صحيفة تكشف تفاصيل اختراق في محادثات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس بالقاهرة

السبت 3 يوليو 2021 05:14 ص

قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إن هناك "اختراقا" حدث في مفاوضات تبادل الأسرى بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس"، وهي المفاوضات التي تتم في القاهرة برعاية مصرية.

وأوضحت الصحيفة، نقلا عن مصادر فلسطينية، لم تسمها، أن المحادثات قد تسفر عن تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة في وقت قريب، مستدركة: "استمرار العدو في محاولة الضغط على المقاومة لانتزاع تنازلات منها، وعودته من حي لآخر إلى ربط ملف الأسرى بالأوضاع الإنسانية بغزة، يجعلان التفاهم الأولي قابلا للانهيار".

وأشارت إلى أن المفاوضات غير المباشرة بين الوفد الفلسطيني والمصريين من جهة، والمصريين ووفد الاحتلال من جهة أخرى، تؤكد حدوث اختراق جزئي في مباحثات إجراء صفقة تبادل أسرى جديدة.

وذكرت الصحيفة أن "هناك توقعات باقتراب موعد تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، وهو ما ستُقرّره حكومة العدو في وقت قريب خلال اجتماعها المقبل، وإن كانت لا تزال تحاول ابتزاز المصريين لدفعهم إلى ممارسة مزيد من الضغط على حركة حماس".

وأفادت بأن المباحثات استمرت لساعات عدة بين الوفد الفلسطيني والمسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية، وذلك في أحد المقرات التابعة للجهاز في القاهرة، مبينة أنه "تم تناول المبادئ الأساسية للصفقة، والشروط التي يضعها كل طرف فيها".

ولفتت إلى أن الاحتلال عاد في بداية المناقشات، إلى موقفه الأول المطالِب بالإفراج عن جنوده الأسرى مقابل رفع الإجراءات المشدّدة عن قطاع غزة، والسماح بانطلاق عملية إعادة إعمار القطاع، ودخول المنحة القطرية إليه، إلا أن الرفض الذي قوبل به ذلك الموقف من قِبَل الوفد الفلسطيني، وتواصل الضغط المصري على العدو، دفعا الأخير إلى التراجع والقبول بأن يكون ثمن الإفراج عن جنوده إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

ونوهت الصحيفة إلى أن الوفد الإسرائيلي أبلغ المصريين أنه لا يمتلك قرارا ببحث الإفراج عن أسرى يصفهم الاحتلال بأنهم "ملطخة أيديهم بالدماء"، وأن قرارا كهذا يحتاج إلى موافقة الحكومة والمجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر "الكابنيت".

وأضافت أن "الوفد الفلسطيني أكد للمصريين أنه لا يهمه ضغط الوقت، وأن العدو هو الذي يقع تحت الضغط، لأن صبر الفلسطينيين على الإجراءات المفروضة على غزة بدأ بالنفاد، وأن التصعيد على طول حدود القطاع سيكون كبيرا طالما أن الجانب الإسرائيلي يربط ملفي صفقة التبادل والأوضاع في غزة أحدهما بالآخر، وهو ما سيؤدي للعودة إلى نقطة الصفر".

وتابعت: "وعليه، أبلغ الوفد الفلسطيني المصريين، أنه إن أراد الاحتلال التوصل إلى حل سريع، فعليه الموافقة على مبادئ الصفقة، وليس الطلب من الفلسطينيين تخفيض شروطهم.

وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال المباحثات، طلب الوفد الإسرائيلي معلومات عن الجنود الأسرى (الوضع الصحي والنفسي) قبل اتخاذ قرار من قبل الحكومة بخصوص مبادئ الصفقة، الأمر الذي رد عليه الوفد الفلسطيني بأن الفلسطينيين جاهزون لتنفيذ المرحلة الأولى، والمتمثلة في تقديم معلومات عن الجنود مقابل الإفراج عن النساء والمرضى، كما حدث في الصفقة الماضية".

وأشارت الصحيفة إلى أن الوفد الإسرائيلي الرفيع المستوى، والذي يرأسه منسّق شؤون الأسرى والمفقودين "يارون بلوم" والمسؤول الكبير في مجلس الأمن القومي "نمرود غاز"، عاد إلى دولة الاحتلال، الخميس، ناقلا معه ما جرى خلال المناقشات.

وبعدها بساعات، نقلت القناة الـ12 العبرية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "على حماس أن تعي جيدا أن إسرائيل لن تطلق سراح أسرى فلسطينيين مُلطّخة أيديهم بالدماء، نحن في وضع آخر، إسرائيل تعني ما تقول، لن تكون إعادة إعمار غزة ممكنة حتى يتمّ حلّ قضية الأسرى".

وفي الاتجاه نفسه، ذكرت قناة "كان" العبرية أن الوفد الإسرائيلي أبلغ "حماس" أنه "من دون حلّ قضية الجنود، لن يكون هناك تقدّم نحو تهدئة طويلة في غزة"، لافتة إلى أن "تل أبيب تأمل أن تتمكّن القاهرة من الضغط على قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، لإبداء مرونة في القضية، وهي تعتقد بأن مصر تمتلك الكثير من أدوات الضغط التي لم تستخدمها بعد لتحريك الأمر".

وفي هذا الإطار، نقلت "الأخبار" عن مصادر فلسطينية، قولها إن دولة الاحتلال تمارس ضغوطا على مصر لتضغط الأخيرة بدورها على حركة "حماس" لتخفيض شروطها في ما يتعلّق بالصفقة، في مقابل تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، "نفتالي بينت"، بالعمل على تحسين صورة المصريين أمام الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، خلال لقائه المُتوقّع انعقاده خلال أسابيع.

إلا أن المصادر شدّدت على أن "حركة حماس متمسّكة بشروطها، وأن استمرار هذه السياسة كفيل بتفجّر الأوضاع في قطاع غزة، بما لا يرغب فيه الأمريكيون والمصريون والاحتلال".

والخميس، قالت تقارير إن الوسيط المصري وضع خطة تشمل دفع الطرفين لتقديم مبادرات ملموسة تسهل إنجاز تبادل الأسرى، وذلك بعد أن قدمت القاهرة "خريطة طريق" لا تربط بين التهدئة والإعمار وتبادل الأسرى، كما كانت تطلب إسرائيل سابقا.

وأشارت مصادر إلى أن جهاز المخابرات المصرية سيعقد لقاءات خلال الفترة المقبلة بشكل منفصل مع الطرفين، لاستكمال ما جرى بحثه في الجولة الأخيرة، في إطار سعيه لإنجاز الصفقة، التي تشمل أيضا تهدئة طويلة الأمد.

وتحتجز كتائب القسام (الجناح المسلح لحركة حماس) 4 إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا خلال الحرب على غزة صيف عام 2014، في حين دخل الاثنان الآخران غزة في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تبادل أسرى مفاوضات حركة حماس المخابرات المصرية غزة

عبر رسائل نصية.. حماس تخير جنود الاحتلال بين التخابر أو القتل

حماس تنفي أي تقدم في ملف تبادل الأسرى مع إسرائيل

كاتب إسرائيلي يدعو بينيت لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس