استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

خمس ملاحظات/خلاصات حول انتفاضة القدس وسيفها

الأربعاء 9 يونيو 2021 09:38 ص

خمس ملاحظات/خلاصات حول انتفاضة القدس وسيفها

الحراك الفلسطيني المقاوم والانتفاضي يُكسب الرواية الأردنية مزيداً من المصداقية و«الشرعية».

مواجهة الفلسطينيين للاحتلال وتصديهم له بمختلف الأشكال ومن وراء كافة الخطوط الخضراء والصفراء والحمراء فيه مصلحة أساسية للأردن.

الفعل الفلسطيني المقاوم والانتفاضي يوفر حماية لأعمق مصالح الأردن في الحل النهائي ويسيّج الرعاية الهاشمية بخطوط دفاع شعبية فاعلة ومؤثرة.

على الأردن عدم الانخراط بهندسة الداخل الفلسطيني لحصار حماس ومنعها قطف ثمار انتفاضة القدس وسيفها وإعادة تعويم السلطة وإحياء عظامها وهي رميم.

من الحكمة والمصلحة، إدخال التوازن في سياسات الأردن وعلاقاته بمختلف الكيانات والمكونات الفلسطينية فلن تواصل الجري إن أنت أطلقت النار على قدميك.

الأردنيون صفّوا حسابهم بأثر رجعي مع صفقة القرن وعبّروا عن مشاعر نخوة وتضامن مع أشقائهم غرب النهر ولفظوا ما بصدورهم من رفض لسياسات اقتصادية واجتماعية وسياسية.

*     *     *

خمس ملاحظات أو خلاصات، أجدها الأكثر أهميةً، عند الحديث عن أثر «انتفاضة القدس وسيفها» على الأردن، وعن دور الأردن في المرحلة المقبلة، فلسطينياً وإقليمياً ودولياً:

أولاها؛ بخلاف ما ظل الخطاب الرسمي ينطق به، فإن مواجهة الفلسطينيين للاحتلال، وتصديهم الباسل لهم، وبمختلف الأشكال والأدوات، وعلى مختلف الساحات والجبهات، ومن وراء كافة الخطوط الخضراء والصفراء والحمراء، فيه مصلحة أساسية للأردن.

فحالة الستاتيكو الفلسطيني ليس سوى طريقاً مختصراً، لتبديد فرص قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، وكيف تكون كذلك، فيما إسرائيل لا تعرف الستاتيكو، والوقت عندها، يعني مزيداً من المستوطنات والمستوطنين، وتقدماً على دروب الضم والتهويد والأسرلة والمصادرة.

الستاتيكو الفلسطيني، يعني تهويد القدس وتهديد الرعاية الهاشمية للمقدسات، فيما الفعل الفلسطيني المقاوم والانتفاضي، يوفر حماية لأعمق مصالح الأردن في الحل النهائي، ويسيّج الرعاية الهاشمية، بخطوط دفاع شعبية فاعلة ومؤثرة.

ثانيها؛ الحراك الفلسطيني، المقاوم والانتفاضي، يُكسب الرواية الأردنية مزيداً من المصداقية و«الشرعية»، والمسؤول الأردني بمقدوره اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن يُخرج لسانه ساخراً من كل الذين سعوا في تهميش قضية فلسطين، والتقليل من مكانتها، والترويج للتطبيع والأحلاف القافزة من فوق الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي...

الرواية الأردنية التي أبقت قضية فلسطين، في صدارة أولويات الإقليم وصراعاته وأولوياته، تكتسب اليوم زخماً إضافياً، لا ينقصه سوى تحرك سياسي ودبلوماسي أردني، مبادر ومبادئ، لاسترداد ما هو لنا من أدوار تاريخية، تمليها الجغرافيا والتاريخ والديموغرافيا وروابط القرابة والنسب والذاكرة الجمعية.

ثالثهما؛ أن سياسة وضع «البيض» كله، في سلة السلطة، وتجاهل الأطراف الفلسطينية الأخرى، إن لخلاف سياسي- عقائدي، أو لمخاوف من امتدادات محلية لهذه الأطراف، قد وصلت طريقاً مسدوداً، وباتت قيداً على أداء الدبلوماسية الأردنية...

من الحكمة والمصلحة، إدخال مزيدٍ من التوازن في سياسات الأردن وعلاقاته مع مختلف الكيانات والمكونات الفلسطينية. لا تستطيع أن تواصل الجري إن أنت أطلقت النار على قدميك.

هنا نفتح قوسين للتأكيد على أنه يتعين على صانع القرار الأردني، أن يفصل وهو يرسم خطوط تحركه على المسار الفلسطيني بتشعباته، ما بين أولوياته ومصالحه على هذا المسار من جهة، ومخاوفه المحلية وحساباته الداخلية، خصوصاً ما يتعلق منها بالمعارضة الإخوانية من جهة ثانية. أي دمج بين المسارين، سينعكس بالضرر على المسارين معاً.

رابعها؛ على الأردن، ألّا ينخرط بشكل من الأشكال، في مشاريع لإعادة هندسة الداخل الفلسطيني، التي تفكر بها واشنطن، من نوع «محاصرة حماس» ومنعها من قطف ثمار «انتفاضة القدس وسيفها»، وإعادة تعويم السلطة وإحياء عظامها وهي رميم.

لا يستطيع الأردن أن يمنع هذه المحاولات، لكن بمقدوره تفادي التورط بها، هذه ليست وظيفتنا، ودور الأردن أن يدعم الحوار والمصالحة، وأن يترك للشعب الفلسطيني أمر اختيار قياداته وفصائله ورسم خياراته، تلكم ملاحظة/خلاصة، تستكمل ما بدأنا به، من دعوة لعدم وضع البيض كله، في سلة فريق فلسطيني بعينة.

خامسها؛ ويتصل بالموقف الشعبي، الذي خرج بعشرات الألوف إلى الشوارع والميادين والحدود، كما لم يحدث من قبل، وكما لم يحدث في أي دولة عربية...

الأردنيون يصفّون حسابهم، وإن بأثر رجعي مع «صفقة القرن»، والأردنيون الذين كانوا عبّروا عن مشاعر النخوة والتضامن مع أشقاء لهم غرب النهر، كانوا يلفظون ما يجيش في صدورهم، من مشاعر غضب ورفض لسياسات اقتصادية واجتماعية وسياسية...

صحيح أن العنوان الرئيس لحراكهم تمركز حول فلسطين، لكن الصحيح كذلك أن ثمة جملة من العناوين المتفرعة، إنما تتصل بالداخل الأردني، وفي ظني أنه يتعين على صانع القرار تفكيك الموقف الشعبي المركب، الذي اندلع بين أزمتين: فتنة الأمير في نيسان، وأزمة النائب في حزيران.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني/فلسطيني

المصدر | الدستور

  كلمات مفتاحية

انتفاضة القدس، سيف القدس، الأردن، تهويد، الرعاية الهاشمية، ستاتيكو، قضية فلسطين،

هنية يبشر الفلسطينيين ببدء انتفاضة جديدة في الضفة الغربية المحتلة