استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

فلسطين توحدنا ولا تفرقنا

الأحد 6 يونيو 2021 10:02 ص

فلسطين توحدنا ولا تفرقنا

التعبير عن السخط لا ينبغي أن ينقلب إلى عنصرية تمعن تمزيقاً في جسد الأمة وتزيدها ضعفا على ضعف.

مهما كانت الخلافات بين العرب إلا أن لها حدودا معينة حتى يقبلها العقل والمنطق بما لا يبرر ردة فعل قاسية بين شعوبنا.

كم هو صعب على الشعوب العربية قيام حكومات بالتطبيع مع الكيان الصهيوني باعتبار أن التطبيع لا يعبر عن إرادة ورضا الشعوب.

تفاوتت مواقف حكومات عربية من معركة غزة فبعضها أدان العدوان بأقوى العبارات والبعض انتظر أياما وبعضها ساوى بين الفلسطينيين والصهاينة!

*     *     *

من الطبيعي وقت الأزمات، كحال العدوان الصهيوني الأخير على الأقصى والقدس وغزة، أن يكون هناك تكاتف وتوحد لمواجهة العدو، لكن البعض قد يتصرف بما يقود إلى التفرقة، حين يلقي اللوم والمسؤولية فيما يحدث على غيره، وهو قد يفعل ذلك ليس من باب الإساءة، ولكن «عشماً» وأملا في أن يكون للآخرين دور أكبر.

وما بين هذين الاتجاهين، يظهر متطرفون يشيعون عنصرية، تزيد من حجم الضعف والألم في جسد الأمة التي تعاني أصلا من أزمات عديدة، وفي الصراع العربي الإسرائيلي ظهرت هذه العنصرية بشدة تجاه مواطني بعض الدول، لاسيما بعض الدول التي طبّعت مع الكيان الصهيوني.

وشهدنا العديد من التصريحات المكتوبة والمصورة لفلسطينيين، تمتلئ سباباً وقذفاً وتخويناً وتشكيكاً، ضد دول وشعوبها مع كل أسف، وهو الأمر الذي لن يكون أبدا في مصلحة فلسطين، قضية وشعبا، ولن يخدم أمتنا في صراعها مع العدو الصهيوني، حتى ولو كان دافعه توجيه اللوم إلى مقصر، أو أملا في دور أكبر للبعض في نصرة فلسطين.

أتفهم كم هو صعب على شعوبنا العربية قيام بعض الحكومات بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، باعتبار أن هذا التطبيع لا يعبر عن إرادة ورضا الشعوب بهذا الأمر، كما كتبت سابقا بالاستناد إلى استطلاعات رأي للشعوب العربية، والتي كان آخرها مقال في «الأنباء الكويتية» بعنوان «هل ترفض الشعوب العربية التطبيع مع الكيان الصهيوني؟».

وعلى ذلك، فمن غير المقبول محاكمة الشعوب على قرارات حكوماتها، ورغم الاختلاف مع سياسات الحكومات، إلا أنه ليس من الحكمة استفزاز قطاعات من الشعوب، بحرق أعلام دولهم وصور حكامهم مهما اتفقنا أو اختلفنا.

من المؤلم ما ساهمت به تلك العنصرية المتبادلة المقيتة في جوانب لم أكن أتوقعها، على سبيل المثال، في إشاعة مصطلح «عرب الشمال وعرب الجنوب»!

الذي وإن كان في الأصل جغرافياً إلا أنه بات يستخدم للإساءة إلى الآخرين، وسرعة تقبل وانتشار شائعات لا أساس لها من الصحة فيما يتعلق بقصف غزة، فمهما كانت الخلافات بين العرب إلا أن لها حدودا معينة حتى يقبلها العقل والمنطق بما لا يبرر ردة الفعل القاسية بين شعوبنا.

تفاوتت مواقف الحكومات العربية في الحرب الأخيرة على غزة، فبعضها أدان العدوان منذ بدئه بأقوى العبارات، وبعضها انتظر أياما حتى بدرت عنه ردة فعل، وبعضها ساوى بين الفلسطينيين والصهاينة في المسؤولية!

ومع تسليمنا بأن هذه المواقف لا تليق بنا كعرب ومسلمين، وأنها لا ترقى إلى ما هو مطلوب، إلا أنه ومرة أخرى وأخرى، فإن التعبير عن السخط على هذه المواقف لا ينبغي أن ينقلب إلى عنصرية تمعن تمزيقاً في جسد الأمة وتزيدها ضعفا على ضعف.  

* د. سامر أبورمان كاتب وباحث في الإعلام ودراسات الرأي العام

المصدر | الأنباء

  كلمات مفتاحية

فلسطين، عرب، العدوان الصهيوني، الكيان، التطبيع، عنصرية، الصهاينة، معركة غزة،