معهد إسباني: هكذا خططت إيران للوصول إلى البحر المتوسط

السبت 19 يونيو 2021 11:23 ص

سلط "المعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية" الضوء على خطط إيران لإنشاء سلسلة من الطرق البرية نحو الغرب؛ بهدف توسيع نفوذها الجيوسياسي في منطقة البحر المتوسط.

وأشار المعهد، في دراسة له، إلى أن "الطموحات الإيرانية تتقاطع مع مصالح عدد من القوى الإقليمية والعالمية؛ ما قد يؤدي إلى تأجيج الصراعات التي تعاني منها المنطقة حاليا".

وحسب الدراسة، فإن الطريقة التي ستتعامل بها القوى المختلفة مع "لعبة الشطرنج" الراهنة في المنطقة، هي التي ستحدد من سيسيطر على الشرق الأوسط مستقبلا، ومن سيفقد نفوذه على المدى الطويل.

وأشار المعهد الإسباني إلى تأكيد المفكر الاستراتيجي "زبيجنيو بريجنسكي" على أهمية إيران كمحور جيوسياسي، وإمكانية أن تصبح قوة فاعلة في المنطقة؛ باعتبارها الفاعل الوحيد الذي يسيطر على موارد الخليج وبحر قزوين.

ولفتت الدراسة إلى أن الإيرانيين سعوا منذ فترة إلى أن يتحوّلوا إلى قوة ذات نفوذ كبير على مستوى المنطقة والعالم الإسلامي، وخلق استقرار داخلي طويل المدى، وقد ظهرت نوايا هذا التوسع بوضوح منذ غزو العراق عام 2003.

وتعاظم نفوذ طهران في الشرق الأوسط بمرور السنوات، رغم جهود الولايات المتحدة وحلفائها لإضعاف الاقتصاد الإيراني وعزل طهران سياسيا.

وشهدت السنوات الماضية زيادة في حجم وقدرات المليشيات المدعومة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن، كما تعمل إيران على إنشاء جسر بري في المنطقة يربطها بالبحر المتوسط.

وأقامت إيران أيضا سلسلة من التحالفات والأنشطة الخاصة بها لإنشاء جسر بري في اتجاه الغرب عبر سلسلة من الممرات، بينها ممر بري من طهران إلى بيروت توصل له الإيرانيون وحلفاؤهم سنة 2018، وكان المسؤول الأول عنه هو قائد فيلق القدس آنذاك "قاسم سليماني".

وتعتمد فوائد هذا الممر على 3 محاور يكمّل بعضها بعضا؛ حيث سيوفر وسيلة نقل رخيصة لشحن الأسلحة إلى البحر المتوسط، وسيكون أيضا طريقا بديلا للجسر الجوي الإيراني في المنطقة حال قيام إسرائيل بقصف أي من المطارات التي يعتمد عليها الإيرانيون، وأخيرا سيعمل على إعادة تأكيد الهوية الشيعية في جميع أنحاء المنطقة.

واعتبرت إسرائيل نفسها متضررة بشكل مباشر من وجود هذا الممر؛ حيث يمكن بسهولة نقل الأسلحة من خلاله باتجاه سوريا ولبنان، ومن ثم إرسالها إلى الأراضي الفلسطينية.

لذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "بنيامين نتنياهو"، سنة 2018، أن هذا الممر سيرسم طريقا من طهران إلى طرطوس في البحر المتوسط؛ ما يسمح لإيران بـ"مهاجمة إسرائيل عن قرب".

وطوال سنة 2019، تعرض الممر لهجمات مختلفة دون أن تُنسب إلى إسرائيل، على الرغم من أن القائد السابق في مليشيا الحشد الشعبي العراقي، المتحالفة مع إيران "أبو مهدي المهندس"، ذكر أنها نُفذت من قبل "عملاء أو عمليات خاصة بطائرات حديثة".

وترى الصين إمكانية استخدام الممر الإيراني باتجاه الغرب فرصة لتعزيز مشروع الحزام والطريق. كما يلبي ذلك حاجة الصينيين للطاقة، وأساسا النفط العراقي وأيضا الإيراني.

وفي سنة 2018، أعلنت إيران أنها تعتزم بناء خط سكة حديد يربط الخليج بالبحر المتوسط، بدءا من البصرة وعبورا بالحدود السورية عند البوكمال، ثم التوجه داخل سوريا إلى دير الزور. وإذا تم ربط السكة الحديدية بين الدول الثلاث، يمكن اتخاذ خطوة مهمة أخرى بربط الخط الحديدي الصيني بالبحر المتوسط عبر إيران والعراق وسوريا.

وفي نهاية ذلك العام، توصلت الدول الثلاث إلى اتفاق مبدئي مؤقت لبناء خط سكة حديد وطريق سريع، يبدأ من البصرة وينتهي في ميناء اللاذقية السوري على ساحل البحر المتوسط.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران البحر المتوسط المعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية