قمة الناتو.. فرصة تركيا لترميم العلاقات مع أمريكا وفرنسا واليونان

الأحد 13 يونيو 2021 01:04 م

يتوجه الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، الأحد، إلى العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة في قمة زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تنطلق الإثنين، ويعقد على هامشها 3 قمم مع الرئيس الأمريكي "جو بايدن" والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" ورئيس وزراء اليونان اليوناني "كيرياكوس ميتسوتاكيس" في جولة يؤمل منها فتح صفحة جديدة في العلاقات بين تركيا والغرب.

وتأتي لقاءات "أردوغان" في وقت تسعى تركيا لإنجاح حملة دبلوماسية واسعة للعودة إلى سياسة خفض المشاكل وتقديم اللغة الدبلوماسية، عقب سنوات من السياسة الخشنة، وما رافقها من خلافات حادة مع بعض أعضاء الناتو، وفقا لما أوردته صحيفة "القدس العربي".

وتعتبر القمة الأهم هي تلك التي ستجمع "أردوغان" و"بايدن" للمرة الأولى منذ وصول الأخير إلى البيت الأبيض، حيث تتكدس على الطاولة الكثير من الملفات الخلافية بين البلدين، وسط مساعٍ للتوصل إلى توافقات حول شراء تركيا للمنظومة الدفاعية الروسية "إس 400"، والبقاء التركي في أفغانستان، والانتقادات الحقوقية لأنقرة، والتعاون الاقتصادي والعقوبات، وغيرها من الملفات.

وتعد قضية "إس-400" أبرز ملفات الخلاف على الإطلاق بين البلدين، ويجري الحديث عن مقترحات جديدة لحلها، أبرزها ما يتعلق بتخزين صواريخ المنظومة الروسية في قاعدة إنجرليك الجوية التركية التي تتواجد فيها قوات أمريكية، وبيع منظومة باتريوت لتركيا، وهو ما قد يمهد لإعادة أنقرة إلى برنامج طائرات "إف-35" ورفع العديد من العقوبات، ما يمهد لصفحة جديدة حقيقية في العلاقات بين البلدين، إلا أن ذلك يبقى في إطار المقترحات والآمال مع تفاؤل أقل بإمكانية التوصل إلى حل كامل وسريع في ظل إصرار أنقرة على عدم تخليها عن المنظومة الروسية واعتبار ذلك مسألة قومية سيادية.

وإلى جانب ذلك، سوف تتناول قمة "أردوغان- بايدن" الطرح التركي بإمكانية بقاء قواتها في أفغانستان عقب انسحاب الناتو من أجل الاستمرار في حماية مطار كابول، وهو طرح لاقى قبولاً كبيراً من قبل الحلف، إلا أن أنقرة وضعت شروطاً كثيرة تتعلق بتوفير دعم واسع لها في هذه المهمة، حيث يرى مراقبون أن التوافق داخل الحلف على الطرح التركي سيساهم في إعادة تعزيز الثقة بين الجانبين بدرجة كبيرة.

وعلى الجانب الفرنسي، يلتقي "أردوغان" مع "ماكرون" في أول لقاء بين الزعيمين عقب أشهر من أسوأ أزمة دبلوماسية بين البلدين، تخللها خلافات ومشاكل متشعبة من ملف العداء للإسلام وشرق المتوسط وليبيا وصولاً للانتقادات الشخصية اللاذعة التي أطلقها زعيمي البلدين ضد بعضهما البعض في ذروة الخلافات التي كادت أن تتحول لصدام عسكري في محيط ليبيا وشرق المتوسط.

وجرى التمهيد للقاء على مدى الأسابيع الماضية التي شهدت اتصالاً هاتفياً بين "أردوغان" و"ماكرون"، وزيارة لوزير الخارجية التركي "مولود جاووش أوغلو" إلى باريس جرى خلالهما التأكيد على ضرورة تجاوز الخلافات والعمل المشترك في إطار الناتو.

ويؤمل من هذا اللقاء أن يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين لا سيما فيما يتعلق بتعزيز الأجواء الإيجابية لاستمرار الهدوء في ملف شرق المتوسط، وتعزيز التعاون في الملف الليبي بعد سنوات من الخلاف والصدام.

ولا يمكن أن تكتمل الجهود مع فرنسا فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي بدون جهود موازية مع اليونان التي تعتبر الخلافات معها أبرز مسببات الأزمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

ومن هنا تكمن أهمية القمة المقررة بين الرئيس التركي ورئيس الوزراء اليوناني والتي ستبحث بشكل معمق رغبة البلدين في الانتقال للخطوات العملية لحصر الخلافات وتحييدها قدر الإمكان والعمل على تعزيز ملفات التعاون خلال المرحلة المقبلة.

وجرت في الأسابيع الأخيرة مباحثات تركية- يونانية على مستويات مختلفة لخفض مستوى التوتر بين البلدين والذي وصل إلى ذروته قبل أشهر بسبب الخلافات حول الحدود البحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة وملف قبرص والتنقيب والمناورات في شرق المتوسط والتي وصلت إلى أخطر مستوى لها على الإطلاق وكادت أن تتحول إلى مواجهة عسكرية كارثية قبل أن تبدأ خطوات خفض التصعيد عبر مبادرة الناتو لإجراء مباحثات لمنع الاشتباك وضغط ألمانيا لاستئناف المباحثات الاستكشافية وما أعقبه من زيارات متبادلة لوزيري خارجية البلدين.

ولا يتوقع من لقاء "أردوغان- ميتسوتاكيس" أن ينجح في حل الخلافات التاريخية المعقدة بين البلدين، لكن بالحد الأدنى يؤمل منه أن يعزز الأجواء الإيجابية التي تتعزز تدريجياً في الأيام الأخيرة والتأسيس لمزيد من الاتصالات بين البلدين تعزز لغة الحوار على حساب لغة التصعيد التي سادت مؤخراً.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا أمريكا أردوغان بايدن اليونان فرنسا

ميركل: لتركيا أهمية استراتيجية وليست مجرد حليف بالناتو

رغم لقاء أردوغان وبايدن.. تحديات تهدد المسار البراجماتي للعلاقات الثنائية

ماكرون: اليونان ستشتري من فرنسا 3 فرقاطات ومقاتلات رافال

للمشاركة في قمة الناتو.. أردوغان يؤجل زيارته إلى غينيا بيساو