انسحاب القوات الدولية.. قلق غربي من تعزز نفوذ القاعدة بأفغانستان

الخميس 8 يوليو 2021 12:06 م

يشعر قادة أجهزة الاستخبارات الغربية بالقلق من أن يمنح الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، المترافق مع انسحاب للقوات الدولية، تنظيم "القاعدة" الفرصة لإعادة بناء شبكته؛ بحيث يصبح قادرا مجددا على تدبير هجمات منها حول العالم.

أفادت بذلك شبكة "بي بي سي" الإخبارية البريطانية في تحليل لها، معتبرة أن هذا يعد "السيناريو الأكثر قتامة" للتطورات الحالية الجارية في أفغانستان.

وكان الرئيس الأمريكي "جو بايدن" قال إن القوات الأمريكية ستغادر نهائيا بحلول 11 سبتمبر/أيلول من هذا العام، في الذكرى السنوية للهجمات على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 2001.

وأعلن تنظيم "القاعدة"، الذي كان يتخذ من أفغانستان مقرا له في ذلك الحين، بدعم من "طالبان" مسؤوليته عن الهجمات؛ لتشكل الولايات المتحدة تحالفا بقيادتها في وقت لاحق من ذلك العام لضرب الجماعتين.

سبب وجيه للقلق

ورأت "بي بي سي" أن رؤساء أجهزة الاستخبارات الغربية لديهم سبب وجيه للقلق من عودة نفوذ "القاعدة" إلى أفغانستان؛ فقد "أدى الانسحاب السريع للقوات الأمريكية والدولية من أفغانستان هذا الشهر، إلى تشجيع عناصر طالبان".

إذ بدأت الحركة، خلال الأيام الأخيرة، بتوسيع نفوذها وبالاستيلاء على عدة مناطق واحدة تلو الأخرى، واجتاحت القواعد التي استسلمت فيها القوات الحكومية المحبطة في كثير من الأحيان، أو فرت هاربة.

وتعليقا على ذلك، قال محلل شؤون الأمن والإرهاب الدكتور "ساجان جوهيل"، لـ"بي بي سي"، إن "انسحاب القوات الدولية من أفغانستان يجعل سيطرة طالبان أمرا حتميا ويمنح القاعدة الفرصة لإعادة بناء شبكتها، لدرجة قد تغدو مها قادرة على تدبير هجمات حول العالم مرة أخرى".

وبغض النظر عن هذا السيناريو القاتم، اعتبرت "بي بي سي" أن هناك أمرين مؤكدين سينجمان عن انسحاب القوات الدولية من أفغانستان. 

الأول، عودة بصورة ما لحركة "طالبان"، التي حكمت أفغانستان بقبضة من حديد بين عامي 1996 إلى 2001.

ورغم أن الحركة تقول، في الوقت الحالي، إنها لا تطمح إلى الاستيلاء بالقوة على العاصمة كابول، لكنها تعد القوة المهيمنة على الأرض في أجزاء كبيرة من البلاد، ولم تتخل أبدا عن مطلبها بجعل البلاد إمارة إسلامية.

الثاني، سيتطلع تنظيما "القاعدة" و"الدولة في ولاية خراسان" إلى الاستفادة من رحيل القوات الغربية لتوسيع عملياتهما في أفغانستان.

وأشارت "بي بي سي" إلى أن كلا التنظيمين موجودان بالفعل في أفغانستان؛ فالبلد ببساطة ذو طبيعة جبلية، ويتمتع بتضاريس وعرة للغاية، بحيث تشكل أماكن اختباء نائية لهذه الجماعات الإرهابية المحظورة دوليا.

وبينما تمكنت القوات الدولية والأفغانية، عبر تحركها السريع، من احتواء تهديد التنظيمين بشكل جزئي، خلال السنوات الماضي، فإن هذا الآن على وشك الانتهاء.

علاقة "طالبان" بـ"القاعدة"

وحول العلاقة بين تعزز نفوذ "طالبان" وعودة "القاعدة"، قالت "بي بي سي" إن هذا السؤال كان يؤرق رؤساء المخابرات الغربية لسنوات.

ولفتت إلى أنه، في عام 2008 ومرة أخرى هذا العام، عُثر على تقييمات الحكومة البريطانية السرية ملقاة بلا مبالاة في أماكن عامة؛ لتكشف لأي شخص يهتم بقراءتها مدى قلق المملكة المتحدة بشأن الصلة بين المجموعتين.

وليس لدى "جوهيل"، الذي كان يدرس الجماعات المتطرفة في المنطقة لسنوات، أي شك بخصوص هذه العلاقة؛ حيث قال: "طالبان لا تنفصل عن القاعدة، ولها التزامات ثقافية وعائلية وسياسية ستظل غير قادرة على التخلي عنها بالكامل، حتى لو كانت قيادتها صادقة في سعيها لإنجاز ذلك".

فمنذ أن نقل زعيم "القاعدة"، "أسامة بن لادن"، عملياته من السودان إلى أفغانستان في عام 1996 حتى عام 2001، وفرت "طالبان" ملاذا آمنا له.

لكن رئيس أركان الدفاع البريطاني، الجنرال "نيك كارتر"، الذي كان له عدة جولات قيادية في أفغانستان، يعتقد أن قيادة "طالبان" ربما تكون قد تعلمت من أخطائها السابقة.

وأكد أنه إذا كانت "طالبان" تتطلع لتقاسم السلطة، أو الاستيلاء عليها، فلن ترغب في أن يُنظر إليها على أنها منبوذة دوليا هذه المرة.

وهنا تكمن الصعوبة، إذ قد يناقش قادة "طالبان" الأكثر حكمة، وخاصة أولئك الذين اختبروا الحياة الرغيدة في مراكز التسوق المكيفة في الدوحة خلال مفاوضات السلام الأخيرة، فكرة الانفصال التام عن "القاعدة" من أجل ضمان قبولهم على المستوى الدولي.

لكن في بلد شاسع وخاضع لحكم ضعيف مثل أفغانستان؛ فليس هناك ما يضمن بأي حال من الأحوال عدم احتواء حكومة "طالبان" المستقبلية على عناصر من تنظيم "القاعدة"، الذي يمكنه بسهولة دمج خلاياه بشكل مخفي داخل القرى والوديان النائية.

وخلصت "بي بي سي"، في تحليلها، إلى أنه في نهاية المطاف، كل ما يحتاجه تنظيما "القاعدة" و"الدولة" لتعزيز نفوذهما هو حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، وكل الدلائل تشير إلى أنهما على وشك الحصول عليها في أفغانستان.

وبحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل، ستتكمل القوات الأمريكية المقدر تعدادها بنحو 3500 انسحابها من أفغانستان.

وبينما كان هناك حوالي 7 آلاف جندي آخر من قوات التحالف في أفغانستان، حتى مايو/أيار الماضي، يُعتقد أن معظمهم غادروا الآن، إذ أعلنت ألمانيا وإيطاليا انتهاء مهمتيهما الأربعاء.

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية

أفغانستان طالبان القاعدة

بسبب طالبان.. إغلاق قنصليات 4 دول في شمالي أفغانستان

13 منطقة جديدة.. طالبان تواصل توسيع الأراضي الخاضعة لسيطرتها

بايدن: يجب التعايش مع طالبان في أفغانستان.. ولن أعيد قواتي إلى هناك

إيران: أمريكا أدركت هزيمتها وأنقذت نفسها بالانسحاب من أفغانستان

مخاوف أمريكية من عودة القاعدة بعد سيطرة طالبان على أفغانستان