حذرت صحيفة "إسبانيول" من تفاقم الأزمة بين الرباط ومدريد، في ظل وجود توجه أوروبي؛ لإدانة المغرب رسميا، واتهامه باستغلال أزمة المهاجرين لتحقيق أهداف سياسية.
وقالت الصحيفة إن مسرح إصدار الإدانة المحتملة للمغرب سيكون خلال قمة رؤساء دول وحكومات السبع والعشرين، الخميس.
وأضافت أن تلك الإدانة حال إصدارها ستزيد من تعقيد الأزمة بين الرباط ومدريد، وهي أزمة بعيدة عن الحل حتى الآن.
وذكرت الصحيفة أن النسخة الأخيرة من مسودة نتائج القمة التي يتوقع أن يوافق عليها القادة الأوروبيون تقول إن "المجلس الأوروبي يدين ويرفض أي محاولة من دول لاستغلال المهاجرين لأغراض سياسية".
وتقول الصحيفة إن القرار لا يذكر المغرب بالاسم مباشرة، ولكنه يستخدم لغة مشابهة جدا للقرار الأخير للبرلمان الأوروبي بشأن نفس المسألة.
وقال مسؤول أوروبي كبير للصحيفة إن النص غير موجه لبلد معين، بينما نسبت "إسبانيول" لمصادر أخرى قولها إن النص ضد المغرب وبلدان أخرى مثل تركيا.
وقالت الصحيفة إن استنتاجات المجلس الأوروبي تهدد بإثارة تصعيد آخر في حرب البيانات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب.
وكان البرلمان الأوروبي بدوره تبنى بأغلبية 397 صوتا الأسبوع الماضي قرارا اقترحه أعضاء إسبان، وينص على أن "رفض استخدام المغرب لضوابط الحدود والهجرة، ولاسيما القصر دون ذويهم، يشكل أداة للضغط السياسي على دولة عضو في الاتحاد".
ويدعو النص الذي عارضه 85 نائبا أوروبيا بينما امتنع 196 عضوا عن التصويت، إسبانيا والمغرب إلى "العمل معا بشكل وثيق لإعادة الأطفال إلى عائلاتهم".
وبعد قرار البرلمان الأوروبي، اتهمت الرباط مدريد بمحاولة إضفاء الطابع الأوروبي على أزمة ثنائية.
واندلعت الأزمة الحادة بين الجارين بعد إدخال زعيم جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) المطالبة باستقلال الصحراء "إبراهيم غالي" إلى مستشفى في إسبانيا.
وتؤكّد الرباط أنّه دخل إسبانيا قادما من الجزائر "بشكل احتيالي وبوثائق مزورة"، داعية إلى تحقيق "شفّاف" في ظروف استقباله، بينما تشدد مدريد على أنه تمت استضافته "لأسباب إنسانية".