تورط مصري أمريكي باغتيال خاشقجي.. منظمة حقوقية تطالب إدارة بايدن بكشف ما تخفيه

الخميس 8 يوليو 2021 09:56 ص

طالبت المديرة التنفيذية لمنظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي" (داون) الحقوقية الدولية "سارة لي ويتسن" الإدارة الأمريكية بالكشف عما تخفيه من معلومات عن جريمة اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، خاصة بعدما ظهرت أدلة جديدة على تورط مصري في الجريمة، وتدريب أمريكي حصلت عليه فرقة الاغتيال.

وفي مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ومنظمة "داون" عبر موقعها الإلكتروني، اتهمت "ويتسن" إدارة الرئيس الأمريكي "جون بايدن" بـ"إخفاء معلومات حساسة عن جريمة قتل خاشقجي"، رغم أنها "تفاخرت بشأن شفافيتها عندما أصدرت ملخصا من صفحتين لتقرير مكتب مدير المخابرات الوطنية يخلص إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمر بارتكاب الجريمة".

وقالت إنه "ظهر أمران جديدان حول جريمة قتل خاشقجي بما في ذلك أن 4 أعضاء من فرقة القتل التابعة لبن سلمان، المعروفة باسم (فرقة النمر) تلقوا تدريبات شبه عسكرية في الولايات المتحدة، وأنه يُزعم أن مصر قدمت لهم السم القاتل الذي استخدموه لقتل خاشقجي".

وأضافت: "يبدو أن ما خفي أعظم فيما يخص المعلومات التي لا تزال طي الكتمان في هذه القضية".

وتساءلت مستنكرة: "مَن غير الدولة السعودية متورط في هذه الجريمة؟ ما الذي كان يعرفه المسؤولون الأمريكيون، وما الذي تعرفه إدارة بايدن أيضا ولكنها لا تخبرنا به؟".

وتابعت: "هل سيستجوبون الأمير خالد بن سلمان، السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة ونائب وزير دفاعها الحالي، خلال لقاءاتهم معه في زيارته الحالية إلى واشنطن، حول دوره في جريمة القتل، بما في ذلك سجلات تواصلاته مع خاشقجي؟".

ولفتت منظمة "داون" إلى أن تقرير المقررة الخاصة المعنية بعمليات القتل خارج نطاق القانون "أجنيس كالامارد" "كشف في وقت سابق أن الطائرة التي أقلت العديد من أعضاء فرقة القتل السعودية توقفت في القاهرة في طريق عودتها من إسطنبول بعد مقتل خاشقجي".

"لكن المعلومات على أن هذه الفرقة توقفت في القاهرة قبل التوجه إلى مكان وقوع جريمة القتل لأخذ السم (المستخدم في قتل خاشقجي) لم تظهر إلا هذا الشهر"، في تحقيق أجرته شبكة "ياهو نيوز" الإخبارية الأمريكية.

واعتبرت المنظمة أنه "من المؤكد أن التوقف في القاهرة يدعم الأدلة الكثيرة على أن السعوديين خططوا لجريمة قتل خاشقجي منذ البداية، على الرغم من أن الأشخاص الذين قاموا بالتنسيق لتسليم السم في الحكومة المصرية لا يزالون غير معروفين".

كما لفتت إلى أن تقارير نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية كشفت أن مجموعة "Tier 1"، وهي شركة مقاولات أمنية أمريكية (يعمل بها مسؤولون عسكريون أمريكيون سابقون) "قدمت تدريبات عسكرية، بموافقة الحكومة الأمريكية، لـ4 من أفراد من فرقة النمر قبل عام واحد فقط من جريمة القتل".

وذكرت "داون" أن الرئيس "بايدن" تحدث عدة مرات عن محاسبة قتلة "خاشقجي"، حتى أنه وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء مبيعات الأسلحة للسعودية، "لكن إدارته لم ترفض فقط معاقبة بن سلمان -المهندس الرئيسي لجريمة القتل- بل استمرت في مبيعات الأسلحة إلى السعودية تحت اسم الأسلحة الدفاعية، ويبدو أنها الآن تخفي معلومات حساسة عن جريمة قتل خاشقجي".

وأضافت: "في حين أن الإدارة تفاخرت بشأن شفافيتها عندما أصدرت ملخصا من صفحتين لتقرير مكتب مدير المخابرات الوطنية يخلص إلى أن بن سلمان أمر بارتكاب الجريمة، إلا أنها لا تزال ترفض، في دعوى قضائية قائمة ضد مجتمع الاستخبارات الأمريكي، نشر السجلات المتوفرة لوكالة المخابرات المركزية (السي آي إيه) المتعلقة بجريمة القتل، ويشمل ذلك هويات المسؤولين والتسجيلات الصوتية للجريمة في القنصلية السعودية في إسطنبول والتي قدمتها لهم المخابرات التركية".

