حذر المبعوث الرئاسي الأمريكي للمناخ "جون كيري"، الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، وحكومته من الاستثمار المفرط في إنتاج النفط والغاز، والذي يعد اليوم حجر الزاوية في استراتيجية التنمية الاقتصادية للبلاد.

جاء ذلك، في تصريحات أدلي بها "كيري" في طريقه للخروج من القاهرة، لموقع "كوارتز".

وأجرى "كيري" جولة بالمنطقة هذا الأسبوع، شملت السعودية والإمارات ومصر؛ لحشد الدعم بشأن التغير المناخي قبل الدورة الـ26 لمؤتمر تغير المناخ الذي سيعقد في مدينة جلاسكو الإسكتلندية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وقال "كيري" إنه من المهم أن تتجنب مصر الوقود الأحفوري، إذا أرادت التنافس على استضافة المؤتمر الـ27 للتغير المناخي العام المقبل، إذ يقول المسؤولون في القاهرة إنهم يخططون للقيام بذلك.

وفي عام 2019، وبفضل اكتشاف احتياطيات الغاز البحرية الكبيرة، أصبحت مصر مُصدِّرًا للطاقة، وتتنافس البلاد الآن على مكانة في السباق العالمي لتزويد أوروبا بالغاز الطبيعي المسال.

وأضاف "كيري" في تصريحاته: "من العدل أن نقول إن لدينا بعض المخاوف بشأن نشر النفط والغاز على نطاق واسع في هذه المرحلة لأننا نعلم أن هناك بدائل".

وتابع: "ندعو إلى توخي الحذر بشأن المدة التي يمكن أن يستمر فيها هذا النشر وحجمه. هذا لا يعني أنه لفترة من الزمن لا يمكن أن يكون الغاز جزءًا من جهود التحول".

ومضي قائلا: "ولكن كلما تمكنا من الانتقال بشكل أسرع إلى قاعدة أوسع لإنتاج الطاقة المتجددة، كان من الأفضل لجهودنا أن ترقى إلى مستوى اتفاقية باريس".

واتفاق باريس للمناخ هو أول اتفاق دولي شامل حول حماية المناخ، تم التوصل إليه في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2015 بباريس، بعد مفاوضات مطولة بين ممثلين عن 195 دولة، وتُلزم المعاهدة الدول الموقعة باحتواء الاحتباس الحراري.

وفي أبريل/نيسان 2016، وقعت 190 دولة على الاتفاقية المعروفة أيضا باسم "كوب 21"، ليصبح عدد الدول الأعضاء فيها 189 بعد انسحاب الولايات المتحدة.

وعلى صعيد آخر، قال "كيري" إن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" يراقب عن كثب أيضًا تصعيد الأعمال العدائية بين مصر وإثيوبيا بشأن بناء الأخيرة سد جديد ضخم على نهر النيل، والذي تعتبره مصر تهديدًا وجوديًا لأمنها المائي.

وفي هذا الصدد، قال "بول سوليفان" وهو محاضر في شؤون للطاقة بجامعة جونز هوبكنز في واشنطن، إن الصراع المصري الإثيوبي يضع مزيدا من الضغوط على "السيسي" لتطوير مصادر طاقة بديلة خالية من الكربون.

وأشار "سوليفان" الذي كان عضوا سابقا بهيئة تدريس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إلى أنه " في بلد معرض بدرجة كبيرة للجفاف، والحرارة الشديدة فإن كثيرا من المصريين من الريف إلى محيط القصر الرئاسي، يشعرون بالسخط والغضب تجاه ما سيحدث إذا بدأ تغير المناخ بسرعة كبيرة".

وأضاف أن "عدد السكان في تزايد والحكومة تحاول توسيع الصناعة ولا يمكنك مواجهة ذلك بالاعتماد فقط على الطاقة الشمسية".

وأوضح قائلا إنه "إذا تركت مصر بترولها وغازها في الأرض ولم تستخرجهما فقد يؤثر ذلك بشدة على استقرار الاقتصاد".