استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

جدعون ليفي يكتب في هآرتس: إسرائيل تُعرض اليهود للخطر

الخميس 14 أغسطس 2014 01:08 ص

بقلم: جدعون ليف، هآرتس، 14/8/2014

قد توجد معاداة للسامية في العالم في حاشية انتقاد اسرائيل لما فعلته في غزة، لكن من المؤكد أن اسرائيل هي التي تُهيج معاداة السامية وتُقويها في العالم.

إن دولة اسرائيل اليوم هي أخطر مكان في العالم على اليهود. فمنذ كان انشاؤها لا يوجد مكان آخر أصيب فيه هذا العدد الكبير من اليهود كما في حروبها والعمليات التي حدثت فيها. وقد خطت الحرب في غزة خطوة اخرى الى الوراء فعرضت للخطر ايضا يهود العالم كما لم تعرضهم للخطر أية حرب سابقة. حتى إنه لم يعد البيت اليهودي والملجأ القومي ملجأ بل أصبح يهدد اليهود في كل مكان آخر. وحينما نجري موازنة الحرب ينبغي أن نتذكر ذلك ايضا في مواد الواجب والثمن.

إن موجة كراهية تضرب الرأي العام العالمي الذي رأى بخلاف الرأي العام الاسرائيلي الساكن والأعمى والراضي عن نفسه، رأى صور غزة وزُعزع. فلا يوجد انسان ذو ضمير كان يمكنه أن يبقى ساكن النفس وقد ترجمت الزعزعة الى كراهية، كراهية الدولة التي أحدثت كل ذلك، وفي حالات متطرفة أثارت الكراهية ايضا معاداة السامية من مربضها. اجل توجد معاداة سامية في العالم حتى في القرن الواحد والعشرين وقد زادت اسرائيل في اشتعالها. وقد منحتها ذرائع كراهية كثيرة. لكن ليس كل شعور بالعداء لاسرائيل معاداة للسامية فالعكس هو الصحيح لأن أكثر انتقاد اسرائيل ما زال موضوعيا واخلاقيا. ونجمت في هامشه معاداة السامية عنصرية ككل كراهية قومية. واسرائيل تتحمل المسؤولية غير المباشرة عن ظهورها.

لكن اسرائيل والمؤسسة اليهودية تسارعان الى تصنيف كل انتقاد على أنه معاداة للسامية، على نحو آلي. وهذه حيلة قديمة مجربة وهي أن يُنقل الذنب عن كاهل من أحدث فظاعات غزة الى من هو مصاب بمعاداة السامية في ظاهر الامر. فلسنا نحن بل أنتم أيها العالم المعادي للسامية غير العزيز. فلا يهم ما تفعله اسرائيل فالعالم كله ضدها. وهذه سخافات بالطبع. فكما أنه ليس كل شرطي يخالف سائقا يهوديا معادٍ للسامية كما تحاول المنظمات اليهودية أن تعرض الامر، وليس كل سطو على حاخام عملية كراهية، فانه ليس كل انتقاد لاسرائيل باعثه كراهية اليهود.

أصبح اولئك ملتقطي بروق انتقاد اسرائيل وجلبوا ذلك على أنفسهم، فذلك هو ثمن تأييدهم الأعمى لاسرائيل، وحملات الدعاية ذات الضجيج من اجلها، وجعل كل مركز جماهيري يهودي مقر دعاية لاسرائيل والوقوف الكلي وراء كل اعمالها. فاذا كنا جميعا شعبا واحدا، شعب اسرائيل الحي، واذا كان كل يهودي يتجرأ على انتقاد اسرائيل حتى حينما تكون مشاركة في سلوك قاسٍ يهوديا يكره نفسه، فان الجميع اذا يتحملون عبء المسؤولية.

أرسل إلي غير قليل من اليهود في الخارج زمن الحرب رسائل توسل خائفة قالوا فيها: كف عن مقالاتك، وتوقف عن انتقادك لأن معادي السامية يستعملونها. وقد أجبت الجميع بأن كل مقالاتي لم تؤثر في مكانة اسرائيل كتقرير اخباري واحد من غزة، وأنا أيضا أعرف كثيرين تعتمد بقايا تأييدهم لاسرائيل على بقايا كونها مجتمعا حربا يُمكن من النقد.

وعلى كل حال يجب أن تكون دولة اسرائيل هي عنوان خوف اليهود. إن يهودا كثيرين يشعرون بالخوف الآن، وقد يكون بعضه مبالغا فيه لكن لا شك أن بعضه صادق. ويُخيل إلي أن تكون مسلما في اوروبا أصعب من أن تكون يهوديا. لكن اليهود في باريس لا يتجرأون على اعتمار القبعات الدينية، وفي بلجيكا لم يسمحوا لامرأة بدخول حانوت لأنها يهودية، وقالت لي صحفية فرنسية زارت الجزائر في الاسبوع الماضي إن كراهية اسرائيل واليهود بلغت هناك الى الرقم القياسي في جميع الأزمان. ودولة اسرائيل هي العنوان لكل هذه الشكاوى وهي المذنبة في غزة. 

إن الذي يخاف على مصير اليهود والذي تزعزعه ظواهر معاداة السامية كان يجب عليه أن يفكر في ذلك قبل أن يُخرج اسرائيل لمرحلة اخرى لا زمام لها. ليس العالم دائما ضداً لاسرائيل ويكفي أن نتذكر مكانتها في فترة اتفاقات اوسلو حينما هتف العالم كله لها ومنه جزء من العالم العربي. وسيفرح هذا العالم بالعودة الى احتضان اسرائيل اذا غيرت فقط سلوكها الأزعر. أتوجد معاداة للسامية؟ ربما، لكن اسرائيل هي التي تُهيجها.

  كلمات مفتاحية

جدعون ليفي يكتب في هآرتس: من خبأ السلاح وراء أطفال الروضة؟!