أوبزيرفر: انسحاب أمريكي محرج يقود أفغانستان إلى مصير العراق

الأحد 4 يوليو 2021 03:08 م

وصفت صحيفة "أوبزيرفر" خروج القوات الأمريكية من أفغانستان بأنه "انسحاب رثٌّ ومحرج، يترك البلد في حالة من الفوضى والحرب الأهلية والإرهاب"، مشيرة إلى اقتراب الرئيس الأمريكي "جو بايدن" من إعلان نهاية أطول الحروب في تاريخ الولايات المتحدة هذا الأسبوع.

وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أن تورط بريطانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، الذي جاء بعد هجمات تنظيم "القاعدة" على الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر 2001، سينتهي مع الخروج الأمريكي، لكن ما تغير اليوم هو أن "الحلفاء الغربيين قرروا نفض أيديهم من المشكلة".

وأضافت أن "بايدن" تسبب، من خلال إعلانه بعد دخوله الرئاسة بفترة قصيرة عن انسحاب غير مشروط في موعد الذكرى العشرين لهجمات سبتمبر/أيلول، في تدافع غير ضروري على الخروج من أفغانستان انضمت إليه قوات الناتو ومعظم القوات البريطانية، التي خرجت على ما يبدو بدون احتفال أو ضجيج، ومن الباب الخلفي.

ونوهت الصحيفة إلى أن 4 يوليو/تموز هو يوم الاستقلال الأمريكي، و"ربما سيُذكر بأنه يوم التخلي عن أفغانستان"، مشيرة إلى أن "الوزراء والقادة العسكريين يعرفون أن قرار الخروج قبل أن يتحقق السلام أو حتى وقف إطلاق النار غير مسؤول وخطير".

وأكدت "أوبزيرفر" أن الانسحاب من أفغانستان فتح الباب أمام الرعب والفوضى والتفكك، وأن "هناك كارثة في طريقها للحدوث"، مؤكدة أن "هذه ليست توقعات من نقاد يجلسون على كراسيهم، بل توقعات قائد القوات الأمريكية الجنرال "أوستن ميلر"، الذي حذر في الأسبوع الماضي من اندلاع الفوضى في أفغانستان، قائلا: الحرب الأهلية هي الطريق الذي يمكن توقعه ولو استمرت على هذا المسار فهي حقيقة وعلى العالم أن يقلق".

وفي الإطار ذاته، عبر الرئيس الأفغاني السابق "حامد كرزاي" عن تشاؤمه قائلا: "أنظر للمشهد، نحن في حالة فوضى والبلد في نزاع، هناك معاناة ضخمة. ومَن جاؤوا قبل 20 عاما باسم مكافحة التطرف والإرهاب، لم يفشلوا بوقفهما بل وازدهر التطرف تحت سمعهم وبصرهم، وهو ما أصفه بالفشل".

وأشارت الصحيفة إلى تقرير يدعم تقييم الرئيس الأفغاني السابق، أعدته مراسلتها "إيما جراهام هاريسون" من بلدة "أوبي" التي سقطت بيد "طالبان"، مشيرة إلى أن الحركة تجنبت بدهاء المواجهة المباشرة مع قوات الناتو المنسحبة، لكنها قامت في الوقت نفسه بحملات للسيطرة على مناطق، وأخذت منطقة بعد الأخرى، حتى باتت نصف المناطق الريفية بيدها، وأصبحت العواصم الإقليمية وربما كابول على مرمى حجر منها.

واعتبرت الصحيفة أن المكاسب المحدودة في أفغانستان بعد دخول القوات الأمريكية إليها، مثل الحكم الديمقراطي وحرية التعبير والتحسن في القطاع الصحي والتعليم والحقوق المدنية والمرأة، باتت في خطر، وكذا تضحيات عشرات الآلاف من المدنيين والجنود الأفغان والأجانب أو مَن تركت الحرب آثارها عليهم.

وأضافت: "انتهى حلم الحصول على العدالة لمن قُتلوا بطريقة غير شرعية أو عذبوا بطريقة غير قانونية في السجون السرية التي أقامتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في قاعدة باجرام الجوية".

واختتمت "أوبزيرفر" تقريرها بالتأكيد على أن كافة المعطيات تؤشر إلى أن مستقبل أفغانستان مثل العراق، "الذي ترك ببرود ليواجه قدره المظلم".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أمريكا أفغانستان الناتو حامد كرزاي

واشنطن بوست: بايدن أعلن انسحاب أمريكا من أفغانستان بلا انتصار

تقرير: 5 تريليونات دولار غنيمة مقاولو الدفاع الأمريكيين من حربي العراق وأفغانستان