استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الأردن وفلسطين وحالة «السيولة الإقليمية»

الثلاثاء 8 يونيو 2021 06:57 م

الأردن وفلسطين وحالة «السيولة الإقليمية»

دفع الأردن وفلسطين أثماناً باهظة جراء سياسات التخندق والاستقطاب المهيمنة على المشهد الإقليمي.

أضاعت الاستقطابات الإقليمية فرصاً كبيرة على الأردن لتنويع علاقاته ومصادر دخله وأسواقه وتوظيف نوافذ الفرص المتاحة.

عمّق الاستقطاب الإقليمي الانقسام الداخلي في فلسطين ولعب أدوارا متفاوتة بمراحل مختلفة في تعطيل المصالحة واستعادة الوحدة.

أبدت المحاور المتنازعة قليلا من المرونة والتسامح مع أشقاء صغار يتطلعون للتغريد خارج سربها أو يسعون لعلاقات متوازنة مع الجميع.

إن كانت واشنطن تنوي العودة للاتفاق مع إيران ورفع العقوبات والإفراج عن أموالها فما المانع لبلد كالأردن أو فلسطين من «تطبيع» العلاقات مع طهران؟

*     *     *

بعد سنوات عشر، من احتدام صراعات المحاور وحروبها، تدخل المنطقة في حالة من «السيولة»، ترتبت على حالة الانهاك التي عاشتها مختلف الأطراف المنخرطة في أزمات المنطقة المفتوحة.

وتَعَذّرت فرص «الحسم» في أي من صراعاتها لصالح فريق على حساب الأفرقاء الآخرين، وتفاقمت مخاطر الانتقال من «حروب الوكالة» إلى المواجهات المباشرة، بين جيوش دول كبرى.

فضلاً بالطبع، عمّا أحدثه رحيل إدارة ترامب، ومجيء إدارة ديمقراطية، بخطاب مختلف وسياسات مغايرة، من تحولات في مواقف ومواقع الأطراف، وتبدّلٍ في أولوياتها وتحالفاتها.

لقد دفع البلدان، الأردن وفلسطين، أثماناً باهظة جراء سياسات التخندق والاستقطاب التي هيمنت على المشهد الإقليمي، فالمحاور المتنازعة، أبدت قدراً قليلاً من المرونة والتسامح، مع «الأشقاء الصغار» الذي يتطلعون للتغريد خارج سربها، أو الذين يسعون في إدامة علاقات متوازنة مع الجميع...

هذا خيار لم يكن مقبولاً من «عواصم القرار الإقليمي»، فالمعادلة التي حكمت العشرية الفائتة: إما معنا وإما علينا.

ولقد أضاعت الاستقطابات الإقليمية فرصاً كبيرة على الأردن لتنويع علاقاته ومصادر دخله وأسواقه، وتوظيف نوافذ الفرص المتاحة...وعمّق الاستقطاب الإقليمي، الانقسام الداخلي في فلسطين، ولعب أدوارا متفاوتة، في مراحل مختلفة، في تعطيل المصالحة واستعادة الوحدة.

اليوم، تبدو الصورة مغايرة تماماً...فإن كانت واشنطن تنتوي العودة للاتفاق مع إيران، ورفع العقوبات المفروضة عليها، والإفراج عن أموالها المحتجزة، فما المانع بالنسبة لبلد كالأردن، أو حتى فلسطين، من «تطبيع» العلاقات مع إيران؟

وإذا كانت السعودية، قائدة المعسكر المناهض لطهران، تنخرط في قنوات خلفية مفتوحة للحوار مع إيران، وإذا كانت الإمارات، التي تعود لها ملكية الجزر المحتلة الثلاث، تقيم أوسع العلاقات التجارية والاقتصادية مع طهران، فما الذي سيمنع كل من عمان ورام الله، من شق طرق التفافية صوب طهران.

الشيء ذاته، ينطبق على العلاقة مع تركيا، فلم تعد العلاقة مع أنقرة، تطوراً مستفزاً لعواصم عربية وازنة مثل القاهرة والرياض وأبو ظبي، فهذه العواصم ذاتها، تنخرط بنشاط، في جهود استعادة العلاقة مع تركيا، خصوصاً القاهرة والرياض، وبات بمقدور أطراف مثل الأردن وفلسطين، أن تذهب في مشوار علاقاتها مع تركيا، إلى الحد الذي تمليه مصالحها وحساباتها، دون خشية من ردود أفعال «نزقة» من هنا أو هناك...

الشيء ذاته، ينطبق على العلاقة مع قطر، التي دخلت في مسار خليجي تصالحي، وتعيد رسم علاقاتها مع بالقاهرة، وتسعى في إعادة تعريف دورها الإقليمي.

لم يعد الإقليم، ضاغطاً على أي مسعى أردني لتنويع وتطوير علاقاته مع مختلف عواصم المنطقة. ولم يعد الإقليم، لاعباً معرقلاً لمسار المصالحة واستعادة الوطنية الفلسطينية، بل يمكن القول إنه بات دافعاً بهذا الاتجاه...

وقبل هذا وذاك، تتولد قناعات لدى أوساط سياسية لبنانية وازنة، بأن أزمة تشكيل الحكومة، إنما تكمن أسبابها الجوهرية، في الداخل اللبناني، وبين اللاعبين المحليين، وليس بفعل فاعل إقليمي أو دولي، كما ظلت عليه حال لبنان لسنوات وعقود مضت.

يكسب أكثر من بين هذه الدول، من تتوفر دبلوماسيته على قدر أكبر، من المرونة والمبادرة والمبادأة. إذ ليس المهم، أن تتخذ هذه العاصمة أو تلك، القرار الصحيح، الأهم أن تتخذه في التوقيت المناسب، فما نفع مبادرات انفتاحية على هذا المركز أو ذاك، بعد أن يكون أنجز انفتاحه على العالم أو الإقليم بأسره...

الاستفادة من العلاقات الثنائية مع أقطاب الإقليم، تتعاظم طرداً كلما كانت سياسات الدول الصغيرة، قادرة على استنفاد هوامش المناورة، ومتملّكة للقدرة على الاستشراف والمبادرة، فهل نرى تطوراً ملموساً في أداء الدبلوماسيتين الأردنية والفلسطينية سواء بسواء؟

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني/فلسطيني

المصدر | الدستور

  كلمات مفتاحية

الأردن، فلسطين، السيولة الإقليمية، قطر، تركيا، التخندق والاستقطاب، عواصم القرار الإقليمي، السعودية،

العمل الإسلامي الأردني ينفي مزاحمة الحكومة على دور سياسي تجاه فلسطين