قال الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون" إن أيدولوجية الإسلام السياسي التي سعت للاستيلاء على الحكم بعقد التسعينيات من القرن الماضي "لن يكون لها وجود في الجزائر"، مشيرا في الوقت نفسه أن هناك نماذج من "الإسلام السياسي" لم تكن عقبة في طريق التنمية في بلدان مثل تونس وتركيا أو مصر.
جاء ذلك في حوار أجراه "تبون" مع أسبوعية "لو بوان" الفرنسية، مشيرا إلى أن الجزائر كانت على "حافة الهاوية" عندما جرى انتخابه في عام 2019، على أثر الحراك الشعبي ضد نظام الرئيس الأسبق "عبدالعزيز بوتفليقة".
لكن الرئيس الجزائري أشار إلى نماذج من "الإسلام السياسي" لم تكن عقبة في طريق التنمية في بلدان مثل تونس وتركيا أو مصر، مضيفا: "مثل هذا النموذج من الإسلام السياسي لا يزعجني، لأنه لا يعلو فوق قوانين الجمهورية التي ستطبق بحذافيرها".
وفيما يتعلق بـ"الحراك الشعبي"، قال: "من حسن الحظ حدثت هبة شعبية وجاء الحراك الأصيل المبارك في فبراير/شباط عام 2019، ومكن ذلك من إيقاف انهيار الدولة وإلغاء العهدة الخامسة، والتي كانت ستمكن العصابة المنتفعة والتي استولت على صلاحيات رئيس الجمهورية من الاستمرار في حكم البلاد".
وأضاف: "المؤسسات لم تكن تحظى بالمصداقية والفعالية، حيث طغت مصالح جماعة أصحاب المال والمنافع الشخصية على مصالح الدولة، وهو ما تطلب العمل على إعادة بناء الجمهورية ومؤسساتها الديمقراطية".
وتابع: "الحراك الوحيد الذي أؤمن به هو الحراك الأصيل، الذي جمع بشكل عفوي ملايين الجزائريين في الشوارع، أما حركتا (رشاد) و(الماك) فهما اللتان بدأتا بالتعبئة ولن نصبر على دعوات العنف، والأقلية فقط هي من ترفض الانتخابات، وأنا أرفض إملاءات الأقلية، ما نريده هو بناء الدولة ومحاربة الامتيازات ولن أترشح لعهدة ثانية".
وحول القرار الأخير للمجلس الأعلى للأمن الذي صنف "الماك" و"رشاد" كمنظمتين إرهابيتين، قال "تبون": "لأنهم أعلنوا أنفسهم كذلك، بدأت رشاد بالتعبئة في جميع الاتجاهات، وأعطت التعليمات لمواجهة الأجهزة الأمنية والجيش، حاولت الماك استعمال السيارات المفخخة، للصبر حدود في وجه دعوات العنف".
وحول ما تبقى من الحراك في الشارع، قال الرئيس الجزائري: "نجد كل شيء، البعض يدعو إلى دولة إسلامية، والبعض يرفضون الإسلام، ربما يعبرون عن غضبهم لكنه ليس الحراك الأصيل".