كما رفضت الإدارة، في دعوى ثانية، نشر الوثائق التي تم طلبها من وكالات المخابرات الأمريكية بشأن الأشخاص الذين كانوا على علم بخطط قتل "خاشقجي" في الحكومة الأمريكية، وما يعرفونه حول ذلك وما إذا كانوا قد فكروا في تحذيره، وهذا الأمر واجب بحسب القانون؛ لأنه كان مقيما في الولايات المتحدة.

واعتبرت "داون" أنه "من الصعب جدا تصديق أن المسؤولين الأمريكيين لم يكونوا يراقبون عن كثب القتلة السعوديين الذين دربتهم الولايات المتحدة". 

وقالت: "لن تخبرنا إدارة بايدن أيضا بما قد تعرفه السي آي إيه عن دور مصر، بما في ذلك من في الحكومة المصرية قام بتزويد السعوديين بالمادة السامة غير المشروعة، على الرغم من أنه من الصعب تخيل أن عباس كامل، رئيس المخابرات المصرية ذا القبضة الحديدية، لم يكن على علم بذلك".

واعتبرت المنظمة أنه "من الواضح أن إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن ليست مهتمة حقا بتغيير علاقتها بشكل جوهري مع الحكومتين السعودية والمصرية غير الخاضعتين للمساءلة، ناهيك عن إنهاء دعمها العسكري والسياسي لكلتيهما".

ورات أنه "بغض النظر عن البيانات العرضية التي تصدر بين الفينة والأخرى عن وزارة الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان والقيم والديمقراطية، فإن الرسالة التي تلقّاها الطغاة الذين يحكمون هذين البلدين من واشنطن هي أنه لا داعي للقلق من حدوث تغيير جذري، فلا تزال الولايات المتحدة تساندهم، بغض النظر عن مدى فظاعة استمرارهم في ترهيب مواطنيهم".

لكنها أكدت أن "هناك واجبا مطلقا على إدارة بايدن لحماية الناس في الولايات المتحدة من الهجمات المستهدفة في الخارج، مثل المؤامرة السعودية لاستدراج خاشقجي من واشنطن إلى إسطنبول لقتله، ومحاولات أخرى لا حصر لها للتجسس على منتقدي السعودية في الولايات المتحدة واختطافهم منذ ذلك الحين".

وقالت:  "نحتاج إلى معرفة ما يعرفه المسؤولون الأمريكيون عن مؤامرة قتل خاشقجي، ومن هم هؤلاء المسؤولون ولماذا فشلوا في تحذيره".

وأشارت إلى أن هذه المعلومات "تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة للدعوى المدنية الخاصة المرفوعة من قبل منظمة (داون) ضد محمد بن سلمان والمتآمرين معه على جريمة قتل خاشقجي، وهي واحدة من آخر فرص المساءلة القضائية".

وتابعت: "نحتاج أيضًا إلى معرفة ما تفعله إدارة بايدن لحماية الناس في الولايات المتحدة في الوقت الحالي من الهجمات السعودية والمصرية المستمرة على منتقديهم في الخارج، وهل ستنهي الإدارة فعليًا التدريب المتهور لقوات الأمن التابعة للحكومات المسيئة من قبل الجيش الأمريكي والمتعاقدين الأمريكيين الخاصين؟".

ومنظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي" (داون) هي منظمة حقوقية غير حكومية مقرها واشنطن، وتضم مجموعة من المحللين والباحثين والمحامين والناشطين الذين يهدفون إلى تحقيق رؤية "جمال خاشقجي" في المساعدة على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

خاشقجي مصر السعودية الولايات المتحدة الديمقراطية الآن للعالم العربي

جرائم الحراس الشخصيين.. لماذا دربت الولايات المتحدة قتلة خاشقجي؟

نيويورك تايمز: 4 من فريق اغتيال خاشقجي تلقوا تدريباً في أمريكا

يؤكد تورط بن سلمان.. محكمة تركية ترفض إضافة التقرير الأمريكي لقضية خاشقجي

إنتلجنس أونلاين: واشنطن حذرت مدير المخابرات المصرية من أي تحرك عسكري ضد إثيوبيا

موقع أمريكي: خاشقجي عرض مساعدة ضحايا 11 سبتمبر في مقاضاتهم السعودية

خطيبة خاشقجي تتهم أمريكا بإخفاء الحقائق حول مقتله