استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الأردن وفلسطين...بين نتنياهو وبينيت

الأربعاء 16 يونيو 2021 10:45 ص

الأردن وفلسطين...بين نتنياهو وبينت

ذهب نتنياهو لكن إرثه السياسي باقٍ في عقول وصدور «تلاميذه النجباء»: نفتالي بينت وجدعون ساعر وأفيغدور ليبرمان وآخرون.

على الفلسطينيين الذين ما زالت أوهام المفاوضات تعشعش في عقولهم القاصرة وإرادتهم المثلومة أن يتأملوا المشهد الإسرائيلي جيداً.

تخلص الأردن من نتنياهو الذي لم يضمر وداً للأردن وملكه وكان ضالعاً في مؤامرة «الفتنة»، وقبلها افتعل الكثير من الأزمات بين الجانبين.

مع حكومة بينت-لبيد ومركزها اليميني القومي الديني المتطرف، لا شريك إسرائيلياً في مفاوضات أو عملية سلام لا مستقبل لحل الدولتين لا أمل بقيام دولة فلسطينية.

*     *     *

كسّر الأردنيون والفلسطينيون، جراراً كثيرة، خلف نتنياهو وحكومته...لكنهم، في الوقت ذاته، لم يضيئوا الشموع في استقبال حكومة بينت – لبيد الجديدة...في كلتا الحالتين، كان معهم «الحق كله».

ذهب نتنياهو، لكنه صفحته لم تطو بعد. خرج نتنياهو من الحكومة ليستقر على رأس معارضة، صلبة، قوية ومتماسكة. ذهب نتنياهو، بيد أن إرثه السياسي باقٍ في عقول وصدور «تلاميذه النجباء»: نفتالي بينت، جدعون ساعر وأفيغدور ليبرمان وآخرون.

الكلمة الأولى التي نطق بها رئيس الحكومة بينت: لا تراجع عن سياسة سلفه في ملفين اثنين: إيران وفلسطين. أطلق من على منبر الكنيست في خطاب الثقة، وعوداً بتسريع نهب الأرض ومصادرة الحقوق.

الرجل الذي رفض صفقة القرن، لـ«سخائها» حيال الفلسطينيين، أصدر في خطابه الأول، بيان العمليات «رقم 1»، القاضي بالانقضاض على المنطقة (ج) في الضفة الغربية، والتي تشكل 60 بالمئة من مساحتها، وزرعها بالمستوطنات والمستوطنين، ومنع الفلسطينيين من استثمارها والبناء فيها.

أظهر في «امتحانه الأول»، ميلاً أكثر استفزازاً وتطرفاً من سلفه، حين أعطى الضوء الأخضر لمسيرة الأعلام في القدس، وهي التظاهرة التي تنظمها قطعان المستوطنين وميليشياتهم سنوياً، للتأكيد على فكرة «العاصمة الأبدية الموحدة»...وفتح أبواب الأقصى على مصاريعها، لكل «شُذاذ الآفاق» من «دواعش إسرائيل»، لممارسة هوايتهم المفضّلة في انتهاك حرمته وتدنيسه.

الرجل الذي طالما فاخر بأنه قتل (شخصياً) أعداداً من الفلسطينيين، وأبدى استعداده لقتل المزيد (بيديه وليس بأوامر لجنوده)، توعد الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس، بالويل والثبور وعظائم الأمور.

مع حكومة بينيت-لبيد، ومركزها اليميني القومي الديني المتطرف، المستند إلى أغلبية يمنية كاسحة في الكنيست (72 مقعداً من أصل 120)، لا شريك إسرائيلياً في مفاوضات أو عملية سلام، ولا مستقبل لحل الدولتين، ولا أمل بقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة...

وعلى الفلسطينيين الذين ما زالت الأوهام» تعشعش في عقولهم القاصرة، وإرادتهم المثلومة، أن يتأملوا المشهد الإسرائيلي جيداً.

الذين يعتقدون بأن حكومة بينيت-لبيد، قد أخرجت إسرائيل من مأزقها السياسي، وأنها ستستقر على «عرش إسرائيل» لسنوات أربع قادمة...عليهم مراجعة تصوراتهم وتقديراتهم، فقد نتفاجأ مع نهاية العام، وربما قبل ذلك، بأن هذه الحكومة، قد دخلت أرشيف حكومات إسرائيل المتعاقبة، وأن شبح نتنياهو قد يُطل برأسه من جديد.

والحذر الحذر، فلسطينياً وأردنياً، من مغبة الجري وراء دعوات واشنطن و(ضغوطها)، لتعويم حكومة بينيت-لبيد، وتوفير شروط استمرارها...نتنياهو كان عبئاً على المقاربة الأمريكية حيال إيران، في حين لن يكون بينت ذخراً لها في مقاربتها لحل الدولتين.

تخلص الأردن من نتنياهو، الذي لم يضمر وداً أبداً للأردن وملكه، وكان ضالعاً في مؤامرة «الفتنة»، وقبلها افتعل الكثير من الأزمات بين الجانبين...لكن مشكلة الأردن مع إسرائيل لا تُختزل بغياب «الكيمياء» بين الملك ونتنياهو.

المشكلة سياسياً مع بينيت ستكون أعقد بكثير، فكل ما خشيناه من صفقة القرن وتداعياتها، يأتي بينت ليصادق عليه، بل وليزيده حدة وخطورة على الأردن والأردنيين، وعلى فلسطين والفلسطينيين.

القدس والمقدسات والأقصى والرعاية الهاشمية ستكون في مهب رياح التطرف الدين – القومي للحكومة الجديدة ورئيسها...هواجس الضم والتهويد والأسرلة وابتلاع الأرض دون السكان الفلسطينيين، هي مبتدأ جملة بينيت وخبرها...وهذا بحد ذاته، سبب رئيس لتأزم مستمر، سيزداد تفاقماً بين الأردن وإسرائيل، حتى وإن «تسلّكت» قنوات التواصل والاتصال بين الجانبين.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني/فلسطيني

المصدر | الدستور

  كلمات مفتاحية

الأردن، فلسطين، الرعاية الهاشمية، نتنياهو، بينيت، اليمين، القدس، المقدسات، دولة فلسطينية، التطرف، حكومة بينيت-لبيد،