تقرير: نصف تريليون دولار.. كعكة إعمار ليبيا تتنافس عليها 5 دول

الثلاثاء 6 يوليو 2021 07:04 م

قال موقع "ميدل إيست آي" إن كعكة إعادة الإعمار في ليبيا مغرية لأبعد الحدود، حيث من المرجح أن تبلغ تكلفة إعادة إعمار البلاد نصف تريليون دولار، وهو مبلغ يجعل عددا من الدول تصطف للتنافس حول هذه الكعكة، وهي مصر وتركيا وتونس وفرنسا وألمانيا.

وقال التقرير إنه على الرغم من وقف إطلاق النار واندلاع أعمال العنف في ليبيا، فإن المنتدى الاقتصادي الافتتاحي الذي نظمته الجمعية الإيطالية الليبية لتطوير الأعمال قد مضى قدما في تونس في وقت سابق من هذا الشهر، حيث اجتمع مئات من قادة الأعمال من إيطاليا وتونس وليبيا لمناقشة خطط إعادة بناء الدولة التي مزقتها الحرب في شمال إفريقيا.

ودمرت الأزمة التي طال أمدها مدنا بأكملها وتركت ما يقدر بنحو 280 ألف شخص يعيشون في ملاجئ متضررة أو دون المستوى المطلوب، وفقا للوكالات الإنسانية الليبية.

وتعد ليبيا موطنا لأكبر احتياطيات نفطية معروفة في أفريقيا، وبالنظر إلى عدد سكانها الصغير نسبيا الذي يبلغ سبعة ملايين نسمة، فإنها تتمتع بواحد من أعلى الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للفرد في القارة.

ويعلق الموقع على هذا الأمر بالقول: "بالتالي تصطف الشركات الأجنبية من العديد من البلدان بما في ذلك مصر وتركيا وتونس وفرنسا وألمانيا للفوز بالعقود الحكومية المرغوبة كثيرا لإعادة بناء البلاد".

ومع اقتراب موعد الانتخابات الموعودة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، شدد المندوبون في المنتدى على الضرورة الملحة لإنعاش الاقتصاد الليبي وتشغيله مرة أخرى، وشدد المشاركون بالمنتدى على الضرورة الملحة لإنعاش الاقتصاد الليبي وإعادة تشغيله، ناقلين حقيقة أن حكومة الوحدة الوطنية الموقتة المعترف بها دوليا برئاسة "عبدالحميد الدبيبة" لديها ولاية محدودة للحكم حتى نهاية العام الجاري فقط.

وقال "الدبيبة"، إنه يريد تخصيص 4.9 مليار دولار من الميزانية الحكومية للمشاريع والتنمية.

وفي المنتدى، قال "ميدل إيست آي" إنه التقى مع بعض ممثلي ما يقرب من 90 شركة في المنتدى، وكانوا متفائلين ومليئين بالأمل بمستقبل ليبيا المشرق وإمكاناتها الاقتصادية.

وقال "كريم بي راشد"، الرئيس التنفيذي لشركة "Artec"، وهي وكالة معمارية وتصميم تونسية تتمتع بخبرة ثلاثة عقود في بناء المستشفيات والفنادق والمباني المؤسسية في شمال أفريقيا: "أعتقد أن هذه هي اللحظة المناسبة للشعب الليبي حقا، من حيث التنمية والديمقراطية.. لا ينبغي للمرء أن ينظر إلى ليبيا على أنها ساحة معركة أو مكان خراب. أرى أن ليبيا تتمتع بإمكانيات هائلة للتنمية".

كما أبدى "حاتم مبروك"، مؤسس وكالة استشارات النفط والغاز "BOT Energy"، تفاؤلاً بشأن إمكانات الشراكات الاقتصادية التونسية الليبية المستقبلية.

وقال مبروك: "إنها صفقة يربح فيها الجميع، لأننا عندما نعمل هناك ننقل مهاراتنا ومعرفتنا.. الليبيون والتونسيون.. يمكننا التحدث باللغة نفسها، ويمكننا فهمهم، ولدينا نفس الثقافة، لذلك سنقوم بعمل عادل معهم".

وأشار التقرير إلى أن بعض الليبيين، بعد أن استفادوا من عقد من الفوضى واقتصاد الحرب، لا يريدون أن يروا ليبيا مستقرة، لاسيما في بعض المناطق، التي تسيطر فيها الميليشيات المسلحة والمرتزقة الأجانب على الوضع.

لكن إعادة إعمار ليبيا لا تعتمد فقط على نجاح العملية السياسية الحالية والانتخابات النزيهة.

وفي مقابلة مع "ميدل إيست آي" في تونس، قال رجل الأعمال الليبي "حسني باي"، إنه يجب تنفيذ بعض الإصلاحات لتحفيز القطاع الخاص قبل أن يكون لدى ليبيا أي أمل في إعادة بناء اقتصادي حقيقي.

من جهته يرى الصحفي الليبي المختص في الاقتصاد، "أحمد السنوسي" أن مثل هذه المنتديات والمناقشات الاقتصادية حول إعادة إعمار ليبيا سابقة لأوانها.

وقال "السنوسي"، في مقابلة مع الموقع في تونس: "كل بلد يريد مزايا مختلفة من ليبيا، لكن لا يمكننا فعل أي شيء في ليبيا حتى نقرر داخل ليبيا ما إذا كنا نريد مواصلة حربنا أم لا".

وأضاف: "بمجرد أن نقرر، بعد ذلك فقط يمكننا التفاوض على صفقات مع إيطاليا أو تونس لأننا حينها سنعرف ما نريده من كل بلد".

ومع استمرار مواجهة ليبيا على تل شديد الانحدار من حيث الشكوك السياسية والاجتماعية المستمرة، لا يشعر "السنوسي" بالتفاؤل بأن عملية السلام ستنجح.

وتابع: "أعتقد أنه ستكون هناك حرب جديدة، بنسبة 100%، لأن أسباب حرب الماضي لا تزال قائمة حتى اليوم.. أنا لست خائفا من أن الشعب الليبي سيشن حربا قبل الانتخابات، لكني أخشى أنهم سيخوضونها بعد الانتخابات".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إعادة إعمار ليبيا الأزمة الليبية كعكة حرب

ليبيا.. تقديرات إعادة الإعمار 111 مليار دولار