«ستراتفور»: كيف دخلت تكتيكات «الدولة الإسلامية» إلى ميدان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

الخميس 29 أكتوبر 2015 07:10 ص

توقعات

(1) سوف تتزايد هجمات الذئب المنفرد ضد الأهداف اليهودية خارج (إسرائيل) في الأسابيع المقبلة.

(2) سوف يتسبب هذا الأمر في إثارة هجمات انتقامية من قبل التنظيمات اليهودية المتطرفة.

(3) كنوع من المحاكاة لسلسلة الهجمات الأخيرة باستخدام السكين في مناطق الصراع، سوف يقوم المتعاطفون مع القضية الفلسطينية في أماكن أخرى من العالم باستخدام تكتيكات مماثلة.

تحليل

تكثف «الدولة الإسلامية» دعمها الإعلامي للقضية الفلسطينية وتستعد الأجهزة الإعلامية حول العالم لمواجهة تداعيات هذا الأمر. في الأسبوع الماضي، أصدرت المجموعة سلسلة من أشرطة الفيديو تشيد فيها بالموجة الأخيرة من الهجمات ضد المواطنين اليهود في (إسرائيل) وتدعو خلالها للمزيد من الاعتداءات مشددة أنها لن تترك يهودي واحد في القدس. مقاطع الفيديو، التي صدرت وسط تصاعد التوترات بالفعل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تهدد بتصعيد أعمال العنف الجارية.

في الماضي، كان تفجر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يبشر بأوضاع سيئة لليهود حول العالم. فقد كان معروفا أن الصراع يلهم هجمات الذئب المنفرد من قبل المتعاطفين مع الفلسطينيين والتي بدورها تدفع العناصر اليهودية المتطرفة ي كثير من الأحيان لإطلاق هجمات انتقامية من تلقاء نفسها. هذه المرة ليست مختلفة، ومع ضغوط إضافية بسبب الدعوة المباشرة للدولة الإسلامية للعنف ضد اليهود، فإن التهديدات بشن هجمات الذئب المنفرد ضد أهداف يهودية خارج (إسرائيل) سوف تنمو على الأرجح في الأسابيع المقبلة.

انتفاضة السكاكين

وقد وضعت موجة من الطعن خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول السلطات الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى. يطلق على هذه الموجة انتفاضة السكاكين من قبل البعض وانتفاضة الشباب من قبل البعض الآخر. وقد اتسمت المباراة الأخيرة من الاضطرابات عن كل ما قبلها بتركيزها على استخدام تكتيكات معينة، هجمات الذئب المنفرد باستخدام الأسلحة الحادة، مع اتخاذ الترويج لها طابعا ديموغرافيا شبابيا. وسائل الإعلام الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك، شهدت رواجا لوسوم على شاكلة «اطعن_يهودى» و«انتفاضة_السكاكين»، كما استخدمت كمنصات رئيسية للاتصال بين المهاجمين الفلسطينيين.

وإزاء هذه الخلفية، فقد استغلت «الدولة الإسلامية» الفرصة للترويج لدعايتها ضد اليهود الإسرائيليين، مدشنة واحدة من الغزوات النادرة للمجموعة للشؤون الفلسطينية. في 18 أكتوبر/ تشرين الأول، أطلقت «الدولة الإسلامية» 6 مقاطع فيديو تشيد بالهجمات الفلسطينية ضد اليهود في إسرائيل كما حثت الفلسطينيين على مواصلة القتال. ظهرت واحدة من أشرطة الفيديو الناطقة بالعبرية تظهر مقاتلا من مقاتلي «الدولة الإسلامية» يحمل سكينا بينما يصف اليهود أنهم العدو الأساسي ويدعو إلى قتلهم سواء في (إسرائيل) أو في جميع أنحاء العالم. وجدت المقاطع طريقها على واقع التواصل الاجتماعي بصحبة وسم «اذبح_يهودي».

منذ إطلاق مقاطع الفيديو، كانت هناك عدة هجمات بدافع من المشاعر المعادية للسامية في أماكن عديدة حول العالم. في 18 أكتوبر/ تشرين الأول، تم استهداف المقابر اليهودية في النمسا وجمهورية التشيك بكتابات معادية للسامية. في اليوم التالي، قام متظاهرون مؤيدون لفلسطين في السويد بالدعوة إلى قتل اليهود ولمزيد من الطعن لأفراد قوات الجيش الإسرائيلي. وفي 21 أكتوبر/ تشرين الأول قامت أحد مجموعات النازيين الجدد في اليونان وتدعى «هيلاس - 18» بتخريب المقبرة اليهودية الرئيسية في أثينا وقامت برسم الصليب المعقوف (رمز النازية) بالطلاء، بينما وعدت بالمزيد من التخريب.

خلال الأسبوع الماضي، أصبحت الهجمات أكثر عنفا، يوم 22 أكتوبر/ تشرين الأول، دخل رجل يبلغ من العمر 21 عاما إلى مدرسة في ترولهاتان، السويد، مرتديا سيفا وخوذة وقناع النازية وبدأ في طعن المارة مما أسفر عن مقتل مدرس وطالب قبل أن تتدخل الشرطة وتقتله. وبعد ذلك بيومين، طعن مهاجم حاخام واثنين من المصلين اليهود في كنيس في مرسيليا، فرنسا.

