كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن إسرائيل تضغط في الوقت الراهن على وزارة الخارجية الأمريكية لحثها على تأجيل خطوة إعادة فتح قنصليتها العامة في القدس؛ بغية تجنب خلق صعوبات أمام حكومة الائتلاف التي أطاحت برئيس الوزراء السابق "بنيامين نتنياهو".

وذكر الموقع أن المساعي الإسرائيلية تهدف لمنح الحكومة الجديدة الوقت للاستقرار، وتفويت الفرصة على "نتنياهو" الذي لا يترك فرصة إلا ويؤكد أن حكومة الائتلاف ضعيفة في هذا المسألة، ولا تمتلك القدرة على مواجهة الإدارة الأمريكية، كما فعل هو خلال أسابيع الأخيرة في الحكومة.

وأشار الموقع إلى أن حكومة الائتلاف تشهد مزيجا غير متجانس من الأحزاب التي لها توجهات متعارضة وقابلة للتفكك في أي لحظة، لذلك فهي الآن من الخارجية الأمريكية تأجيل تنفيذ خطوتها المعلنة بإعادة فتح القنصلية العامة حتى بعد الصيف على الأقل لمنح الحكومة المزيد من الوقت للاستقرار.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم يتوقعون أن تبدى إدارة بايدن تفهما للوضع، ولن تضغط على هذه القضية في الوقت الحالي وقد تعيد النظر في الأمر في سبتمبر/أيلول.

وأشار الموقع إلى أن وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" أثار قضية القنصلية العامة مع "نتنياهو" خلال زيارة الأول لإسرائيل في مايو/أيار، عندما كان "نتنياهو" في أسابيعه الأخيرة كرئيس للوزراء.

وبحسب مسؤولين تحدثوا لموقع "أكسيوس"، طلب "نتنياهو" في حينها من "بلينكن" فتح قنصلية في رام الله أو في ضاحية أبو ديس في القدس الشرقية ولكن ليس في المدينة نفسها، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

وفقًا لمسؤولين مطلعين على الاجتماع، فعندما رد "بلينكن" وقال إن الولايات المتحدة ستعيد فتح القنصلية في القدس، أجاب "نتنياهو": "ستساعدني في تسجيل نقاط سياسية".

ومن شأن فتح واشنطن قنصليتها العامة في القدس، أن يعيد العلاقات الفلسطينية إلى مسارها الطبيعي بعد أن تم تخفيضيها في ظل إدارة الرئيس السابق "دونالد ترامب".

وكانت القنصلية العامة لواشنطن في القدس، بعثة دبلوماسية أمريكية معتمدة للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية (بما فيها القدس) وقطاع غزة.

لكن في مايو/أيار 2018، نقلت إدارة ترامب سفارتها في تل أبيب إلى القدس، وفي منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2018، أعلن وزير الخارجية الأمريكي السابق "مايك بومبيو" دمج القنصلية العامة مع السفارة الأمريكية في القدس وأن العلاقات مع الفلسطينيين ستتم عبر وحدة شؤون فلسطينية خاصة داخل السفارة.

وفي 4 مارس/آذار 2019، أوقفت القنصلية العامة عملها رسمياً ودُمجت مع السفارة الأمريكية بالقدس.