استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بدائل الدعم المعيشي في لبنان

السبت 26 يونيو 2021 03:27 م

بدائل الدعم المعيشي في لبنان

تكهنات وتوقعات حول الدعم المعيشي في لبنان وهل يرفع وماذا يبقى منه وهل دفعة واحدة أو على مراحل وأين وكيف ومتى؟

ترك الأمور للتكهنات والتوقعات يفتح الفرص أمام المضاربين والمغامرين وبما يؤثر سلباً في قيمة المداخيل ومستوى الأسعار.

تحكم لبنان طبقة سياسية لديها مناعة تاريخية ضد أي تخطيط أو ترشيد وكارتيلات احتكارية تقف متاريس عالية أمام أي قرارات ليبرالية ومنافسات شرعية!

يبقى 55% من شعب لبنان بحالة فقر و50% بحالة بطالة و28% في فقر مدقع وفوضى تكهنات وتوقعات تشل الإنتاج وتزيد التضخم وترفع أسعار السلع المعيشية والضرورية بالاحتكارات والمضاربات.

*     *     *

التكهنات والتوقعات حول الدعم المعيشي في لبنان وهل يرفع أو ماذا يبقى منه وهل دفعة واحدة أو على مراحل وأين وكيف ومتى؟

كلها عبارات «ممجوجة» في الاقتصاد لأنها تمنع الناس من التخطيط لأعمالهم واستثماراتهم، وفي حال لم يعد هناك فرص لأعمال واستثمارات، يفتح الباب عندها على مصراعيه للمضاربات وتحكم فئة قليلة بمحركات السوق ومفاصل الاقتصاد، كما هو حاصل اليوم بوجود احتكارات بعد أن تغرس رماحها في جسم الاقتصاد يصعب على الدولة أن تحل مكانها.

والمثال ما حصل في روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي عندما طلب الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين من مستشاره الاقتصادي الأمريكي الأستاذ بجامعة هارفرد، جيفري ساكس، أن يرفع الدعم تدريجياً وعلى سلع دون أخرى وأن ينقل روسيا من الاقتصاد الاشتراكي الموجه إلى الاقتصاد الليبرالي الحر ولكن على مراحل.

وكان جواب ساكس أن ترك الأمور للتكهنات والتوقعات يفتح الفرص أمام المضاربين والمغامرين، وبما يؤثر سلباً في قيمة المداخيل ومستوى الأسعار.

وعندما كرر يلتسين طلبه أجاب ساكس: أن الأمر سيكون عندها كمن يريد أن يقفز فوق حفرة كبرى على دفعات! أو كمن يعيد تنظيم السير على مراحل بحيث يترك للشاحنات الكبرى أن تسير على اليسار ويسمح للسيارات الصغرى أن تأتي عكس السير على اليمين!

وهذه الحال شبيهة بأوضاع لبنان حيث سعر الصرف الواحد تحول إلى «كوكتيل» أسعار من سعر الصرف الرسمي 1507 ليرة إلى سعر البنك 3900 ليرة إلى سعر المنصة 12000 ليرة وسعر السوق الموازية المسماة خطأ ب«السوداء» 15000 ليرة، إلى «عنقود» يتدلى في عريشة Kaleidoscope حافل بأسعار صرف مرتبطة بحجم دعم السلعة الذي يتراوح بين 15% و75% و100% وفي وضع مضطرب لم يعرف التاريخ الاقتصادي مثيلاً له في أي بلد في العالم.

ووسط هذه البلبلة النقدية تتركز الأنظار الآن على ما تبقى من احتياطيات لدى مصرف لبنان بنسبة 15% أو 14% من قيمة الودائع الأجنبية المسجلة دفترياً لدى المصارف والبالغة 14 مليار دولار من قيمة، وسط اجتهادات مختلفة بين من يدعو إلى إعادتها إلى المودعين ومن يدعو إلى استخدامها في دعم السلع المعيشية والضرورية منعاً لأي اضطرابات أمنية أو من يدعو إلى استثمارها مع كميات احتياطي الذهب (البالغة 9.2 مليون أونصة بقيمة 17 مليار دولار) بما مجموعه نحو 28 مليار دولار وضخها في جسم الاقتصاد لتحقيق النمو وتوفير فرص العمل وبعائدات تعاد منها أموال الودائع للمودعين.

والذين إذا أعيدت إليهم الآن كما يرى البعض بدل استثمارها في نمو الاقتصاد فسوف تذهب للادخار في المنازل بعد أن فقدت الثقة بالمصارف، أو تنفق في الاستهلاك على سلع أغلبها مستورد في بلد مدولر، أو تستثمر مباشرة من قبل المودعين بقرارات فردية أو عشوائية أو ارتجالية دون خطة إنمائية وطنية شاملة يمكن أن تضع الاقتصاد على سكة جديدة تعيد إليه وإلى الشعب «بعض القوة والأمان في زمن الضعف والهوان».

لولا أن مثل هذه الخطة قد تصلح في بلد لا تحكمه كما حال لبنان طبقة سياسية لديها «مناعة تاريخية» ضد أي تخطيط أو ترشيد، وكارتيلات احتكارية تقف متاريس عالية أمام أي قرارات ليبرالية ومنافسات شرعية.

وتفرض من طرف واحد كميات الاستيراد أو الإنتاج وتحدد بمفردها حجم الكلف ومستوى الأسعار في بلد توقفت فيه محركات التفتيش وأدوات الرقابة وآليات المساءلة والمحاسبة والأحكام، حتى بات كل قرار فيه أشد مرارة من الآخر وكل محاولة للإنقاذ تموت قبل أن تولد!

ومن الآن حتى ينجلي الموقف وتحسم البدائل، يبقى 55% من شعب لبنان في حالة الفقر و50% في حالة البطالة و28% في فقر مدقع وفي فوضى تكهنات وتوقعات تشل الإنتاج وتزيد التضخم وترفع أسعار السلع المعيشية والضرورية بالاحتكارات والمضاربات.

* ذوالفقار قبيسي كاتب اقتصادي لبناني

المصدر | الخليج

  كلمات مفتاحية

لبنان، الدعم المعيشي، بطالة، فقر، التضخم، السلع المعيشية، الاحتكارات،

بسبب تردي الأوضاع المعيشية.. تجدد المظاهرات في مدن لبنان