استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

جيفري والجولاني غزل متبادل أم مصالح متبادلة؟

السبت 19 يونيو 2021 07:36 ص

جيفري والجولاني… غزل متبادل أم مصالح متبادلة؟

الإدارة الأمريكية كانت تضطر لإدخال مساعدات لإدلب رغم علمها بسيطرة هيئة تحرير الشام عليها فالأمر متعلق بتجنب انتصار الأسد.

يشبه جيفري «هيئة تحرير الشام» بحزب العمال الكردستاني في أكثر من مناسبة فهو يراه يرتكب الإرهاب في سبيل نزاع لإسقاط نظام معاد!

يصف جيفري الهيئة بـ«الخيار الأقل سوءا» ويبرر ذلك: «لأن هيئة تحريرالشام قوة قتالية فعالة ضد الإرهابيين الحقيقيين وقوة قتالية فعالة ضد الأسد»

*     *     *

المقابلة المطولة لجيمس جيفري المبعوث الأمريكي إلى سوريا، التي نُشر نصها الكامل مؤخرا، تضيء مزيداً من الجوانب في التفكير البراغماتي للسياسة الأمريكية، وأهمها في رأيي، التعامل مع الطرف النافذ والمهيمن، وإن لم يتفق معها قيميا أو أيديولوجياً، في منطقة لا وجود حقيقي فيها لمنظومة الدولة، بل لروابط ما قبل الدولة.

يبدأ جيفري حديثه محاولا التخفيف من صفة الإرهاب على «هيئة تحرير الشام» بوضعها في منزلة بين المنزلتين، باعتبارها قد تستخدم الإرهاب كعمل تكتيكي في سبيل هدف سياسي، وليس إرهابياً بحتاً.

وإن كان هذا التوصيف يمكن أن ينطبق على تنظيم الدولة، لو نظرنا له في إطار النزاع الأهلي، حيث يستخدم جميع الأطراف أعمالا إرهابية للانتصار، في نزاع محلي في جوهره.

يقول جيفري «هناك مجموعات إرهابية بحتة، لطالما كانت «القاعدة» جماعة إرهابية بحتة، كانت داعش في الغالب جماعة إرهابية خالصة، بالتأكيد في سلوكها، لأنها كانت مثل أكثر الجماعات الإرهابية التي رأيناها على الإطلاق.

ولكن هناك مجموعات حزب الله وفيلق القدس وحزب العمال الكردستاني، التي تكون عادةً قوى مقاومة، أو حركات تحرير، أو أشياء أخرى تستخدم الإرهاب أحيانًا كتكتيك».

ويشبه جيفري «هيئة تحرير الشام» بحزب العمال الكردستاني في أكثر من مناسبة، فهو أولا يراه يرتكب الإرهاب في سبيل نزاع لإسقاط نظام معاد:

« رغم أنهم كانوا فرعاً من القاعدة إلا أنهم كانوا يركزون بشكل كبير على الإطاحة بنظام الأسد، تماماً مثل حزب العمال الكردستاني، فهو مهتم بالإطاحة بحكم الدولة التركية في شرق تركيا، وهم سيستخدمون في بعض الأحيان أشياء تتجاوز الخط إلى ما نسميه الإرهاب، كتعمد إصابة أشخاص غير مقاتلين، أو جنود في حافلة بدون أسلحة، أو سائحين على الشاطئ، سأضعهم في تلك الفئة».

ويقارن جيفري في مقاربة لافتة بين ضحايا الأعمال العسكرية السعودية وضحايا «هيئة تحرير الشام» المصنف إرهابيا في الولايات المتحدة، ليصل بالنتيجة إلى أن ضحايا الجولاني أقل من ضحايا السعودية في حرب اليمن، ليخلص باعتبار أن «ليس المهم ما نواياك بل ما هي النتيجة».

ويقارن جيفري بين جبهة النصرة عام 2015 عندما استهدفت القرى العلوية، وتصريح الجولاني المؤيد لذلك، وهجمات الجيش الجمهوري الأيرلندي، وبعد أن يصفها بالهجمات الإرهابية يفسرها بأنها نوع من «ملاحقة المؤيدين الأقوياء للطرف الآخر».

المحاور الأخرى، تضمنت حديثا عن كيفية اضطراره للاختيار بين أفضل السيئين، إذ يصف الجولاني بأنه «الخيار الأقل سوءا» ويبرر ذلك: «لأن هيئة تحريرالشام قوة قتالية فعالة ضد الإرهابيين الحقيقيين، وقوة قتالية فعالة ضد الأسد» حسب تعبير جيفري الذي يوضح أن الإدارة الأمريكية كانت تضطر لإدخال مساعدات لإدلب رغم علمها بسيطرة الهيئة عليها، فالامر متعلق بتجنب انتصار الأسد.

إذ يرى جيفري أن «فوز الجانب الآخر هو الشيء الوحيد قبل كل شيء، الذي أردنا تجنبه لمنع الطرف الآخر من الانتصار في سوريا – أي الأسد والإيرانيين والروس».

وهكذا فإن تنظيم «تحرير الشام» في نظر جيفري يمثل واقعا على الأرض ويشبههه بسيطرة حزب العمال الكردستاني، وهو «الخيار الأقل سوءا» بالنسبة له في منطقة تسودها الجماعات والروابط لما قبل الدولة:

«عندما لا يكون الوضع طبيعيا للدول الوطنية والمعايير الدولية والسلوك الدولي، ينتهي بك الأمر مع مجموعات مثل هذه، التي تفعل أشياء لا تحبها، ولكن يوجد الأشخاص الذين يتعين عليك التعامل معهم لتجنب أشياء أسوأ».

* وائل عصام كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

سوريا، أمريكا، الجولاني، هيئة تحرير الشام، جيمس جيفري، الأسد، حزب العمال الكردستاني، إرهاب،