة؟ مع أننا أميل لترجيح فرضية، أن انتفاضة «فلسطينيي 48» قد حسمته، مرة واحدة، ونهائيا.

لقد سقطت مشاريع «الأسرلة» ومحاولات استحداث «فصل تعسفي» بين هذه الفئة من الفلسطينيين وشعبها وقضيته وحركته الوطنيتين، لقد سقطت مساعي «مبادلة» حقوق المواطنة بالحقوق الوطنية، لقد انتكست نظرية «الحقوق الفردية مقابل الحقوق الجمعية» للمواطنيين، أهل البلاد الأصليين.

على أن هذه، ليست سوى واحدة من النتائج الهامة التي ترتبت على «انتفاضة الخط الأخضر»، ثمة أسئلة يتعين البحث عن إجابات حولها، منها على سبيل المثال، لا الحصر:

كيف ربحت القوى المختلفة (أو خسرت)، بنتيجتها؟...هل تقوّى تيار «المقاطعة» بمكوناته المختلفة، من يسارية وقومية وإسلامية؟ هل ربح التجمع بتركيز أكثر من غيره، على «سلة الحقوق الوطنية».

وهل خسرت الحركة الاسلامية الجنوبية، التي لم يتورع رئيسها عن هجاء الأسرى ووصف الشهداء بـ»المخربين»؟...ماذا عن الجبهة الديمقراطية، صاحبة النظرية الأبعد مدى في التاريخ، حول العمل العربي-اليهودي المشترك، واستحداث توازن من نوعٍ ما، بين سلتي الحقوق الوطنية وحقوق المواطنة؟

ثم ماذا عن رؤية فلسطينيي 48 للمشروع الوطني الفلسطيني، وأي «المدارس» أكثر شيوعاً في أوساطهم: مدرسة حل الدولتين، أم مدرسة الدولة الواحدة؟....

كيف ينظرون لموقعهم ودورهم في المشروع الوطني، وكيف سيتدبرون أمر اندماجهم/انفصالهم عن المنظومة «الدولاتية-المجتمعية» الإسرائيلية؟

كيف سيضمنون معاشهم وحقوقهم المدنية في الصحة والتعليم والعمل والتنقل والسكن والأمن والأمان، وهل عادت بهم الأحوال، إلى زمن «الأحكام العرفية»، وإن من دون إعلان رسمي من جانب سلطات الاحتلال؟

ماذا عن مصير القائمة المشتركة، والقائمة العربية الموحدة «راعم»؟...هل ثمة فرصة من جديد، لتوحيد الصف الفلسطيني داخل الخط الأخضر، وعلى أية أسس ومشتركات، وهل ثمة ما يكفي منها، للتفاؤل بإمكانية العودة لتجربة «القائمة المشتركة» في الانتخابات قبل الأخيرة؟

قبل انتفاضة القدس وسيف القدس، وبعد الانتخابات المبكرة الرابعة، دعونا في هذه الزاوية بالذات، إلى حوار ينتهي بمراجعات، بين مختلف القوى السياسية والفكرية والاجتماعية في تلك البقعة من فلسطين، للتوصل إلى تفاهمات أعمق، حول كيفية إدارة شأني المواطنة وحقوقها والوطنية وحقوقها، على أن يشمل الحوار من شارك في الانتخابات ومن قاطعها، ومن ذهب بعيداً في مشوار «الاندماج» ومن يستمسك بجمرة الهوية والحقوق الوطنية.

اليوم، تبدو الحاجة أكثر إلحاحاً لمثل هذا الحوار وتلك المراجعات، وهي تبدو إلزامية على مستوى كل فريق وبين الأفرقاء المختلفين أنفسهم. اليوم ثمة حاجة لإدماج كوكبة من الأكاديميين المرموقين في الوسط الفلسطيني في هذا الحوار، حتى وإن لم يكونوا منخرطين في العمل الحزبي الأضيق، ولهم نظرات وأفكار متحررة من قيود «الحزبية والتزاماتها».

اليوم ثمة حاجة، لتوسيع دائرة الحوار والمتحاورين، ليشمل قطاعات من خارج الخط الأخضر: الضفة، القدس، قطاع غزة والشتات...فالفلسطينيون داخل الخط الأخضر، برهنوا بتضحياتهم الجسيمة وشجاعتهم الفائقة، أنهم ليسوا جزءا من الشعب الفلسطيني فحسب، بل ويقفون في طليعته كذلك.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني

المصدر | الدستور

  كلمات مفتاحية

فلسطين، فلسطينيو 48، القائمة المشتركة، القائمة الموحدة، انتفاضة الخط الأخضر، الهوية، الحركة الإسلامية الجنوبية، حقوق المواطنة، الحقوق الوطنية،