استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

خلاف كروي بواجهة سياسية بين السعودية والسلطة الفلسطينية .. غزة هي الحل

الاثنين 2 نوفمبر 2015 07:11 ص

المشكلة الكروية المتفاقمة بين المملكة العربية السعودية واتحادها الكروي، والسلطة الفلسطينية، ممثلة بالجنرال جبريل الرجوب، رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني تعكس مدى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية لدى الطرفين وتخفيها خلف أعذار واهية.

بداية نؤكد هنا أننا كنا، وما زلنا، وسنظل، ضد أشكال التطبيع كافة بين الدول العربية والاسلامية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، رسميا كان هذا التطبيع أو شعبيا، وعارضنا موقف السلطة الفلسطينية الذي يناشد العرب والمسلمين زيارة القدس المحتلة، والصلاة في المسجد الأقصى، لأننا نرى في ذلك تطبيعا يخدم السلطات الإسرائيلية، ويحسن صورتها البشعة العنصرية في العالم بأسره، لأن هذه السلطات لو شعرت للحظة ان تدفق المسلمين إلى الأراضي المحتلة يشكل خطرا عليها، أو يصب في غير مصلحتها، لأغلقت الباب، ورمت بمفتاحه في قلب البحر الميت.

***

أن نعارض التطبيع لا يعني اننا نقف في الخندق السعودي في هذه الازمة، فالمسؤولون السعوديون عندما يرفضون إقامة مباراة الإياب في تصفيات كأس العالم الآسيوي في استاد المرحوم فيصل الحسيني في القدس المحتلة، لا يعارضون التطبيع مع دولة الاحتلال كليا، مثلما يقولون، وإلا لما شهدنا الجنرال الدكتور أنور العشقي، أحد ابرز المستشارين في الدولة، يزور القدس المحتلة أكثر من مرة، على رأس وفد كبير، ويلتقي مسؤولين إسرائيليين سيرا على خطى الامير تركي الفيصل، ولما شهدنا أيضا مندوبين عن صحف إسرائيلية يزورن الرياض ويلتقون بمسؤولين سعوديين، ويجلسون خلف لافته تحمل اسم صحفهم في مقرات المراكز الصحافية السعودية.

الجنرال الرجوب لا يعتبر إقامة مباراة في القدس المحتلة تطبيعا بدوره، ويضرب مثلا بقيام فريق دولة الإمارات باللعب فيها، ودون أن يتوقف امام حاجز اسرائيلي، أو يتعرض جواز سفر أي من اللاعبين للختم بنجمة داوود، وهذا صحيح، ولكن كل ترتيبات الدخول والأمن تتم بموافقة الحكومة الإسرائيلية ودعمها، ومن يقول غير ذلك يغالط نفسه، قبل أن يخدع الآخرين، واسألوا شباب الانتفاضة وثورتهم المباركة في وجه الاحتلال والسلطة معا.

لا نريد الخوض في هذا الجدل العقيم، وايراد الحجج والأخرى المضادة لها، «فالجنازة حارة والميت كلب» مثلما يقول المثل الشعبي، والمسألة كلها محصورة في مباراة كرة قدم، وثلاث نقاط، ولا تستحق كل هذا الخلاف الذي ينعكس سلبا على قضية عربية مصيرية، ويحرف الأنظار عن انتفاضة مشرفة ضد الاحتلال والانتهاكات الاستفزازية الاسرائيلية للحرم القدسي الشريف، واعداد الشهداء المتصاعد.

المملكة العربية السعودية سباقة في تقديم المبادرات، ليس الكروية فقط، وانما السياسية أيضا، وهي صاحبة الطبعة الأصلية من مبادرة السلام العربية التي عرضت التطبيع الكامل مقابل الانسحاب الكامل قبل 13 عاما، وقوبلت بالرفض الاسرائيلي المهين، ومع ذلك تواصلت الاجتماعات واللقاءات “غير الرسمية” السعودية والاسرائيلية، فلماذا لا تبادر السلطات السعودية الكروية بحل وسط ينهي هذه المشكلة من اساسها، وهي التي كانت الوسيط في نزاعات عربية سياسية اكبر؟

بمعنى آخر، لماذا لا تقبل السلطات السعودية بإقامة هذه المباراة على أرض قطاع غزة، حيث لا سلطة للإسرائيليين، ولا حواجز لهم، ومن المؤكد أن مليونين من أبناء قطاع غزة المحاصرين المجوعين سيستقبلون أعضاء المنتخب الكروي السعودي كاخوة وضيوف أعزاء وأبطال، كسروا الحصار، وسيقدرون لهم حضورهم هذا الى سجنهم الكبير، ولا نبالغ اذا قلنا انهم سيشجعونهم اكثر من الفريق الفلسطيني نفسه، فهؤلاء هم رجال الانتفاضة الذين تصدوا ببطولة لعدوانين اسرائيليين وانتصروا عليهما، وقدموا آلاف الشهداء دفاعا عن كرامة العرب والمسلمين جميعا.

***

وإذا كان السعوديون لا يقبلون بحل الوسط هذا، وهو أكثر الحلول لصالحهم، كرويا ووطنيا، فليذهبوا إلى عاصمة وسط، ولتكن عمان أو الجزائر أو تونس أو المغرب، ونحن على يقين بأن شعوب هذه العواصم سيكونون اكثر استماته في تشجييع المنتخب الفلسطيني من الفلسطينيين انفسهم، لان معظم مشجعي هذه الدول لا يكنون الكثير من الود للمملكة العربية السعودية، بسبب حربها في كل من اليمن وسورية، وستكون المخاطر الامنية اكبر من نظيرتها في قطاع غزة.

نشعر بالمرارة والأسف لوجود هذه الأزمة في الاساس، وبين طرفين من المفترض إنهما شقيقين، ونحن على يقين بأن وصول الفريق السعودي الى التصفيات النهائية لكأس العالم سيكون موضع ترحيب واحتفال الغالبية الساحقة من ابناء الشعب الفلسطيني، وانا اولهم، مثلما هي عادتهم مع كل الفرق العربية المتأهلة، والشيء نفسه يقال ايضا عن الشعب السعودي الشقيق، في حال تأهل الفريق الفلسطيني، وهو امل ضئيل على اي حال.

هذه أزمة مفتعلة ومخجلة وتسيء لطرفيها، ويجب تطويقها بأسرع وقت ممكن، والنزول عن شجرة العناد، وتقديم تنازل من هذا الطرف أو ذاك، لا يعيب صاحبه، بل يرفع من قدره، لأنه تنازل لشقيق محب، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود.

  كلمات مفتاحية

التطبيع السعودية الاتحاد الكروي السعودي السلطة الفلسطينية جبريل الرجوب

مصادر: دولة خليجية وراء إصرار «الرجوب» على إقامة مباراة السعودية بفلسطين

«الفيفا» يلغي قرار نقل مباراة السعودية-فلسطين ويقرر تأجيلها

«الاتحاد السعودي لكرة القدم»: نقل مباراتنا ضد المنتخب الفلسطيني إلى ملعب محايد