التأثير العالمي للصراع الإقليمي

الهجمات ضد الأهداف اليهودية غير الإسرائيلية تشهد تناميا غير مسبوق. ومع تصاعد الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تصبح الهجمات ضد المواقع اليهودية والأفراد أكثر تواترا بما في ذلك الدبلوماسيين الغربيين الذين ينظر إليهم على أنهم من مؤيدي (إسرائيل). «روبرت كينيدي»، على سبيل المثال، اغتيل في عام 1968 من قبل «سرحان سرحان»، وهو فلسطيني أردني، والذي شعر بالخيانة بسبب دعم «كيندي» العلني لإرسال الولايات المتحدة طائرات مقاتلة لـ(إسرائيل) خلال حرب الأيام الستة. بعد أربع سنوات، قام بعض الأعضاء من منظمة سبتمبر الأسود الفلسطينية باختطاف وقتل 11 رياضيا إسرائيليا خلال دورة الألعاب الأوليمبية في ميونيخ. ورغم أن الدافع المباشر للمجموعة كان هو المساومة حول الإفراج عن 243 سجينا محتجزين في (إسرائيل)، معظمهم من الفلسطينيين، فقد كان الهجوم بمثابة دعاية دولية للقضية الفلسطينية. قامت نفس المنظمة بهجوم مماثل ضد السفارة السعودية في الخرطوم في عام 1973، للمطالبة بالإفراج عن عدد من الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية مقابل حياة 10 رهائن من بينهم السفير الأمريكي في السودان «كليو نويل»، ونائب رئيس بعثة الولايات المتحدة في السودان «جورج كورتيس مور». وقد تم قتل الرهائن في النهاية.

القائمة تطول. من قتل عقيد في الجيش الإسرائيلي في بيثيسدا بولاية ميريلاند، إلى اغتيال الدبلوماسيين الأميركيين في بيروت، يمتد تصاعد التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين مرارا وتكرارا خارج حدود منطقة الصراع. التصعيد الحالي ليست استثناء، ومع التركيز على نطاق واسع على السكين كسلاح، فسوف يكون من الصعوبة على الأجهزة الأمنية حول العالم اكتشاف ومنع التهديدات المتزايدة للأهداف اليهودية.

تكتيك بسيط ولكن مميت

من الناحية التكتيكية، هناك بريق خاص لهجمات السكاكين. السكاكين يسهل الحصول عليها وإخفاؤها سواء داخل جسد الشخص أو داخل أغراضه. وبدون تدريب يمكن أن يكون من الصعب نزع سلاح مهاجم يحمل سكينا. وربما لا يثير الدهشة أن المهاجمين غالبا ما يتم قتلهم بالرصاص قبل أن يتم اعتقالهم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تحديد هوية المهاجمين المحتملين يتطلب مزيجا من التحليل التكتيكي والذكاء البشري، ما يجهد قدرة الأجهزة الأمنية. المناطق الرئيسية الكبرى مثل مدينة نيويورك غالبا ما تكون قادرة على التعامل مع هذا النوع من التهديدات من غيرها من المدن، التي قد لا تتمتع بالدعم الكافي. في كثير من الولايات الأمريكية فإن عبء الحماية يقع على كاهل الأنظمة الأمنية الاتحادية مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي وفرق العمل المشتركة، والتي غالبا ما تكون مضغوطة بالعديد من المهام التي تتطلب الوقت والاهتمام.

هذا يخبرنا أن الكشف عن هجمات الذئب المنفرد باستخدام السكاكين قبل وقوعها قد يكون أمرا غير ممكن. في هجوم بالطعن العام الماضي ضد كنيس بروكلين، المعتدي، «كالفن بيترز»، كان يتمتع بتاريخ من السلوك الإجرامي. وقد بدت منه سلوكيات مريبة داخل الكنيس ما تسبب في إخراجه بالقوة قبل 90 دقيقة من الهجوم، على الرغم من أنه نجح في طعن طالب عندما عاد بعد ذلك فقد كان من الواضح أنه عرضة للكشف. وبالتالي، يمكن لموظفي البحث المدربين أن يتم تدريبهم على دراسة سلوكيات ما قبل التنفيذ التي يبديها المهاجمون في مثل هذه الحالات.

ومع ذلك، لا يمكن حتى لأفضل الخدمات الأمنية أن تمنع نهائيا هجمات الذئب المنفرد. هناك ببساطة الكثير من المهاجمين المحتملين للتحقيق والكثير من الأهداف المحتملة لحراستها. لذلك، كما تتصاعد التوترات بين (إسرائيل) وفلسطين، فإن فرص مثل هذه الهجمات ترتفع. وبما أن الاعتداءات ضد الأهداف اليهودية قليلة التأمين سوف تنمو، فإن التهديد بشن هجمات انتقامية من قبل المتطرفين اليهود سوف ينمو أيضا.

  كلمات مفتاحية

فلسطين انتفاضة السكاكين (إسرائيل) الاحتلال القدس طعن ثورة السكاكين الانتفاضة الثالثة

سلفيون ضد «إنتفاضة السكاكين» والرد «مسيحي»

«الإندبندنت»: إسرائيلي يطعن أخرا بالخطأ بعدما ظنه عربيا

«حرب السكاكين»

«هنية»: ما يجري في فلسطين «انتفاضة حقيقية» مطلوب دعمها عربيًا وإسلاميًا

«نتنياهو» يلغي زيارة إلى ألمانيا وسط تحذيرات من اندلاع انتفاضة ثالثة