العلماني سيتلاشى في نهاية المطاف

الأحد 1 نوفمبر 2015 02:11 ص

القبعة المنسوجة تمنح الافضلية للبقاء في الواقع الاسرائيلي. في تطور المجتمع الاسرائيلي، الصهيوني الديني الذي هو ملائم للواقع الذي سنعيش فيه على سيوفنا الى الأبد. هذا أمر محتوم، ازدياد عدد المتدينين القوميين مقابل تراجع عدد العلمانيين، يوجد تأثير على واقعنا حيث أنه سيكون ملائما لحاجاتهم أكثر فأكثر. 

لنضع جانبا سؤال الدجاجة والبيضة لأن الجدل داخل المجتمع الاسرائيلي قد حُسم. وبسبب احداث كثيرة في المجتمع العربي فاننا محاطون بجهات اسلامية متطرفة. وبسبب احداث مختلفة في المجتمع الاسرائيلي تزداد لدينا قوة الصهاينة المتدينين الذين يسعون لبناء الهيكل الثالث في الحرم، وهم مستعدون للعيش على سيوفهم كلما تطلب الامر، انتفاضة تلو انتفاضة، جولة في غزة وراء جولة. حرب تلو حرب في لبنان. 

يجب الاعتراف بحقيقة أنه من الاسهل العيش على حد السيف طالما أننا مسلحون بمواقف الصهيونية الدينية. عندما نؤمن بالله وعندما نؤمن أن مغزى الحياة أن تكون يهوديا في ارض اسرائيل، الارض التي وعد اليهود بها وهم مقتنعون أن المسيح سيأتي في يوم ما. القبعة المنسوجة تحول الواقع الاسرائيلي الى عقلاني ومطلوب بل ومبارك.

بالنسبة للعلماني، اسرائيل هي محيط معادي. من الصعب قبول ثنائية القومية التي ترتبط بالابرتهايد وبالاحتلال، في حين أن الصهيوني الديني لا يعترف بوجوده أبدا، هذه الجولات العنيفة في ظل غياب أمل السلام، من الصعب كبح اليأس. بالنسبة له اسرائيل ليست دولة ملائمة لاحتياجاته. وفي نظرة متفحصة مع تشخيص واقعي وعقلاني فان عليه مغادرة البلاد وتشجيع أبنائه على بناء مستقبلهم في مكان آخر.

العلماني يتجول الآن في اسرائيل مثل شخص عارٍ في المرحلة الجليدية. ليس له شعر، وهو يرتجف من البرد ويجد صعوبة في الحصول على الطعام والسكن. إن نهاية العلماني في اسرائيل هي الاندثار، رويدا رويدا سيهاجر من هنا أو يغير قناعته ويصبح صهيونيا متدينا ويقوم بتغطية نفسه بالشعر المطلوب من اجل البقاء هنا. في نظرة بارونية من خلال ديناميكية الفرز الطبيعي فان اسرائيل تختار الصهاينة المتدينين حيث يوجد لديهم سبب للعيش هنا.

 العلماني الذي تربى في اسرائيل له سبب للعيش هنا. لكن ولاءه ضعيف. اللغة العبرية هي لغته. هنا تاريخه. إنه يحب اسرائيل لأنها بيته. لكن في اسرائيل 2015 البيت لا يكفي. في جميع الحالات ليس هذا سببا جيدا وليس كافيا من اجل الموت هنا، أو منع الحقوق عن شعب آخر، أو العيش في ظل العبء الاقتصادي، أو العيش في خوف دائم. وفي الهجرة توجد افضلية للعلماني الذي يريد البقاء. من السهل عليه أن يترك وأن يكون مواطن في العالم وأن يبني بيته في مكان آخر. لذلك هناك المزيد من العلمانيين يتركون أو ينوون أن يتركوا. أما الصهاينة المتدينون فيتكاثرون هنا ويبقون.

حينما يسمع العلماني أننا سنعيش الى الأبد على سيوفنا، فهو يفكر في دول تلائم احتياجاته. إنه يحب اسرائيل لكنها لا تبرر هذا الحب. بالنسبة للصهيوني المتدين هذا أمر ضروري. في عملية الانتقاء الطبيعي اسرائيل تُفرغ من العلمانيين. وبمفاهيم الشرق الاوسط سنكون بقايا الانسان القديم.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الصهاينة العلمانيون المتدينون

علمانية بلا علمنة