استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بعد الملف النووي الغرب سيحاول عرقلة صادرات الأسلحة الإيرانية

الأحد 4 يوليو 2021 09:54 ص

بعد الملف النووي الغرب سيحاول تقزيم صادرات الأسلحة الإيرانية

تشير المعطيات لتراجع أمريكي مع إدارة بايدن الجديدة نحو إلغاء العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب السابقة بسبب الملف النووي.

بعد الانتهاء من الملف النووي سيصبح هاجس الغرب وإسرائيل عرقلة صادرات الأسلحة الإيرانية لأنها تساهم في عرقلة التوازن بأكثر من منطقة.

يعود القلق من صادرات الأسلحة الإيرانية لعوامل متعددة أهمها نجاح إيران في صناعة سلاح ذكي يناسب قدرات الدول وفعاليته في وجه العتاد الغربي المتقدم.

إيران من الدول التي نجحت في تحقيق قفزة نوعية ذكية بالصناعة الحربية لتلبية احتياجاتها في الدفاع والتي مكنتها من مواجهة تهديدات أمريكية وإسرائيلية.

ترغب إيران بالتحول لدولة مصدرة للسلاح وتقدم إغراءات حقيقية مقارنة بباقي الدول إذ توفر عتادا حربيا بأثمنة منخفضة وبعد كل صفقة عسكرية يتعزز نفوذ الدولة المصدرة.

*     *     *

المفاوضات التي تجري بين إيران والدول الكبرى ومنها الولايات المتحدة حول البرنامج النووي ستنتهي باستعادة اتفاقيات الماضي التي تنصل منها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وستفتح الباب أمام إمكانيات تصدير إيران أسلحتها إلى عدد من الدول.

وهذا القرار يقلق إسرائيل وواشنطن ودول غربية أخرى بسبب مساهمة القرار في تغيير من إحداث خلل في التوازنات الحربية. وبدأت ترتفع أصوات في الغرب وإسرائيل تشدد على ضرورة الرقابة على صادرات الأسلحة الإيرانية.

وتشير كل المعطيات إلى تراجع الولايات المتحدة مع الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن نحو إلغاء العقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة لدونالد ترامب بسبب الملف النووي، وهي الطريقة الوحيدة لإقناع طهران بتفادي تصنيع السلاح النووي مستقبلا.

وسينتج عن رفع العقوبات عن طهران استقبال إيران الاستثمارات الأجنبية وعقد صفقات مع الشركات الغربية ثم استعمال العملة الأمريكية الدولار في التجارة الدولية بدون مشاكل عكس ما يحدث في الوقت الراهن.

وعلاقة بالصادرات، هناك اهتمام ممزوج بالخوف بشأن الكيفية التي سيتم بها التعامل مع صادرات الأسلحة الإيرانية إلى الكثير من الدول. ويعود القلق إلى عوامل متعددة على رأسها نجاح إيران في صناعة سلاح ذكي يتماشى وقدرات الدول ثم فعاليته في وجه العتاد الغربي المتقدم.

في هذا الصدد، تعد إيران من الدول التي نجحت في تحقيق قفزة نوعية في الصناعة الحربية وبنوع من الذكاء نظرا لتلبية احتياجاتها في الدفاع والتي مكنتها من مواجهة التهديدات الأمريكية والإسرائيلية.

فقد نجحت في تطوير صواريخ متعددة المدى تجعلها قادرة على ضرب مصادر الخطر المتنوعة مثل القواعد العسكرية في الدول المجاورة أو البعيدة نسبيا مثل إسرائيل علاوة على ضرب أهداف عسكرية ثقيلة مثل حاملات الطائرات.

وكان إسقاط إيران لطائرة الدرون غلوبال هوك خلال حزيران/يونيو 2019 نهاية أي حالم لشن الحرب على هذا البلد. وتعد هذه الطائرة إلى ما يوجد لدى البنتاغون من تكنولوجيا التخفي والرصد، وإسقاطها يعني نظريا قدرة إيران على إسقاط مختلف المقاتلات التي لديها مستوى تكنولوجي أقل من هذا الدرون.

والعامل الثاني هو رغبة إيران في التحول إلى دولة مصدرة للسلاح وتقدم إغراءات حقيقية مقارنة مع باقي الدول، إذ توفر عتادا حربيا بأثمنة منخفضة للغاية، إدراكا منها أنه بعد كل صفقة عسكرية يرتفع مستوى وحجم نفوذ الدولة المصدرة للسلاح.

ويوجد قلق من بعض أنواع السلاح الإيراني وعلى رأسها: الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، ثم الطائرات المسيرة «الدرون» والزوارق النفاثة الصغيرة، ثم بعض منظومات الدفع الجوي التي طورتها إيران اعتمادا على نسخ روسية.

ويقدم الواقع السياسي الحربي في الشرق الأوسط أمثلة حية عن هذا القلق. فقد استطاع السلاح الإيراني ورغم الحظر كسر شوكة دولتين رئيسيتين من الدول الحليفة للغرب في الشرق الأوسط وهما السعودية وإسرائيل.

فقد نجح السلاح الإيراني الذي لدى حزب الله في خلق توازن قوة بين لبنان وإسرائيل التي لم تعد تهاجم هذا البلد العربي منذ حرب تموز 2006. كما نجحت المقاومة الفلسطينية خلال الحرب الأخيرة من خرق وضرب القبة الحديدية التي روجت لها إسرائيل بشكل أسطوري خلال سنوات. ونتائج هذه الحرب ستجعل تل أبيب تفكر عميقا قبل الإقدام على مغامرة عسكرية جديدة.

في الوقت ذاته، استعمال الحركة الحوثية لصواريخ مصممة على الطراز الإيراني قام بتجميد قوة السلاح السعودي بل شكل منعطفا مقلقا للأمن القومي الأمريكي، وفق جريدة «نيويورك تايمز» في تقرير لها خلال تشرين الثاني/نوفمبر 2017 لأن منظومة باتريوت الشهيرة لم تنجح بالكامل في اعتراض هذه الصواريخ. ونتج عن استعمال الحوثيين الدرون الإيراني بتوجيه ضربات لمراكز حيوية في السعودية.

وتحاول الدول الغربية عرقلة تصدير إيران لثلاثة أنواع من الأسلحة، الأولى وهي الزوارق النفاثة التي تحمل طوربيدات وصواريخ وتقلق السفن الحربية بما فيها حاملات الطائرات الأمريكية. ويتابع البنتاغون بقلق كبير هذه الأيام هل السفينة الحربية الإيرانية المتوجهة إلى فنزويلا تحمل زوارق نفاثة حربية إيرانية الصنع أم لا.

ثم هناك قلق كبير من ااطائرات المسيرة «الدورن» العسكرية الإيرانية، وبدأت إسرائيل تطالب بحظر تصدير هذه الطائرات. وجرى استهداف مصانع هذه الطائرات في أصفهان خلال الشهر الماضي. علاوة على هذا هناك قلق من تصدير الصواريخ.

هكذا، بعد الانتهاء من الملف النووي الإيراني، سيصبح هاجس الدول الغربية وإسرائيل هو عرقلة صادرات الأسلحة الإيرانية لأنه سيساهم في عرقلة التوازن في أكثر من منطقة.

* د. حسين مجدوبي كاتب صحفي مغربي.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

إيران، الغرب، غسرائيل، صادرات الأسلحة، الملف النووي، صواريخ، الطائرات المسيرة،